بعدما شهدت ولاية البحر الأحمر شرق السودان، كارثة إثر السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية لتضيف المزيد من الأزمات لحياة ملايين السودانيين الذين يعانون جراء حرب مريرة مستمرة من 500 يوم، شدد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على دعم المتضررين.
وقال متطوعون في غرف الطوارئ وسكان في مناطق مختلفة من السودان، بالإضافة إلى شهود يعملون في توفير الغذاء إن نحو 97 منطقة في البلاد ضربتها المجاعة بالفعل ووفقًا لهذه الشهادات، فإن نحو 101 شخص لقوا حتفهم جوعًا.
ودعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية بما فيها الإمدادات الغذائية والمأوى والمواد الصحية، يجب أن تنقل بسرعة وعلى نطاق واسع عبر جميع المعابر الحدودية والممرات الإنسانية إلى المجتمعات في السودان التي تواجه مستويات كارثية من الجوع.
وأشار البرنامج الأممي إلي إن قافلة مساعدات تابعة للبرنامج عبرت من تشاد إلى منطقة دارفور بالسودان عبر معبر أدري الحدودي الأحد موضحا أن القافلة كانت تحمل 205 أطنان من المساعدات الغذائية تكفي لحوالي 17 ألف شخص.
وقال المسؤول الأممي إن المساعدات الغذائية ستُسلم إلى المجتمعات في أنحاء دارفور، وستبدأ عمليات التوزيع بمجرد وصول الشاحنات مشيرا الي أنه يتم تحميل شاحنات إضافية من المساعدات الغذائية التابعة للبرنامج في تشاد للعبور إلى دارفور في أقرب وقت ممكن وأن البرنامج لديه ما يكفي من الغذاء لنصف مليون شخص، جاهز للنقل إلى السودان عبر معبر أدري.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن سد أربعات، الذي يقع على بعد حوالي 38 كيلومترا شمال غرب بورتسودان في ولاية البحر الأحمر السودانية، تعرض لأضرار جسيمة بسبب الأمطار الغزيرة.
ووفقا للمكتب، تشير التقارير الأولية إلى أن الخرق الذي وقع في السد تسبب في أضرار جسيمة في 20 قرية تقع أسفل السد، وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أنه والشركاء في المجال الإنساني والسلطات المحلية يقومون بتقييم المناطق المتضررة، وسيكون لديهم مزيد من الوضوح بشأن مدى الضرر في الأيام المقبلة.
ويعد سد أربعات منشأة حيوية في بورتسودان، حيث يعمل كمصدر أساسي للمياه العذبة للمدينة ومن المتوقع أن يكون للأضرار المبلغ عنها تأثير كبير على إمدادات المياه إلى بورتسودان، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني، وفقا لمكتب الأمم المتحدة الإنسانى.
من جانبها أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيب الولايات المتحدة، باستئناف عمليات تسليم المساعدات الإنسانية عبر معبر أدرى الحدودى من تشاد إلى السودان.
وأشادت الوزارة في بيان بالجهود الدبلوماسية التي سعت لاستئناف عمليات تسليم المساعدات الطارئة إلى المناطق المتضررة من المجاعة في دارفور عبر طريق الدبة من بورتسودان، مشيرة إلى أن الافتقار المؤسف لوصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور على مدى الأشهر الستة الماضية ساهم في تفاقم المستويات التاريخية للمجاعة في جميع أنحاء السودان لا سيما داخل مخيم زمزم.
وذكرت الوزارة أن هذه الانفراجة في تسليم المساعدات اعتمدت على الزخم الذي تحقق خلال محادثات هذا الشهر في سويسرا مع مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان والتي تضم مصر والولايات المتحدة وسويسرا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وكانت مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان قد أجرت محادثات مكثفة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ملايين السودانيين، ومن خلال هذا الجهد نجحت مجموعة التحالف في تأمين الضمانات الأولى من الأطراف المتحاربة للوصول الآمن دون عوائق عبر معبر أدري وطريق الدبة، وهو ما قد يسمح بتسليم المساعدات إلى ما يقرب من مليون شخص يواجهون بالفعل المجاعة.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن المفاوضات لا تزال نشطة لضمان وصول المساعدات الإنسانية من بورتسودان إلى جنوب السودان.
وأكدت الوزارة أن الشعب السوداني لديه احتياجات ملحة للغذاء والدواء، حيث يعاني أكثر من 25 مليون شخص من الجوع الحاد، كما نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، ولا تزال المجاعة مستمرة في أجزاء من دارفور، لذلك من الضروري أن يستخدم المجتمع الدولي كل أداة تحت تصرفه لزيادة تدفق الإغاثة المنقذة للحياة إلى السودان.
وأعربت الوزارة عن التزام الولايات المتحدة بالعمل مع شركائها الدوليين لإجراء محادثات مباشرة بين أطراف النزاع وإنهاء العنف في السودان.