الحرب في السودان تخطت الـ500 يوم.. المأساة مزقت أوصال السودانيين بإجبار 10 ملايين على النزوح الداخلى والخارجى وسقوط 150 ألف مدنى.. فاقمت الأوبئة والجوع وسط فشل آخر المحاولات الأممية لوقت الاقتتال

الأحد، 01 سبتمبر 2024 03:00 ص
الحرب في السودان تخطت الـ500 يوم.. المأساة مزقت أوصال السودانيين بإجبار 10 ملايين على النزوح الداخلى والخارجى وسقوط 150 ألف مدنى.. فاقمت الأوبئة والجوع وسط فشل آخر المحاولات الأممية لوقت الاقتتال الحرب في السودان - أرشيفية
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يشهد السودان منذ 15 أبريل العام الماضى حربا دامية بين القوات المسلحة بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ومعارك ضارية امتدت لأغلب ولايات السودان، حصدت أرواح الأبرياء تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا وفقا للمبعوث الأمريكى الخاص للسودان توم بيرييلو، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص فى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

الأزمة السودانية، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة مزقت أوصال السودانيين، بين نازحين فى الداخل والخارج، حيث سجل السودان قرابة 12 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب بيان هيئات نقابية سودانية، نزح نحو 9 مليونا إلى مناطق داخلية، ولجأ أكثر من 3 ملايين شخص لدول الجوار، ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التى بات سكانها مهددين بالمجاعة.

وبشأن الفيضانات، قالت منظمة الهجرة أن الأمطار والسيول الواسعة زادت الطين بلة، إذ أدت إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو الماضى فى 11 ولاية من ولايات السودان الـ18، كما جرفت السيول البنية الأساسية الحيوية، مما أدى إلى تعطيل توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية بشكل أكبر.

وحذرت من أنه "على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائى الحاد مع انتشار الصراع".

وبشأن الوضع الصحى أعلنت السلطات الصحية فى السودان عن تفشى وباء الكوليرا الذى أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 22 شخصًا وإصابة أكثر من 300 آخرين فى الأسابيع الأخيرة من شهر اغسطس.

أدت الحرب لتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير فى بلد كان يعانى أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث حذرت منظمة إنقاذ الطفولة، من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة (بينهن حوامل) مهددون بالموت بسبب الجوع ما لم يتم توفير التمويل العاجل، لإنقاذ الحياة للاستجابة للأزمة الهائلة فى السودان.

ويعانى أكثر من 2.9 مليون طفل فى السودان من سوء التغذية الحاد، حسب تقرير مشترك للأمم المتحدة ووزارة الصحة السودانية ومنظمات أخرى غير حكومية.

ومن بين هؤلاء الأطفال، يحتمل أن يعانى أكثر من 100 ألف طفل من مضاعفات طبية مثل الجفاف وانخفاض حرارة الجسم ونقص السكر فى الدم، الأمر الذى يتطلب رعاية مكثفة ومتخصصة فى المستشفى للبقاء على قيد الحياة.

وتوقعت منظمة إنفاذ الطفولة أن يموت فى الأشهر المقبلة حوالى 222 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 7 ألاف أم (ولدن حديثا)، إذا لم تتم تلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية، موضحة أن هذه التوقعات تستند إلى مستويات التمويل الحالية لبرنامج التغذية الطارئة فى السودان، والذى يغطى فى الوقت الحالى 5.5٪ فقط من إجمالى الاحتياجات فى البلاد، مقابل 23٪ العام الماضى.

وحتى اليوم لم تفلح الجهود الدولية فى إخماد نيران الحرب، وكان آخرها محادثات جنيف فى اغسطس الجارى، والتى عقدت على مدار 10 أيام برعاية أمريكية، لم تضع أى افق واضح لحل الأزمة، ولاتزال المعارك الضارية تحصد المزيد من الضحايا فى ولايات السودان، وتتفاقم المأساة الانسانية مع موسم الفيضان وانتشار الأوبئة وفى ظل فشل المنظومة الصحية فى الوصول إلى كافة السودانيين وسط المعارك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة