تستمر فعاليات مؤتمر الحزب الديمقراطي لاعلان ترشح كامالا هاريس رسميا نيابة عن الحزب في انتخابات الرئاسة الامريكية امام الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وشهدت الليلة الثانية من مؤتمر الحزب الديمقراطي جرعة مضاعفة من قوة وتأثير "آل أوباما" النارية حيث القي الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما خطابين متتالين على المنصة الديمقراطية بمدينة شيكاغو حيث هاجم الاثنان ترامب ودعوا الأمريكيين لرفض المرشح الجمهوري في تصويت نوفمبر، كما تصدرت حرب غزة المشهد.
خلال كلمته، أعرب باراك أوباما عن دعمه لـ كامالا هاريس وتحدث عن علاقته بالرئيس الحالي جو بايدن الذي كان نائبا له، قائلا: " أشعر بالأمل أن هناك فرصة لانتخاب شخص أمضى حياته في محاولة منح الآخرين، نفس الفرصة التي منحتها إياه أمريكا، وهي كامالا هاريس، معتبراً في الوقت نفسه، أن البلاد لا تحتاج إلى أربع سنوات أخرى من "الفوضى" تحت حكم دونالد ترامب، وتابع: "إن 16 عاماً مضت منذ قبولي ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة وبالنظر إلى ما مضى يمكنني القول دون شك، أن أول قرار اتخذته في حملتي كان هو الأفضل، وهو اختيار جو بايدن ليكون نائبي".
وتابع: "التاريخ سيتذكر جو بايدن كرئيس مذهل دافع عن الديمقراطية في لحظة خطر عظيمة وأنا فخور بأن أصفه بأنه رئيسي وفخور أكثر بأن أصفه بأنه صديقي"، وأضاف: "الشعلة مررت والآن يعود القرار لنا جميعاً للمحاربة لأجل امريكا التي نؤمن بها"، في إشارة إلى انسحاب بايدن من سباق إعادة انتخابه.
وأضاف: "رغم كل الطاقة المذهلة التي شهدناها خلال الأسابيع الماضية، ستكون الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، سباقاً متقارباً في بلد منقسم، حيث يعاني أمريكيين كثيرين في الحياة اليومية، ولا يعتقدون أن الحكومة يمكنها المساعدة".
وقال: "الناس الذي سيحددون هذه الانتخابات يسألون سؤالاً عادلاً: من سيحارب لأجلي ومن سيفكر في مستقبلي ولأجل مستقبل أبنائي، شيء واحد أكيد، وهو أن دونالد ترامب لا يهتم بهذا السؤال".
وانتقد أوباما، ترامب قائلا إنه ملياردير يبلغ من العمر 78 عاماً، لم يتوقف عن التذمر من مشكلاته منذ أن نزل على سلمه الكهربائي الذهبي في 2015، حين أعلن ترشحه للرئاسة وأضاف: "ترامب يرى السلطة كوسيلة لتحقيق غاياته، يريد أن تدفع الطبقة الوسطى مقابل إعفاءات ضريبية تساعده هو وأصدقائه الأغنياء".
وتابع: "قضى على مشروع قانون لتأمين الحدود الجنوبية وافق عليه أكثر الجمهوريين محافظة، لأنه اعتقد أن ذلك سيضر بحملته الانتخابية، وهو لا يهمه إذا فقدت المزيد من النساء حقوقهن الإنجابية لأنه لن يؤثر عليه".
وقال أوباما : "ترامب يريد أن تكون هذه البلد منقسمه بلا أمل. نحن لا نحتاج أربع سنوات من الفوضى رأينا هذا الفيلم من قبل ونحن نعلم أن الجزء الثاني عادة ما يكون أسوأ"، وأضاف: "كاملا هاريس جاهزة للتولي الوظيفة".
وقال: "وظيفتنا هي أن نقنع الناس بأن الديمقراطية يمكنها أن تفي باحتياجاتهم ، لا يمكننا الاعتماد على الماضي، ولكن النظر إلى المستقبل، وكامالا تعلم ذلك .. حين تحافظ على الديمقراطية يكون العالم أكثر بريقاً، وحين لا نفعل يصبح العالم أكثر ظلمة، والديكتاتوريين والمتسلطين يتجرأون وبمرور الوقت نصبح أقل أمناً".
وتابع: "لا يجب أن نكون شرطي العالم ولا يمكننا القضاء على كل ظلم في العالم، ولكن امريكا يمكنها ويجب أن تكون قوة من أجل الخير، تبعد الناس عن النزاعات، وتحارب الأمراض، وتروج لحقوق الإنسان، وتدافع عن الحرية والديمقراطية، وتتوسط في السلام، وهذا هو ما تؤمن به كامالا هاريس وأغلب الامريكيين".
ميشيل أوباما تستخدم تصريحات ترامب ضده
كما ألقت ميشيل أوباما التي تحظي بشعبية كبيرة بين الديمقراطيين خطابا انتقدت خلاله المرشح الجمهوري دونالد ترامب بسبب تاريخه الحافل بتصريحات مثير للجدل بما في ذلك ملاحظاته حول "الوظائف السوداء" من المناظرة التي اجراها امام الرئيس جو بايدن في يوليو قبل انسحاب الأخير من السباق.
وفي خطابها الذي بدأ بهجمات ضمنية وانتهى بتصيد صريح للرئيس السابق، قالت أوباما إنه من بين المرشحين الرئيسيين في هذا السباق، "فقط كامالا هاريس هي التي تفهم حقًا العمل غير المرئي والالتزام الذي لا يتزعزع والذي جعل أمريكا عظيمة دائمًا".
وأضافت: "لسوء الحظ، نحن نعرف ما سيأتي بعد ذلك" قبل أن تتحدث عما تحملته هي وزوجها الرئيس السابق باراك أوباما: "نحن نعلم أن الناس سيفعلون كل ما في وسعهم لتشويه حقيقتها".
وتابعت: "على مدى سنوات، بذل دونالد ترامب كل ما في وسعه لمحاولة جعل الناس يخافون منا نظرته المحدودة والضيقة للعالم جعلته يشعر بالتهديد من وجود شخصين مجتهدين ومتعلمين تعليماً عالياً وناجحين، وصادف أنهما من السود أيضاً."
وأثار خطابها هتافات صاخبة، لكن لم يكن هناك شيء يقترب من الإشارة إلى تعليق ترامب بشأن وظائف السود، وقالت وسط تصفيق الحضور: "بالمناسبة، من سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حاليا قد تكون مجرد واحدة من تلك لوظائف السوداء؟" في إشارة الى وظيفة رئيس الولايات المتحدة.