أكد اللواء الحسين فرحات، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية أن محافظة كفر الشيخ تعتبر قاطرة الثروة السمكية فى مصر حيث يمثل إنتاج المحافظة من الأسماك بشقيها المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي حوالي 40% من إجمالي الإنتاج السمكي المصري، حيث يبلغ إنتاج بحيرة البرلس حوالي 103 ألف طن، كما أن إنتاج المياه البحرية يصل إلى 11 ألف طن تقريبًا، بينما يبلغ حجم الإنتاج من نهر النيل داخل نطاق المحافظة حوالي 6 آلاف طن ، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الاستزراع السمكي، مما يخلق تنوع كبير في المنتجات السمكية في المحافظة.
وأكد فرحات خلال لقائه مع الدكتور علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ على اهتمام الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة بقطاع الثروة السمكية، والذي يعتبر من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات المواطنين من الأسماك باعتبارها أحد أهم مصادر البروتين الحيواني في مصر، وتحقيق الأمن الغذائي، كما تتيح فرص عمل للشباب.
وتناول المدير التنفيذي الحديث عن دور الجهاز في تنمية الموارد السمكية من خلال عمليات إلقاء الزريعة السمكية بالمحافظة ، والتي تصل إلى 7 مليون وحدة زريعة من الأسماك ، بما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع مصايد الأسماك ، ويعزز من الدور الذي يلعبه القطاع السمكي في الاقتصاد القومي.
وناقش المدير التنفيذي مع محافظ كفر الشيخ عددًا من الملفات الهامة والتطورات الحالية والمستقبلية فيما يخص بحيرة البرلس، حيث تم التأكيد على استمرار العمل المشترك بين الجانبين لحل المشكلات التي تواجه البحيرة مثل الصيد الجائر، وصيد الزريعة، والصيد بالشباك المخالفة، والصيد بالكهرباء، مما يؤثر على عملية الإنتاج في البحيرة، وبالتالي لابد من تضافر الجهود بين كافة الجهات المعنية (الجهاز، المحافظة، شرطة البيئة والمسطحات المائية)، لتكثيف الحملات الأمنية لمنع مثل هذه التجاوزات.
كما طالب المدير التنفيذي للجهاز بأن يكون هناك تواجد أمني مكثف حول المسطح المائي للبحيرة، وكذلك تواجد شرطة المسطحات المائية للتصدي لعملية تهريب الزريعة من البحيرة إلى المزارع السمكية، بالإضافة إلى دور مباحث التموين في منع ما يسمى "المناشر"، وهو اصطياد الزريعة السمكية وتجفيفها ومد المزارع السمكية بها كنوع من العلف الرخيص.
أضاف فرحات أن الجهاز يلعب دورًا مهمًا في كافة اللقاءات والاجتماعات على اختلاف مستوياتها سواء الرئاسية أو مع الجهات التنفيذية والأمنية ، والتي أسفرت عن عدة إجراءات منها أهمية تواجد لانشات مجهزة للعمل الليلي تستخدمها شرطة المسطحات المائية لتتواجد ليلاً حول البحيرة، بدلاً من التواجد حتى آخر ضوء فقط، وذلك لمنع أي تعديات أو مخالفات تتم أثناء فترات الليل.
وأشار المدير التنفيذي إلى أنه تم تشكيل لجنة تختص ببحيرة البرلس تنعقد شهريًا ، تضم فيها مسئولي (الجهاز، والمحافظة، وشرطة البيئة والمسطحات المائية، والصيادين) ، لمناقشة الأمور المتعلقة بالبحيرة أو قطاع الثروة السمكية في المحافظة بالكامل.
كما لفت فرحات إلى أن المحافظة بها العديد من المفرخات السمكية التي تمد المزارع السمكية بالزريعة، منها ما هو مرخص من جهاز حماية وتنمية البحيرات، أو المفرخات الأهلية التي لم يتم إنهاء إجراءات ترخيصها، وتم الاتفاق بين الطرفين على أن يتم دراسة موقف هذه المفرخات ومحاولة تقنين أوضاعها، ووضعها تحت مظلة الجهاز.
كما تم مناقشة عدد من الخطط والمشاريع الرامية إلى تحسين جودة المياه وزيادة الإنتاج السمكي في البحيرة، منها، بحث خطط تطهير وتكريك البحيرة لتحسين جودتها البيئية وزيادة إنتاجيتها ، كما تم مناقشة سبل دعم الصيادين وزيادة الإنتاج السمكي بالمحافظة، بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي، كما تم التركيز على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في البحيرة وتحقيق التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية وحمايتها، تهدف هذه الجهود إلى تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم الصيادين الذين يعتمدون على البحيرة كمصدر رئيسي للرزق.
من جانبه أبدى اللواء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ سعادته بالزيارة، مثمنًا الدور الهام الذي يقوم به الجهاز خلال الفترة الأخيرة بالمحافظة كشريك أساسي في عملية تنمية الثروة السمكية، والحفاظ على استدامتها.
وأكد على ضرورة وجود حوار مجتمعي بين جهاز حماية وتنمية البحيرات والجهات التنفيذية والأمنية بالمحافظة والصيادين لبحث أية مشكلات تطرأ وتؤثر على القطاع السمكي، ومحاولة تقريب وجهات النظر لتحقيق النفع العام، وأكد محافظ كفر الشيخ على أهمية هذا التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة للبحيرة والمحافظة بشكل عام.
واتفاق الجانبان على أن عمليات تطهير وتكريك بحيرة البرلس تعد جزءًا أساسيًا من الجهود الرامية إلى الحفاظ على هذه البحيرة كأحد أهم الموارد الطبيعية في مصر، وتحسين الإنتاج السمكي بالبحيرة ، وضمان استدامتها للأجيال القادمة، وتقوم بتحسين جودة المياه، حيث تعمل على إزالة الطمي والعوالق والمواد العضوية المتراكمة في قاع البحيرة، مما يحسن جودة المياه ويزيد من نسبة الأكسجين المذاب فيها، وبالتالي يوفر بيئة مناسبة لتكاثر وتغذية الأسماك، وتساعد فى الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث توفر بيئة مناسبة لنمو النباتات المائية والطحالب التي تعتبر غذاءً للأسماك واللافقاريات الأخرى ، كما تقوم بتحسين الظروف البيئية للسكان المحليين، وتحسين الملاحة مما يسهل حركة القوارب والصيادين داخل البحيرة ، وتساعد فى تنشيط السياحة البيئية، ويمكن من خلالها التكيف مع التغيرات المناخية، من خلال إزالة الرواسب وتوسيع المساحات المائية، حيث تعمل على زيادة قدرة البحيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزين الكربون في الرواسب، وقد أكدا سيادتهما، إن عمليات تطهير وتكريك بحيرة البرلس هي ضرورة ملحة للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية وتنميتها، وهي تستحق الاستثمار فيها على المدى الطويل، حيث ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والبيئة والمجتمع المحلي.