تستمر الأزمة بين البرازيل والملياردير الأمريكي ، أيلون ماسك ، مع استمرار تبادل التصريحات الانتقادية بين الطرفين ، والتي كانت آخرها للرئيس البرازيلي ، لولا دا سيلفا ، الذى قال إن بلاده يجب أن تكون مثالا لبقية لبقية العالم في كيفية التعامل مع ، أيلون ماسك ، بعد أن أيدت المحكمة العليا في ذلك البلد الحظر المفروض على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بالملياردير.
وأضاف دا سيلفا "العالم ليس مضطرا لتحمل عداء ماسك لمجرد أنه ثرى"، حسبما نقلت صحيفة أو جلوبو البرازيلية، وبدأت المحكمة العليا في البرازيل إغلاق تطبيق X على مستوى البلاد بعد أن رفض ماسك تسمية ممثل قانوني للبلاد وصوت بالإجماع الاثنين الماضى لدعم الحظر المفروض على X.
ولكن الحظر أثار غضب أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، الذين سيخرجوا إلى الشوارع للمشاركة في مسيرة السبت المقبل ، والتي دعا إليها ماسك قائلا إن "المتظاهرين سوف "يغمرون" شوارع ساو باولو للمطالبة بإقالة مورايس.
وقام مقدمو خدمات الإنترنت في جميع أنحاء البرازيل، التي يسكنها 215 مليون شخص وواحدة من أكبر أسواق X، بحجب المنصة بالكامل يوم السبت وتوقفت المواقع الإخبارية الرئيسية في البلاد عن النشر في نفس الوقت.
وكان ألكسندر دي مورايس، 55 عامًا، قاضي المحكمة العليا الذي يقف وراء الحظر، متورطًا مع ماسك في نزاع طويل حول حرية التعبير، وحسابات اليمين المتطرف والمعلومات المضللة، ويؤدي الحظر الجديد إلى تأجيج التوترات المتزايدة.
وقال دي مورايس إن X سيظل معلقًا حتى يمتثل لأوامر إغلاق الملفات الشخصية وتعيين ممثلين قانونيين، وسيفرض أيضًا غرامات يومية قدرها 6790 جنيها إسترلينيا على الأفراد أو المنظمات التي تستخدم الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) للوصول إليها.
وقالت نقابة المحامين البرازيلية في بيان الجمعة الماضية إنها ستطلب من المحكمة العليا إعادة النظر في الغرامة التي فرضها مورايس على جميع المواطنين الذين يستخدمون شبكات VPN للوصول إلى المنصة.
بدأت المعركة بين الاثنين تتصاعد في وقت سابق من هذا العام عندما طالب مورايس X بحظر المستخدمين الذين يقومون بتحميل منشورات كاذبة أو تحريضية بشكل واضح.
وأمر مورايس منصة التواصل الاجتماعي بحظر بعض الحسابات المشاركة في التحقيق فيما يسمى بـ "الميليشيات الرقمية" المتهمة بنشر أخبار كاذبة ورسائل كراهية خلال حكومة الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو.
وكان ماسك ، أطلق تحذيرًا شديد اللهجة لحكومة البرازيل بعد أن أمرت المحكمة العليا في البلاد بتعليق خدمات الشبكة الاجتماعية X ومصادرة الأصول التابعة لشركة SpaceX في الأراضي البرازيلية، ولم يندد ماسك، من خلال تغريدة، بهذا الإجراء ووصفه بأنه "غير قانوني" فحسب، بل ألمح أيضًا إلى انتقام محتمل، مما يشير إلى مصادرة الأصول البرازيلية في الولايات المتحدة إذا لم يتم التراجع عن هذا الإجراء.
وكتب ماسك "ما لم تُعِد الحكومة البرازيلية الممتلكات المصادرة بشكل غير قانوني لشركتي X وSpaceX، فسوف نسعى أيضًا إلى المصادرة المتبادلة للأصول الحكومية، وأضاف "آمل أن يستمتع لولا بالرحلات الجوية التجارية".
وقد أوضحت المحكمة العليا في البرازيل أن هذه الإجراءات هي جزء من جهودها لمنع إغراق الحملة الانتخابية بالمعلومات المضللة، كما حدث في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، التي انتصر فيها جايير بولسونارو وسط موجة من انتشار الأخبار الكاذبة بشكل رئيسي من قبل اليمين المتطرف. وفي تلك المناسبة، تم إلغاء تنشيط مئات الملفات الشخصية بأمر من المحكمة على منصات رقمية مختلفة، وهي استراتيجية يبدو أن المحكمة عازمة على تكرارها في عام 2024.
فاتورة خسائر ماسك
تعتبر البرازيل من أكبر أسواق الخدمات من حيث المستخدمين لشركة X ، ولذلك فإن حظر البلاد لشركة X سيكلف إيلون ماسك الكثير من الأموال، حيث أن الإيرادات السنوية للبرازيل تراوحت بين 80 مليون دولار و100 مليون دولار في عام 2021، ويمثل ذلك حوالى 2% من إجمالي مبيعات الشركة.
وليس هذا كل شئ، فتعد البرازيل سوقًا رئيسيًا لـ X والمنصات الأخرى، ويصل حوالي 40 مليون برازيلي، أي حوالي خمس السكان، إلى X مرة واحدة على الأقل شهريًا، وفقًا لمجموعة أبحاث السوق Emarketer، حسبما قالت صحيفة لا تيرسيرا الإسبانية.
وتعد البرازيل أيضًا سوقًا محتملة للنمو الضخم لشركة ستارلينك للأقمار الصناعية التابعة لماسك، Starlink ، نظرًا لمساحة أراضيها الشاسعة وخدمة الإنترنت الضعيفة في المناطق النائية.
وقالت شركة ستارلينك على X إنه بسبب دي مورايس تم تجميد مواردها المالية هذا الأسبوع، مما منعها من تنفيذ أي معاملات في الدولة التي لديها أكثر من 250 ألف مستخدم.
وكان قال ماسك في ذلك الوقت: "كان قرار إغلاق مكتب X في البرازيل صعبًا"، مضيفًا أن قبول أوامر القاضي كان سيكون أكثر صعوبة، "لم تكن هناك طريقة يمكننا من خلالها شرح تصرفاتنا دون الشعور بالحرج."
في حين أن المبيعات من البرازيل تمثل على الأرجح جزءًا صغيرًا من إجمالي أعمال X، فإن أي إيرادات مهمة للشركة، التي لا تزال تكافح من أجل استعادة المعلنين وسداد التزامات الديون الكبيرة.
وبعض أكبر المعلنين الذين اعتادوا شراء إعلانات X في البرازيل، بما في ذلك أبل Apple و والت ديزنى Walt Disney، أوقفوا بالفعل أو خفضوا الإنفاق على الخدم، و ربما تكون حصة البرازيل في أعمال X قد نمت منذ استحواذ ماسك على أواخر عام 2022، خاصة مع انخفاض المبيعات في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 50 %.
هل تترك X البرازيل لمنافسيها؟
ويمكن أن يؤدي نزاع ماسك مع البرازيل أيضًا إلى مشاكل تجارية أخرى لأغنى رجل في العالم. قام نفس القاضي الذي حظر X أيضًا بتجميد الحسابات المصرفية البرازيلية لشركة Starlink، مزود الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الذي يعد جزءًا من شركة SpaceX التابعة لماسك ، كوسيلة للضغط عليه. بعد وقت قصير من تجميد البنك، وافقت Starlink أخيرًا على حظر X.