دقائق معدودات تفصلنا عن إسدال الستار على الانتخابات الرئاسية السابعة فى تاريخ الجزائر التى انطلق فى الجزائر، صباح اليوم السبت، وسط إجراءات أمنية مشددة خاصة في الجزائر العاصمة وفى محيط مراكز الاقتراع، لا يزال الناخبون فى الجزائر يتوافدون، للمشاركة فى اختيار رئيسهم القادم، فى عملية التصويت التى انطلقت صباح اليوم السبت، وسط مشاركة لا تزال ضعيفة، حيث أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات فى الجزائر، اليوم أن نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية وصلت إلى 13.11% فى مختلف ولايات الجزائر، فيما بلغت فى مراكز الاقتراع بالخارج 16.18بالمئة.
وقال شرفى إن عدد المصوتين فى الداخل بلغ حوالى مليون شخص، من أصل نحو 24 مليون جزائرى يحق لهم التصويت، لافتا إلى أن نسبة التصويت فى الخارج حتى الآن 16.18بالمئة.
ومن المقرر أن تظهر النتائج الأولية مساء السبت، على أن تعلن النتائج الرسمية يوم الأحد.
وبالنسبة لأبناء الجالية بالخارج، فقد انطلقت عملية التصويت الاثنين الماضى بهيئة ناخبة للجالية الوطنية بالخارج تضم 865.490 ناخبا (45 بالمائة نساء و55 بالمائة رجال)، فيما بلغت نسبة الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة 15.43 بالمائة، ومن المقرر أن تبدأ عملية فرز الأصوات فى السفارات بالخارج عقب الانتهاء من عملية الاقتراع، وسيتم ارسال محضر النتائج إلى اللجنة المستقلة للانتخابات بالجزائر، حيث سيتم المصادقة عليها من قبل المحكمة الدستورية ثم إعلان النتائج النهائية.
ويتنافس فى هذا الاستحقاق ثلاثة مترشحين، هم مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، المترشح الحر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالى حسانى شريف.
المشاركة
نسبة المشاركة فى هذا الاقتراع تعتبر رهاناً حقيقياً خاصة أن المشاركة فى الاقتراع الرئاسي السابق فى 2019 كانت الأصغر فى تاريخ الانتخابات الرئاسية فى الجزائر، حيث بلغت 39%، ومن ها المنطلق أكد المترشحون الثلاثة خلال حملاتهم الانتخابية على ضرورة المشاركة القوية، وكانت رسائلهم موجهة خاصة إلى الشباب.
وأكد مدير الحملة الانتخابية للرئيس تبون على ضرورة المشاركة من أجل إعطاء دفعة للمترشح والسماح له بمواصلة الإصلاحات، وفى سابقة من نوعها فى الجزائر، دعا جميع أئمة المساجد خلال خطبة الجمعة على أهمية الاقتراع.
ووفق السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فإن الهيئة الناخبة تحصى 24.351.551 مسجلا من بينهم 23.486.061 ناخبا داخل الجزائر موزعين على 47 بالمائة نساء و53 بالمائة رجال؛ فيما بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 بالمائة.
إيمان خليف تدلى بصوتها
وعلى صعيد متصل، أدلت البطلة الأولمبية الجزائرية، إيمان خليف، اليوم السبت، بصوتها فى الانتخابات الرئاسية، بمسقط رأسها، ببلدية بيبان مصباح بتيارت.
ونشرت الملاكمة البطلة، صورة لها، عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" من مكتب الاقتراع، وكتبت عبارة : "من أجل بلدي، أديت صباح اليوم واجبي الانتخابي". وأضافت: أدليت بصوتي بمدرسة عبد الحميد ابن باديس في مسقط رأسي، بيبان مصباح (تيارت).. تحيا الجزائر".
محطة مفصلية
ومن جانبه، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الانتخابات الرئاسية تعد "محطة مفصلية" فى مسيرة البلاد، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية كانت "نظيفة جدا" وأن المترشحين الثلاثة لهذا الاستحقاق أعطوا "صورة مشرفة" عن الديمقراطية فى الجزائر، مضيفا : "أتمنى كل الخير لوطننا العزيز وأن تكون الجزائر منتصرة فى كل الظروف، وأن "الداخل والخارج تابعنا ولاحظ أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا وأن الفرسان الثلاثة لهذا الاستحقاق كانوا فى المستوى وأعطوا صورة مشرفة جدا عن الجزائر وعن الديمقراطية فى الجزائر وأتمنى أن نكون قدوة للآخرين".
وأوضح أن الجزائر جزء لا يتجزأ من العالم سواء بالنسبة للقارة الافريقية أو للعالم العربى أو للفضاء المتوسطى.
كما أعرب عن أمله فى أن تتواصل الأمور بهذه السلاسة وفى الجو الديمقراطى السائد، وأضاف بالقول: "أتمنى أن يواصل الفائز فى هذا الاستحقاق الانتخابى المشوار المصيرى بالنسبة للدولة الجزائرية وللشعب الجزائرى من أجل الوصول إلى نقطة اللا رجوع فى التنمية الاقتصادية وفى بناء ديمقراطية حقيقية، ديمقراطية حقوق المواطن وليس ديمقراطية الشعارات".
وأشار إلى أن العالم "يشهد أن المواطن الجزائرى يكسب يوما بعد يوم حقوقا تلوى الأخرى"، مبرزا أنه يتم العمل بشكل مستمر على تلبية رغباته.
تأمين العملية الانتخابية
وعلى صعيد متصل، وضعت الأجهزة التنظيمية والأمنية إجراءاتها، لتأمين سير العملية الانتخابية بسلاسة ويسر، حيث وضعت وزارة الداخلية الجزائرية حزمة من الإجراءات الخاصة؛ لتأمين الانتخابات الرئاسية بالداخل الجزائرى، ويستمر تطبيق هذه الإجراءات حتى غد الأحد.
من بين تلك الإجراءات إرجاء جميع الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية داخل الجزائر، خلال الفترة المذكورة، على أن يتم تحديد مواعيد لاحقة لها عقب انتهاء الانتخابات.
إضافة إلى إغلاق الأسواق الأسبوعية بكل أنواعها، ومنع سير سيارات نقل البضائع، ومنع نقل البضائع عبر السكك الحديدية، ويستثنى من ذلك نقل السلع التموينية والمواد الغذائية.
ومن جهة ثانية، اتخذت المديرية العامة للحماية المدنية بالجزائر العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية لتأمين عملية التصويت، حيث أعلنت أنها وفرت أكثر من 25 ألفا من عناصرها لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، وتعمل هذه الفرق على زيارة مراكز الاقتراع قبل فتح الصناديق، للوقوف على مدى جاهزيتها، والحرص على مطابقتها لشروط السلامة المنصوص عليها قانونا.