يستمر تغير المناخ في إثارة القلق لدى دول العالم في السنوات الأخيرة ، في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدى إلى كوارث حقيقية من ارتفاع عدد الوفيات إلى جانب حالات الجفاف التي تهدد بمجاعة بسبب دمار المحاصيل.
أسوأ موجة جفاف في تاريخ صقلية
وتمر صقلية الإيطالية بأسوأ موجة جفاف في تاريخها حيث جفت البحيرة والخزانات الطبيعية الوحيدة في الجزيرة الإيطالية بالكامل تقريبًا بعد عام دون هطول الأمطار. وقد يؤدي تسارع التصحر إلى جعل ثلث صقلية قاحلا بحلول عام 2030، حسبما قالت صحيفة المساجيرو الإيطالية.
صقلية
وتشير التقديرات إلى أنه قد تكون هناك خسائر بنصف إنتاج الحمضيات والخضروات، وقد يصل انخفاض القمح إلى 75%، وهو أمر غير مسبوق، كما يشير أنطونيو بارينيلو، المهندس الزراعي والنائب السابق للبرلمان الصقلي، الذي لا يتذكر الجفاف". خطيرة ومعقدة للغاية" في الجزيرة.
في الواقع، جفت بحيرة بيرجوسا، البحيرة الطبيعية الوحيدة في صقلية، بالكامل تقريبًا، وهو مثال آخر على الوضع الكارثي لأحواض المياه في الإقليم.
أطول أنهار العالم في خطر
وتسبب النقص الشديد في هطول الأمطار في منطقة الأمازون في انخفاض حاد في منسوب المياه، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعريض إمدادات الغذاء والوقود في لوريتو للخطر.
يعاني الآلاف من سكان مقاطعة إكيتوس، في منطقة لوريتو، بالفعل من عواقب الصيف المبكر الذي تنبأت به الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بيرو (Senamhi) على الغابة البيروفية، وتسببت الظروف الجوية في انخفاض حاد في مستوى نهر الأمازون، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعقيد النقل النهري في منطقة تعتبر الأنهار هي الوسيلة الرئيسية للاتصالات.
جفاف نهر الامازون
وفي أغسطس، أفادت هيئة الأرصاد الجوية أن منسوب المياه في نهر الأمازون انخفض بنحو 2.50 متر عن المتوسط الطبيعي، ليصل إلى 106.87 متر فوق مستوى سطح البحر، ومع ذلك، يقترب النهر من المستويات المسجلة قبل 14 عاما، عندما وصل إلى الحد الأدنى التاريخي البالغ 105.38 متر.
وأصبح الوضع واضح خاصة في ميناء ماسوسا حيث حوصرت سفن الشحن الثقيلة على ضفافه، غير قادرة على مواصلة رحلتها بسبب انخفاض مستوى المياه، نتيجة لغياب الأمطار التي ستستمر لبضعة أشهر أخرى سيؤدي ذلك إلى وصول التدفق إلى أدنى مستوياته التاريخية على غرار ما تم تسجيله في عام 2010. ووفقًا لماركو باريديس، رئيس منطقة سينامي في إكيتوس، إذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد نواجه "أكبر موجة جفاف في الأربعين عامًا الماضية".
جفاف الامازون
وقد أدت هذه الظاهرة إلى نقص في المنتجات الأساسية، وخاصة الأطعمة القابلة للتلف التي، عندما تُترك عالقة لعدة أيام، تتحلل قبل أن تصل إلى وجهتها. وأشار باريديس إلى أن هذه الظاهرة ستتسبب في ارتفاع أسعار المنتجات ونقص أكبر في جميع أنحاء منطقة لوريتو.
وكما هو معروف فإن نهر الأمازون هو الأطول والأكبر في العالم. ويمتد عبر عدة بلدان، بما في ذلك البيرو وكولومبيا والبرازيل، حيث يصب في المحيط الأطلسي، وتشتهر منطقة الأمازون بنظامها الواسع من الأحواض، وهي أحد المصادر الرئيسية للتنوع البيولوجي على هذا الكوكب، حيث تستضيف عددًا كبيرًا من أنواع النباتات والحيوانات.
انخفاض منسوب المياه فى نهر الامازون
وقد يؤدي الجفاف الحالي الذي تواجهه إلى إصابة اقتصاد لوريتو الإقليمي بالشلل ويؤثر بشكل خطير على المجتمعات الواقعة على ضفاف النهر، ورغم خطورة الوضع، لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات المحلية أو الوطنية، ولم يتم تقديم خطة طوارئ لمواجهة هذه الأزمة. وقد أثار تقاعس السلطات القلق وعدم اليقين بين سكان لوريتو، الذين يعتمدون على النهر في معيشتهم اليومية.
وأيضا فإن الأنهار المهمة الأخرى في حوض الأمازون، مثل أوكايالي ومارانيون وهوالاجا، شهدت أيضًا انخفاضًا سريعًا في حجم مياهها.
إعلان التأهب في البرازيل
وأعلنت أكثر من 1000 بلدية برازيلية حالة التأهب بسبب انخفاض الرطوبة الشديد الذى بات مشابها في بعض الأحيان للصحاري مثل الصحراء الكبرى فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد موجة جفاف تاريخية وحرائق متوالية.
ووصف المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل هذا الوضع بـ "الخطير للغاية" لأنه يمثل خطرا داهما فيما يتعلق بحرائق الغابات وما ينجم عنه من أضرار على الصحة العامة، ومما يعرض السكان بشكل خاص إلى أمراض رئوية أو صداع، ومن جانبها، قالت "آنا باولا" الباحثة في المركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية (سيمادن) إن "المستوى منخفض كما هو الحال في الصحراء أن البرازيل تشهد أسوأ موجة جفاف لها منذ 70 عاما على الأقل، بسبب قلة الأمطار المتراكمة منذ نهاية عام 2023".
وبدورها، حذرت "مارينا سيلفا" وزيرة البيئة البرازيلية، من أن مزيج درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية وانخفاض الرطوبة يخلق سياقا ملائما للغاية لاندلاع حرائق جديدة ، مشرة إلى أن منطقتين فقط من الأقاليم البالغ عددها 27 منطقة التي تتألف منها البرازيل لم تتأثرا بشكل كبير بالنقص الخطير في المياه.
نامبيا
وقالت صحيفة الباييس الإسبانية إن سلطات ناميبيا بدأت بذبح أكثر من 700 حيوان بري من أجناس مختلفة بهدف إطعام السكان الذين يعانون الجوع جراء أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود.
شهدت المنطقة منذ فبراير الماضى أكثر موجة جفاف منذ حوالى 100 عام ، حيث لم تتلق سوى 20 % من هطول الأمطار المعتاد المتوقع لهذه الفترة، ما أدى إلى انخفاض مستويات انعدام الأمن الغذائي، مدفوعة بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والعواقب المتفاقمة لأزمة المناخ.