اتسم موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 بالعديد من المفاجآت أبرزها محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وانسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الانتخابى لصالح نائبته كامالا هاريس بعد أداء وصف بأنه كارثي فى أول مناظرة رئاسية جمعت بينه وبين الرئيس السابق.
وقبل ساعات من انطلاق المناظرة الرئاسية الثانية فى السباق والأولى بين ترامب والمرشحة الديمقراطية هاريس، كثرت التساؤلات حول تاريخ بداية هذه المناظرات.
وتعود فكرة المناظرة نفسها لسنوات كثيرة سابقة، فقد بدأت أولى المناظرات فى عام 1858 عندما عقدت سبع مناظرات بين أبراهام لينكولن والسناتور ستيفين دوجلاس فى إطار سباقهما على مقعد مجلس الشيوخ، وكان بدون وسيط يدير المناظرة، وقامت على أساس أن يلقى كل واحدا منهما خطابا مدته ساعة، ثم يكون لكل مرشح فرصة ساعة ونصف لتقديم الحجج، ثم ينهى المرشح الأول المناظرة برد يستمر نصف ساعة. وفاز دوجلاس بعد ذلك بمقعد مجلس الشيوخ قبل أن يترك كليهما مرة أخرى فى انتخابات الرئاسة عام 1860 وساعدتهما المناظرات على تحديد موقفيهما فى الانتخابات، لكنهما لم يلتقيا خلال الحملة.
لكن أول مناظرة رئاسية يتم بثها تلفزيونيا فى الولايات المتحدة كانت فى عام 1960 بين نائب الرئيس الجمهورى ريتشارد نيكسون والمرشح الديمراطى جون كينيدى، حيث أدرك الشعب الأمريكى مدى أهمية التلفزيون فى التعرف على المرشحين وبرامجهم وسياساتهم وحتى مظهرهم.
وشاهد هذه المناظرة 66 مليون أمريكى، أى ما يقرب من ثلث سكان الولايات المتحدة.. وتعرفوا فيها على الشاب اليافع جون كيندي الذى بدا واثقا من نفسه وثابتا فى الوقت الذى كان فيه نيكسون غير مرتاح وغير قادر على مواجهة خصمه. وفاز كينيدى فى هذه الانتخابات بفارق ضئيل.
وتوقفت المناظرات حتى عام 1976، ثم عادت مرة أخرى عندما تناظر جيرالد فورد، نائب نيكسون الذى خلفه فى الحكم عقب استقالته على خلفية فضيحة وترجيت، فى مواجهة حاكم ولاية جورجيا الديمقراطى جيمى كارتر..
وفى الانتخابات التى جرت هذا العام، فاز كارتر على فورد.. وقال المحللون حينئذ إن فُورد هزم بسبب هفوته فى تلك المناظرة التى قال فيها إن الاتحاد السوفيتى لن يهيمن على دول أوروبا الشرقية ما دام رئيسا للولايات المتحدة.