قصف المدفعيات فى الجنوب اللبنانى لم يهدأ يوما، ورغم المفاوضات الجارية والمساعى الدولية لإطفاء نيران الحرب المشتعلة فى غزة والتى يمتد لهيبها إلى الجنوب اللبنانى، لكن هذا لم ينعكس على أرض المعارك المستعرة.
ففى الجنوب اللبنانى، تستمر إجراءات حزب الله العسكرية والامنية في أعلى درجاتها ما يشير لجاهزية للتصعيد .
كما جدد الجيش الإسرائيلى قصفه على بلدات الجنوب ووجه رشاشاته الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة للخط الأزرق عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، كما أعلن سلاح الجو الإسرائيلي قصف منطقة حولا جنوبي لبنان وقتل ناشطا من حزب الله، كما رفع الجيش الإسرائيلي من حدة هجماته على القرى الجنوبية، حيث أغارت مسيرة معادية على منطقة عبرا في حولا صباحا، ما أدى الى سقوط شهيدين، وفق ما اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدات الطيري وحانين ورامية وكفرشوبا وعيتا الشعب، التي تعرضت ايضاً لغارات من الطيران الإسرائيلي، وكثف الطيران تحليقه فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى نهر الليطاني.
وعلى صعيد المسار الدبلوماسى، دعا وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا إلى مفاوضات بين إسرائيل وحزب الله برعاية أمريكية.
شرط وقف إطلاق النار
وعلى صعيد متصل، قال مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، وفق "لبنان 24 "، إن جبهة الجنوب تعتبر نقطة توتر دائمة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث تحتفظ المقاومة اللبنانية بدور مهم في المعادلة الإقليمية، وإن استثناء هذه الجبهة من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد في جنوب لبنان، خصوصا إذا ما قررت الأطراف المتصارعة استغلال الفراغ الذي يتركه غياب التفاهمات الشاملة، والذهاب إلى مواصلة تبادل العمليات العسكرية.
وأضاف أن عدم شمول لبنان بأي اتفاق أو تفاهم على وقف النار في غزة، قد يؤدي إلى تحويل الأنظار نحو لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي، ويهدد بفتح جبهة جديدة للصراع يمكن أن تتداخل مع الديناميكيات الداخلية اللبنانية المعقدة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن ينعكس هذا التصعيد على الداخل اللبناني من خلال تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
التمديد لـ"اليونيفل"
ومن جهة أخرى، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة للبحث في مسودة قرار التمديد لليونيفيل وصيغته، وهي المسودة التي قدمتها فرنسا حاملة قلم صياغة القرار ولم يطرأ عليها اي تعديل، بحسب صحيفة "اللواء" اللبنانية.
ومن المتوقع أن تطرح بعض الدول منها أمريكا وإسرائيل تعديلات وستتم مناقشة المسودة، رغم تمسك لبنان وفرنسا بصيغة المسودة.
وكان ثلاثة من جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل أصيبوا بجروح طفيفة عندما وقع انفجار بالقرب من آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين، في جنوب لبنان.
وأكدت قوات اليونيفيل أن جميع جنود حفظ السلام الذين كانوا في الدورية عادوا بسلام إلى قاعدتهم، والتحقيق جارى في الحادث. وأضافت اليونيفيل في بيانها أنها تذكر بقوة جميع الأطراف والجهات الفاعلة بمسؤوليتهم عن تجنب إلحاق الأذى بقوات حفظ السلام والمدنيين.
وأمام هذا التصعيد غير المحسوب، أعرب الناطق الرسمي باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" أندريا تيننتى، عن تخوفه إزاء كثافة الهجمات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل وتزايد التوتر، موضحاً أن هناك "حديثا مباشرا" مع السلطات اللبنانية والإسرائيلية؛ لحثهما على الالتزام بالعمل نحو حل سياسي ودبلوماسي، فضلًا عن حث جميع الجهات الفاعلة المعنية لوقف إطلاق النار.
وقال: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا للحد من التوترات والعودة إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701، باعتباره طريقا نحو الاستقرار والسلام في نهاية المطاف.. الحل الدبلوماسي ممكن تماما".
ولفت ناطق اليونيفيل إلى أن الطرفين أكدا أهمية القرار 1701؛ كإطار مناسب للعودة إلى وقف الأعمال العدائية وإحراز تقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار، مؤكداً أن الحل السياسي والدبلوماسي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل؛ إذ أن أي حل ينطوي على العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والدمار على جانبي الخط الأزرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة