تسبب النقص الشديد في هطول الأمطار في منطقة الأمازون في انخفاض حاد في منسوب المياه، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعريض إمدادات الغذاء والوقود في لوريتو للخطر.
ويعاني الآلاف من سكان مقاطعة إكيتوس، في منطقة لوريتو، بالفعل من عواقب الصيف المبكر الذي تنبأت به الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بيرو (Senamhi) على الغابة البيروفية، وتسببت الظروف الجوية في انخفاض حاد في مستوى نهر الأمازون، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعقيد النقل النهري في منطقة تعتبر الأنهار هي الوسيلة الرئيسية للاتصالات.
وفي أغسطس، أفادت هيئة الأرصاد الجوية أن منسوب المياه في نهر الأمازون انخفض بنحو 2.50 متر عن المتوسط الطبيعي، ليصل إلى 106.87 متر فوق مستوى سطح البحر، ومع ذلك، يقترب النهر من المستويات المسجلة قبل 14 عاما، عندما وصل إلى الحد الأدنى التاريخي البالغ 105.38 متر.
وأصبح الوضع واضح خاصة في ميناء ماسوسا حيث حوصرت سفن الشحن الثقيلة على ضفافه، غير قادرة على مواصلة رحلتها بسبب انخفاض مستوى المياه، نتيجة لغياب الأمطار التي ستستمر لبضعة أشهر أخرى سيؤدي ذلك إلى وصول التدفق إلى أدنى مستوياته التاريخية على غرار ما تم تسجيله في عام 2010. ووفقًا لماركو باريديس، رئيس منطقة سينامي في إكيتوس، إذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد نواجه "أكبر موجة جفاف في الأربعين عامًا الماضية".
جفاف الامازون
وقد أدت هذه الظاهرة إلى نقص في المنتجات الأساسية، وخاصة الأطعمة القابلة للتلف التي، عندما تُترك عالقة لعدة أيام، تتحلل قبل أن تصل إلى وجهتها. وأشار باريديس إلى أن هذه الظاهرة ستتسبب في ارتفاع أسعار المنتجات ونقص أكبر في جميع أنحاء منطقة لوريتو.
ويظهر التأثير أيضًا في إمدادات الوقود، نظرًا لأن انخفاض التدفق يجعل من الصعب وصول المراكب المحملة بالإمدادات الأساسية لتكرير البنزين. وقد تسبب هذا في طوابير طويلة عند الصنابير في إكيتوس، حيث يبحث السائقون بشدة عن الإمدادات.
وحافظت منطقة سينامي لوريتو على حالة التأهب الهيدرولوجي الأحمر، محذرة من التداعيات على القطاعات الأساسية مثل النقل والغذاء والإسكان والصحة. علاوة على ذلك، أشار المهندس خورخي خان، خبير الأرصاد الجوية، في صحيفة لاريبوبليكا إلى أنه إذا وصل تدفق نهر الأمازون في قسمه البيروفي إلى المستويات المسجلة في عام 2010، فمن الممكن أن تنشأ حالة طوارئ مماثلة لما تواجهه البرازيل حاليا.
الامازون
وكما هو معروف فإن نهر الأمازون هو الأطول والأكبر في العالم. ويمتد عبر عدة بلدان، بما في ذلك البيرو وكولومبيا والبرازيل، حيث يصب في المحيط الأطلسي، و تشتهر منطقة الأمازون بنظامها الواسع من الأحواض، وهي أحد المصادر الرئيسية للتنوع البيولوجي على هذا الكوكب، حيث تستضيف عددًا كبيرًا من أنواع النباتات والحيوانات.
انخفاض منسوب المياه فى نهر الامازون
جفاف نهر الامازون
وقد يؤدي الجفاف الحالي الذي تواجهه إلى إصابة اقتصاد لوريتو الإقليمي بالشلل ويؤثر بشكل خطير على المجتمعات الواقعة على ضفاف النهر، ورغم خطورة الوضع، لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات المحلية أو الوطنية، ولم يتم تقديم خطة طوارئ لمواجهة هذه الأزمة. وقد أثار تقاعس السلطات القلق وعدم اليقين بين سكان لوريتو، الذين يعتمدون على النهر في معيشتهم اليومية.
ومن الجدير بالذكر أن الأنهار المهمة الأخرى في حوض الأمازون، مثل أوكايالي ومارانيون وهوالاجا، شهدت أيضًا انخفاضًا سريعًا في حجم مياهها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة