يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لديه عشق خاص لفترة الثمانينيات التي يراها بمثابة عصره الذهبي، ظهر تعلق ترامب بالثمانينات في خطاباته ونمط ملابسه وحتى قائمة تشغيل الأغاني في تجمعاته الانتخابية التي عادة ما تضم الآلاف من أنصاره.
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن ترامب دائما ما يذكر "هانيبال ليكتر" في خطاباته وهو قاتل متسلسل آكل لحوم البشر، جسده الممثل أنتوني هوبكينز في الفيلم الشهير "صمت الحملان" – the silence of the lambs-
في الثالث من أغسطس، بينما كان يتحدث ترامب أمام تجمع حاشد في أتلانتا، ذكر "هانيبال ليكتر" قائلا: "إنهم يكرهون عندما أستخدم الدكتور هانيبال ليكتر. الراحل العظيم هانيبال ليكتر" في إشارة واضحة إلى وسائل الإعلام.
وخلال خطاب قبوله في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الشهر الماضي، تساءل: "هل رأى أحد فيلم صمت الحملان؟ الراحل العظيم هانيبال ليكتر. إنه يحب أن يتناولك على العشاء".
وفي وايلدوود بولاية نيوجيرسي، في 11 مايو الماضى، قال للجمهور: "الراحل العظيم هانيبال ليكتر. إنه رجل رائع.. هل تتذكر المشهد الأخير؟"، ومضى ترامب يقول: "لدينا أشخاص يتم إطلاق سراحهم في بلادنا ولا نريدهم في بلادنا"، في إشارة الي زيادة اعداد اللاجئين خلال ولاية بايدن.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن إشارات ترامب إلى ليكتر متسقة وغير منطقية في نفس الوقت، وأشارت إلى أن الرئيس السابق عادة يذكر القاتل المتسلسل فى سياق الهجرة، مدعيًا أن المهاجرين يأتون من مصحات الأمراض العقلية.
وتحدث ترامب أيضًا عن ليكتر قبل أن يقرأ قصيدة "الثعبان"، وهي القصيدة التي استخدمها لنقل رسالة مناهضة للمهاجرين في مسيراته ومناسباته العامة لسنوات، ومع ذلك فإن الإشارات إلى ليكتر تكشف شيئًا آخر عن ترامب: العصر الذي صعد فيه إلى الشهرة والفترة السابقة التي كان فيها أحد المشاهير.
ووفقا لواشنطن بوست، تجمعات ترامب بمثابة كبسولة زمنية، ولحظة مجمدة من حقبة سابقة – الثمانينيات – عندما كان ترامب يحكم النوادي والصحف الشعبية في مدينة نيويورك وظهر لأول مرة على غلاف مجلة تايم كما تتضمن قوائم تشغيل الأغاني في التجمعات الانتخابية التي يختارها بنفسه، أغاني ناجحة مثل "Y.M.C.A." (1978) و"جلوريا" (1982) ونمط ملابسه الذي يتلخص في بدلاته الرسمية وربطات العنق الكلاسيكية تكشف تمسكه بـ "الثمانينات الذهبية" المشابهة لتصميم برج ترامب.
وقال تيم أوبراين، كاتب سيرة ترامب الذي انتقد الرئيس السابق، إن ترامب هو "حارس سرداب الثمانينيات"، والتي كانت ذروة حياته حتى أصبح رئيسًا، وقال: "في كل مرة يفتح الباب، يخرج الناس من الثمانينات، سواء كان روجر ستون أو رودي جولياني، وتتفجر أزياء الثمانينات، سواء كانت ربطة عنقه أحادية اللون أو بدلاته المصنوعة دائمًا بلونين أو ثلاثة ألوان مختلفة"، وأضاف أن ديكور المكاتب لا يزال في الثمانينيات ولم يتم تحديث أي من أذواقه منذ عقود.
يتناسب هوس ترامب بهانيبال ليكتر تماماً مع هذا القالب، حيث وصلت رواية توماس هاريس "صمت الحملان"، التي يستند إليها الفيلم، إلى رفوف المكتبات في نفس الوقت تقريبا الذي وصل فيه كتاب ترامب عام 1987، "ترامب: فن الصفقة"، ووضعت صحيفة نيويورك تايمز الكتابين جنبًا إلى جنب في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا ذات الغلاف الورقي في منتصف عام 1989.) وحرج الفيلم الذي ادي فيه انتوني هوبكينز دور ليكتر الى النور عام 1991 ليصبح أول فيلم رعب يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم.
بدأ ترامب في إدراج فيلم "صمت الحملان" في خطاباته في مارس 2023. وذكر الفيلم في خطاب ألقاه في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في ذلك الوقت، ولم يذكر ليكتر نفسه إلا في اجتماع حاشد في أكتوبر في واترلو، آيوا. وفي 70 خطابًا تتبعتها الصحيفة بين انطلاقة حملته الانتخابية في نوفمبر 2022 و12 أغسطس، ذكر ترامب ليكتر أو فيلم "صمت الحملان" (The Silence of the Lambs) فى 20 منها.
ويعتقد النائب الجمهوري جيم بانكس، الذي يترشح لعضوية مجلس الشيوخ، أن هناك تفسيرًا بسيطًا. قال بانكس: "لقد كان فيلمًا رائعًا معترفا به على نطاق واسع كواحد من أفضل أفلام الوقت. وأعتقد أنه يستمتع بخروج الليبراليين عن هيئتهم حيال ذلك".
وقال العديد من الأشخاص المقربين من حملة ترامب إنهم لا يعرفون الخلفية الدرامية وراء تركيز ترامب على ليكتر ولم يسألوا ذلك مطلقًا. ويبدو أيضًا أن خطاباته قد حيرت هوبكنز، الممثل الذي فاز بجائزة الأوسكار عن دور ليكتر. الذي قال في مقابلة: "هانيبال، هذا الفيلم مضى عليه وقت طويل. يا إلهي، كان ذلك منذ أكثر من 30 عامًا. لقد صدمت وفزعت مما أخبرتني به عن ترامب انه لا زال يذكره".
ولم تقدم حملة ترامب توضيح حول ميل الرئيس السابق إلى ذكر ليكتر وبدلاً من ذلك، رد ستيفن تشيونج في بيان: "الرئيس ترامب راوي ملهم وموهوب، والإشارة إلى الثقافة الشعبية هي أحد الأسباب العديدة التي تجعله قادرًا على التواصل بنجاح مع الجمهور والناخبين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة