يتوقع الخبراء أن اتجاهات المهارات المطلوبة في سوق العمل ستعيد تشكيل مستقبل الوظائف حول العالم، ويأتي في مقدمتها التحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والذي سيؤدي إلى ابتكار وظائف جديدة، وخصوصاً في مجالات الهندسة الكهربائية والبرمجة والتصميم والتسويق الرقمي، والتي ستحتاج إلى مهارات خاصة في التعامل مع التقنيات الحديثة والبرمجة وتحليل البيانات.
وترصد مجلة السكان الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تأثير الذكاء الاصطناعي المتوقع على مستقبل الوظائف في مصر وغيرها من الدول، وأبرز الوظائف التي قد تتأثر بوجود الذكاء الاصطناعي، وتهدد البعض من فقدان وظائفهم، ومن بينها مهندسي البرامج، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي دور عدد كبير من البرمجيات أو العمليات التقنية الخاصة بالحواسيب، فهو يمكنه معالجة البيانات الضخمة بشكل دقيق وسريع ومعالجة وتصحيح الأخطاء وترجمة لغة البرمجة.
وتشمل القائمة أيضا وظيفة الإعلانات وكتابة المقالات حيث يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة التقارير وتصميم لوجو مناسب للإعلانات والدعاية وفقا لطبيعة الأعمال في وقت أقل وكفاءة عالية، بالإضافة إلى المحلل التسويقي حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على متابعة السوق ودنيا المال والأعمال والبورصات العالمية والمحلية واستخراج البيانات وتحليلها والتنبؤ باحتمال حدوثها، إلى جانب مهنة المحاسبة حيث تعد النظم المحاسبية القائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات جودة عالية من خلال توحيد المعايير المحاسبية.
وتتضمن قائمة الوظائف أيضا الإعلام والصحافة، حيث من المتوقع أن يكون هناك بديل في المجال الإعلامي للمذيع الافتراضي، والذي ظهر لأول مرة روبوتات المحادثة على الشاشات المصرية في عام 2023، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون قادرا على إنتاج المقالات الصحفية وإنشاء النصوص وصور وفيديوهات قد لا تفرق بينها وبين الإنسان الطبيعي، وأيضا الوظائف القانونية حيث يتمكن للذكاء الاصطناعي من بناء العقود والوثائق القانونية والاتفاقيات المبرمة بين الأطراف والشركات بما في ذلك عقود الإيجار وصياغتها بشكل سليم وقانوني، وأخيرا موظفي خدمة العملاء، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي التحدث مع العملاء وتقديم خدمات ما بعد البيع وتقديم النصائح والمعلومات التي يحتاجها العملاء عند الاتصال بالشركات والمؤسسات والتعامل مع استفسارات خدمة العملاء والتواصل معهم عبر البريد الإليكتروني أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وتشير الدراسة إلى أن الوظائف الأسرع نمواً هي تلك المرتبطة بالتكنولوجيا وبالرقمنة؛ إذ يحتل مجال البيانات الضخمة "Big Data" المراتب الأولى كمصدر لتوفير فرص العمل، ومن المتوقع أيضًا نمو وظيفة محللي البيانات والمختصين في البيانات الضخمة واختصاصي التعلم الآلي باعتماد الذكاء الاصطناعي، كما يأتي التحول نحو الاقتصاد الأخضر كأحد محركات وظائف المستقبل، حيث برزت الوظائف الخضراء والتعليمية والزراعية كأحد الاتجاهات الحديثة كنتيجة لجهود التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتخفيف من آثار تغير المناخ، بالإضافة إلى زيادة وعي المستهلك بقضايا الاستدامة بما يساهم في توفير ما يناهز المليون وظيفة.