تمكنت محادثات السلام فى السودان التى استضافتها جنيف على مدار 10 أيام من انتزاع التزام من الدعم السريع بوقف الانتهاكات، وقال البيان الختامي لمفاوضات سويسرا، ان القوات المسلحة و الدعم السريع وافقتا على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام.
وأكدت دول الوساطة أنها حصلت على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول الى الشمال والغرب من بورتسودان.
وكشفت الوساطة انها حصلت على التزام من قوات الدعم السريع، بإصدار توجيهات قيادية لجميع المقاتلين في جميع صفوفهم بالامتناع عن ارتكاب الانتهاكات، بما في ذلك العنف ضد النساء أو الأطفال، واستخدام التجويع أو نقاط التفتيش للاستغلال، والهجمات على العمليات الإنسانية والمرافق الأساسية. الخدمات مثل الحقول الزراعية والمزارعين والعمليات المتعلقة بالحصاد.
وأوضح البيان الختامي للمحادثات التي رعتها الولايات المتحدة مع السعودية وسويسرا، وشارك فيها الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات أنه لا يمكن استخدام الغذاء والمجاعة سلاحا في الحرب.
وأعرب البيان عن تقديره لقرار قوات الدعم السريع بإرسال وفد رفيع المستوى إلى سويسرا، على الرغم من أن الوساطة كانت على اتصال مستمر مع القوات المسلحة السودانية افتراضيًا، إلا أنها تأسف لقرارها بعدم الحضور، مما حد من قدرة الوساطة على إحراز المزيد من التقدم الجوهري نحو القضايا الرئيسية، لا سيما وقف الأعمال العدائية، وأكدت انها ستظل منفتحة أمام انضمام الطرفين إلى الجولات المستقبلية من المحادثات لتخفيف معاناة السودانيين بشكل عاجل. مع الالتزام بالاستجابة لنداء شعب السودان للسعي إلى وقف للأعمال العدائية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كل ولاية في جميع أنحاء البلاد، والتفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية في مناطق مثل الفاشر والخرطوم وسنار.
ميدانيا، تجددت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر عاصمة إقليم دارفور فيما شهدت أم درمان تدوين مدفعي من قبل الدعم السريع استهدف أحياء الثورات وكرري في وقت تواصلت فيه الإشتباكات لليوم الثالث على التوالي في أحياء بالخرطوم بحسب صحيفة التغيير السودانية.
وفي رد فعل على الهجمات رد الجيش السوداني والقوات المشتركة على تمركزات الدعم السريع، حيث استهدفت مواقعهم بقصف مدفعي مكثف.
ويأتي هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس، حيث يسعى الطرفان للسيطرة على الأرض وتعزيز مواقعهما في الصراع المستمر.
وتدهورت الأوضاع في الفاشر نتيجة استمرار القصف المتبادل، مما يثير القلق بين السكان المحليين الذين يعانون من تداعيات هذه الاشتباكات.
وتعرضت أحياء الثورات في مدينة أم درمان لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الدعم السريع، وذكرت مصادر محلية أن القصف استهدف مناطق متعددة في محلية كرري، ما أدى إلى تدمير بعض الممتلكات وإصابة عدد من المدنيين.
وتواصلت الاشتباكات في الخرطوم، ما ضاعف من تعقيد الوضع الأمني، و شهدت العاصمة السودانية الخرطوم وتصاعدت أعمدة الدخان في عدة مناطق، بما في ذلك أحياء جبرة واللاماب، بالإضافة إلى محيط المدينة الرياضية في جنوب الخرطوم.
كما لوحظت أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة سلاح الإشارة في الخرطوم بحري، شمال العاصمة، مما يشير إلى استمرار التوترات العسكرية في المنطقة.
وبشأن الأوضاع الإنسانية، لفا تقرير لصحيفة سودان تريبون أن مخيم زمزم في شمال دارفور يعانى من أزمة إنسانية حادة نتيجة للنزاع والحصار المفروض عليه، حيث يعيش النازحون في ظروف مزرية، يفتقرون إلى الغذاء والدواء والمياه النظيفة، ويعانون من انعدام الأمن، وقد أدى ذلك إلى تفشي المجاعة والأمراض، وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والنساء الحوامل. وتتهم قوات الدعم السريع بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وتفاقم الأوضاع في المخيم.
وفي 1 أغسطس الجاري، أعلن برنامج الأمم الإنمائي عن وقوع مجاعة في مخيم زمزم الذي يأوي نصف مليون نازح، ويقع مخيم زمزم على بعد 11 كيلو متر تقريبًا جنوب الفاشر، وهو مقسم على 4 مراكز.