الهجرة المناخية أبرز أزمات أمريكا اللاتينية مع زيادة الجفاف والفيضانات.. 17 مليون مهاجر بسبب الكوارث الطبيعية فى 2050.. إعصار بيريل أبرز الظواهر الخطيرة.. والبرازيل الدولة الأكثر تأثراً بآثار تغير المناخ

الأربعاء، 21 أغسطس 2024 07:00 م
الهجرة المناخية أبرز أزمات أمريكا اللاتينية مع زيادة الجفاف والفيضانات.. 17 مليون مهاجر بسبب الكوارث الطبيعية فى 2050.. إعصار بيريل أبرز الظواهر الخطيرة.. والبرازيل الدولة الأكثر تأثراً بآثار تغير المناخ الجفاف وتغير المناخ
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان مرور إعصار بيريل عبر منطقة البحر الكاريبي في يوليو وتأثيره على الدول الجزرية مثالاً على كيفية اشتداد ظواهر الأرصاد الجوية بسبب أزمة المناخ، وأشارت دراسة أجراها موقع  كليما ميتر ClimaMeter إلى أن العواصف الحديثة مثل بيريل التى تعتبر قادرة على إلقاء أمطار أكثر بنسبة 30% وتكون أقوى بنسبة 10% من العواصف المماثلة فى الفترة من 1979 إلى 2001 بسبب تغير المناخ.

بيريل والنينو
 

وتعتبر بيريل مجرد مثالا واحدا على الظواهر الجوية المتطرفة المتزايدة التي تضرب العالم بأسره، وفي أمريكا اللاتينية، يؤدي التدهور البيئي - فقدان كتلة الأنهار الجليدية، و موجات الحرارة، وحرائق الغابات، والجفاف، والعواصف - الناجم عن تغير المناخ إلى زيادة تدهور وسائل عمل الناس، ما يدفعهم إلى الفرار من منازلهم إلى أماكن أقل حظاً، كما تعتبر ظاهرة النينو من أخطر الظواهر الجوية ، حسبما قالت صحيفة لا بوث دى جاليسيا.

وأوضح الخبير دانييل رودريجيز فيلاسكيز، الأستاذ في المدرسة الوطنية للعمل الاجتماعي في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM)، أن "هذه الأنواع من الأحداث تسبب غالبية عمليات النزوح المرتبطة بالقضايا البيئية والمناخية".

وهذه ظاهرة تعرف باسم الهجرة المناخية، التي عرفتها المنظمة الدولية للهجرة بأنها "حركة الأشخاص الذين يضطرون، في الغالب لأسباب التغير المفاجئ أو التدريجي في البيئة بسبب تغير المناخ، إلى مغادرة مكانهم المعتاد الإقامة، أو تقرر القيام بذلك، إما بشكل مؤقت أو دائم، داخل الدولة أو عبر الحدود الدولية.

وتأثيرها واسع النطاق لدرجة أنه إذا لم يتم اتخاذ أي تدابير، بحلول عام 2050 سيكون هناك ما يقرب من 17 مليون مهاجر بسبب المناخ في أمريكا اللاتينية، وفقا لتوقعات البنك الدولي.

ونظرًا لموقعها الجغرافي وتضاريسها، فإن أمريكا الجنوبية معرضة بشكل كبير للآثار السلبية لتغير المناخ والكوارث الطبيعية، وفقًا لتقرير حول التنقل البشري في سياق تغير المناخ في أمريكا اللاتينية الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة. يضاف إلى ذلك أن دول المنطقة تتميز باقتصاد أولي يعتمد على استخراج الموارد الطبيعية، كما يشير المؤتمر الدولي لمساهمة أمريكا اللاتينية في المجتمع (CICALS).

وأوضح رودريجيز فيلاسكيز أن الزيادة في درجة حرارة المحيطات تولد أعاصير ذات إمكانات أكبر وعندما يتقاطع ذلك مع عوامل اجتماعية واقتصادية أخرى، مثل التصنيع أو استخدام الوقود الأحفوري أو تدمير الغابات والأدغال، فإنه يؤدى إلى تأثير أكبر على النزوح من الناس.

في عام 2022، سجلت الأمريكتان ما يقرب من 2.6 مليون حالة نزوح داخلي، منها 2.1 مليون بسبب الكوارث الطبيعية، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بـ 1.7 مليون حالة تم الإبلاغ عنها في العام السابق، وفقًا للأرقام الصادرة عن مركز مراقبة النزوح الداخلي (IDMC).

ويشير التقرير العالمي عن النزوح الداخلي 2023 إلى أن ما يقرب من 1.2 مليون من إجمالي حالات النزوح كانت بسبب العواصف، وأن ما يقرب من نصف هذا الرقم كان بسبب الفيضانات. حدثت معظم عمليات نزوح العواصف خلال موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، في حين كانت الفيضانات على مدار العام وأثرت في المقام الأول على البرازيل وكولومبيا.

البرازيل
 

البرازيل ربما تكون الدولة الأكثر تأثراً بآثار تغير المناخ، بين عامي 2016 و2023، تم تسجيل 2.7 مليون حالة نزوح جديدة لأسباب بيئية ناجمة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الفيضانات والعواصف، وفقًا للبيانات التي جمعها مركز رصد النزوح الداخلي.

وفي عام 2022، تم تسجيل 708,000 حالة نزوح داخلي، بسبب العواصف والفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية، وبحلول عام 2023 ارتفع الرقم إلى 745,000 حالة نزوح.

وشهدت الأرض اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق للعام الثاني على التوالي ، وفي هذا العام فقط، شهدت ريو جراندي دو سول أمطاراً غزيرة وفيضانات أجبرت حوالي 581 ألف شخص على مغادرة منازلهم وتسببت في وفاة 169 شخصاً على الأقل.

كولومبيا

وهي من بين الدول العشر التي تضم أكبر عدد من النازحين داخليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الكوارث، وهي الثانية في أمريكا اللاتينية من حيث أكبر عدد من الأشخاص الذين يتنقلون، وفقًا لرصد مركز رصد النزوح الداخلي.

بين عامي 2016 و2023، سجلت كولومبيا 886,000 حالة نزوح جديدة بسبب الكوارث، منها 351,000 تم تسجيلها في عام 2023، وفقًا لمركز رصد النزوح الداخلي. ونجمت هذه الكوارث بشكل رئيسي عن الأمطار والفيضانات والانهيارات الأرضية التي أثرت بشكل رئيسي على الجزء الشمالي من البلاد.

 

بيرو
 

بين عامي 2016 و2023، أحصى مركز رصد النزوح الداخلى 555,000 حالة نزوح داخلي في البلاد، منها 188,000 حالة تم تسجيلها في العام الماضي، بسبب الفيضانات والعواصف والانهيارات الأرضية.

ويشير تقرير المنظمة الدولية للهجرة بعنوان "تغير المناخ والهجرة في بيرو" إلى أن "التراجع الهائل للأنهار الجليدية في بيرو، بسبب الانحباس الحراري العالمي، يؤثر بالفعل على قرار الناس بالهجرة".

كما عانت البلاد من زيادة حادة في فترات الجفاف الطويلة ونقص المياه، مع آثار سلبية على الزراعة والنمو الاقتصادي، مما أدى إلى الهجرة والصراعات الاجتماعية.

ومن المقدر أنه بحلول عام 2030، ستسجل البلاد زيادة في درجة الحرارة القصوى تتراوح بين 0.5 و2.5، وزيادة بنسبة 30% في هطول الأمطار على الساحل وانخفاض بنسبة 45% في جبال الأنديز، حسبما يحذر تحليل المنظمة الدولية للهجرة.

حالات أخرى: كوبا وشيلي وبوليفيا والإكوادور
 


سجلت كوبا 3.8 مليون حالة نزوح في الفترة من 2016 إلى 2023، وكانت العواصف والفيضانات والحرائق هي الأسباب الرئيسية، وفقًا لمركز رصد النزوح الداخلي. وفي عام 2023، تم الإبلاغ عن 42,000 حالة تحرك للأشخاص، بينما كان هناك 90,000 نازح داخليًا في العام السابق بسبب العواصف القوية والفيضانات والحرائق.

وفي جبال الأنديز، أصبحت عوامل مثل انحسار الأنهار الجليدية وندرة المياه هي الدافع وراء الهجرة، وفقا للتقرير المتعلق بالتنقل البشري في سياق تغير المناخ.
وفي حالة تشيلي، تم تحديد الهجرات الداخلية المرتبطة بتغير المناخ في مونتي باتريا، في بلدية كوكيمبو، بسبب الظروف شبه القاحلة التي اشتدت بسبب التغيرات في نظم هطول الأمطار ودرجات الحرارة القصوى.

وبوليفيا ليست معفاة من هذه المشكلة، حيث دفع الجفاف الذي أصاب بحيرة بوبو الناس إلى مغادرة منازلهم بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي ونقص الغذاء.
وفي الإكوادور، بدأت المجتمعات المستقرة على سفوح بركان شيمبورازو في التحرك بسبب ذوبان الجليد وغيره من التأثيرات على المحاصيل والحيوانات والمنازل.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة