زهير فهمي استورجي الصدف
على مدى 50 عامًا مضت، بدأ زهير الشهير بـ"أوز أوز" عمله في دهان الأثاث المنزلي وتحف وأنتيكات الصدف، محافظًا على مهنته القديمة وأدواته التقليدية البسيطة، غير عابئ بكبر سنة وضعف الإمكانيات، فيمارس مهنته بكل مهارة وحرفية في دهان قطعًا مصنوعة بأيدي الصدفجية والنجارين.
استورجي الصدف بالدرب الأحمر
وبينما كان منسجمًا في دهان مزهرية مطعمة بالصدف، زادت بأنامله أناقة، حكى زهير عن بداياته في مهنة الاستورجي حتى ذاع صيته بمنطقة الدرب الأحمر، فقال لـ"اليوم السابع" إنه تعلم المهنة في الـ17 من عمري بعد تركه المدرسة، وعمل في مهن عديدة، منها النجارة وكي الملابس، إلا أنه وجد نفسه في مهنة الاستورجي واستمر فيها حتى بلغ الـ68 من عمره.
سنوات عديدة من الكفاح والعمل مرت على زهير حتى تعلم مهنته وأتقنها وذاع صيته في منطقة الدرب الأحمر: بدأت العمل في إحدى الورش في منطقتي، واستمريت فيها لما يزيد عن 30 عامًا، وفي سنة 85 استقليت بذاتي وواصلت عملي في ورشتي الخاصة بالدرب الأحمر، مؤكدًا: "اتعلمت المهنة في سنين، وياما شوفت مهانة لحد ما اتعلمتها".
أوز أوز استورجي الصدف
روائع خشبية يشارك في إنتاجها مجموعة من الحرفيين والفنانين المهرة، تخرج في شكلها النهائي من بين أنامل زهير: "يبدأ عملي بعد عمل النجار والصدفجي، فبعد أن يشكل النجار القطعة الخشبية، تأتي مرحلة التصديف أي تعشيق الصدف على الخشب بشكل يدوي، وبعدها أقوم أنا بدهان القطعة حتى تصل لشكلها النهائي وتكون جاهزة للبيع في خان الخليلي أو يتم تصديرها لدول الخليج".
تحف من الصدف
لمهنة "الاستورجي" أساسيات وفنيات خاصة، لا تظهر دونها جماليات قطعة الصدف ونقوشها، فضلأ عن أنها مكملة لصناعة الأثاث، وتتجمل بها قطع الموبيليا لتكون في كامل رونقها، فقال زهير: "شغلي كله على صدف حر مش بلاستيك، الحمد لله لغاية دلوقتي بشتغل مع زبون محتفظ بشغل الصدف، مضيفًا: "مراحل الدهان تبدأ بالصنفرة والتنعيم ثم المعجنة والصنفرة بعدها الخدمة.. روح الشغلانة في الصنفرة، واللي يميز أي استورجي التشطيب الكويس".
تحف وأنتيكات الصدف
وتابع زهير حديثه قائلًا: "الإبداع نفسه مش في الدهان، الإبداع في الصدف وتناسقه وتداخل أجزائه على قطعة الخشب" مشيرًا إلى أن أول أنتريه صدف قام بطلائه كان في سنة 95 وبلغ سعره 7000 آلاف جنيه أما اليوم فيصل سعره لـ60 ألف جنيه".
منتجات الصدف
قضى زهير عمره في المهنة، ومنها وفر لأبنائه الثلاثة حياة كريمة، وحافظ عليها وظل متمسكًا بها رغم قلة الإمكانيات المتاحة كونها مصدر رزقه الوحيد، قائلًا: "كافحت عمري كله في المهنة، مفيش حاجة صعبة طول ما بنشتغل ونسعى بالحلال، ونفسي أفضل واقف على رجلي وقادر اشتغل والمهنة تستمر".
منتجات الصدف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة