أزمة متصاعدة تشهدها شركة جوجل مع عدد من الصحف العالمية الكبرى سببها المرشحة الديمقراطية لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، كامالا هاريس، حيث ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الإعلانات الترويجية المدفوعة لصالح حملة المرشحة ، في صورة اخبار بعلامات تجارية لمنصات من بينها شبكة سي إن إن ووكالة رويترز والجارديان البريطانية وغيرهم، وبعناوين لا تعبر بدقة عن حقيقة المحتو المنشور على تلك الجهات.
تفاصيل الخلاف كشفته صحيفة تليجراف البريطانية في تقرير لها الخميس، حيث نقلت عن متحدث باسم صحيفة جارديان : "على الرغم من أننا نفهم سبب رغبة إحدى الجهات في مواءمة نفسها مع العلامة التجارية الموثوقة للجارديان، إلا أننا بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل مناسب وبإذن منا وسنتواصل مع Google للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الممارسة."
وتم اتهام حملة كامالا هاريس بتحرير عناوين الاخبار سرا في إعلانات جوجل لجعل الأمر يبدو كما لو أن مؤسسات إعلامية معروفة تقف إلى جانبها، وفقا لصحيفة تليجراف البريطانية، ورغم أن الإعلانات يتم تصنيفها على أنها مدعومة، إلا أنها تظهر بجانب نتائج بحث جوجل لجعلها تبدو وكأنها مقالات حقيقية من منافذ إخبارية.
وبحسب مسئولين في تلك الجهات الإعلامية تحدثوا لـ"تليجراف"، تم تغيير العناوين الرئيسية وأوصاف المقالات، والتي تكون مرئية لمستخدمي جوجل فوق الروابط إلى المواقع الإخبارية المقابلة، دون علم الناشرين، وعرض أحد الإعلانات التي تحتوي على رابط لصحيفة الجارديان عنوانًا رئيسيًا "نائبة الرئيس هاريس تحارب حظر الإجهاض - هاريس تدافع عن حرية الإنجاب" مع وصف نصه: "نائبة الرئيس هاريس هي بطل الحرية الإنجابية وسيوقف حظر ترامب للإجهاض"، وكانت التغطية الإخبارية لهذه القضية على موقع صحيفة الجارديان أقل انحيازاً بكثير.
وجاء في إعلان انتخابي آخر مرتبط بالموقع الإلكتروني الأمريكي للإذاعة الوطنية العامة (NPR): "هاريس ستخفض تكاليف الرعاية الصحية". والنص الداعم جاء فيه: "ستخفض كامالا هاريس تكلفة الرعاية الصحية عالية الجودة وبأسعار معقولة". وهذا أيضًا لا يعكس بدقة تغطية NPR.
وقال المتحدثون باسم NPR وCNN وUSA Today، الذين ظهرت روابطهم في إعلانات "Harris for President"، إنهم لم يكونوا على علم بأن علاماتهم التجارية يتم عرضها بهذه الطريقة.
وكشف التقرير أن رويترز وسي بي إس نيوز وأسوشيتد برس كانت أيضًا من بين ما يقرب من اثنتي عشرة شركة إخبارية تم استهدافها منذ 3 أغسطس وقالت جوجل إن هذا التكتيك لا يخالف أي قواعد لأن الإعلانات يتم تصنيفها بشكل بارز على أنها "مدعومة" بحيث "يمكن تمييزها بسهولة عن نتائج البحث".
ظهر تكتيك جوجل "للأخبار المزيفة" في وقت تعرضت فيه هاريس لانتقادات من قبل الجمهوريين لتجنبها التدقيق الإعلامي ويزعمون أنها تهربت من إجراء مقابلات ومؤتمرات صحفية مهمة منذ فوزها بالترشيح الرئاسي قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.