تعاني منطقة الأمازون البرازيلية مرة أخرى من الجفاف الشديد الذي يهدد بالتفاقم في الأشهر المقبلة، والذى يعتبر الأسوأ منذ عام 1950، وفي ماناكيري، بالقرب من ماناوس، توجد بالفعل قيعان أنهار جافة وأسماك محاصرة ونحو عشرين مجتمعًا ريفيًا معزولًا، حسبما قالت صحيفة "انفوباى " الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه بعد عام 2023 المثير للجدل، تواجه البرازيل أسوأ موجة جفاف هذا العام منذ عام 1950، وتعد منطقة الأمازون واحدة من أكثر المناطق تضررا في البلاد، وفقا لبيانات المركز الوطني للمراقبة والإنذار بالكوارث الطبيعية.
وفي ولاية أمازوناس، أعلنت الحكومة "حالة الطوارئ" في بلدياتها البالغ عددها 62 بلدية بسبب الجفاف وحرائق الغابات، وتوقع خبراء الأرصاد الجوية ذلك بالفعل وتم تأكيده.
وحذر حاكم ولاية أمازوناس، ويلسون ليما، من أن "كل شيء يشير إلى أننا سنواجه جفافا خطيرا للغاية، وستنخفض الأنهار بشكل لم يسبق له مثيل من قبل".
أما نهر نيجرو، وهو أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، فقد انخفض منسوبه اليوم بمقدار أربعة أمتار عن نفس الفترة من العام الماضي. في جميع أنحاء ولاية أمازوناس، الولاية البرازيلية التي تضم أكبر عدد من السكان الأصليين، يؤثر الجفاف بالفعل بشكل مباشر على ما يقرب من 80 ألف أسرة، وفقًا للدفاع المدني.
يستغل المئات من طيور مالك الحزين الجفاف ليتغذى على الأسماك التي تقتصر على ما تبقى من النهر.
وللذهاب إلى ماناوس، عاصمة الإقليم، لا يزال من الممكن المرور عبر رافد آخر، رغم أن الأمر يستغرق ساعة أطول من المعتاد، مما يجعل من الصعب نقل الأدوية والمواد الغذائية وغيرها، ويضر بالاقتصاد المحلي.
الحرائق: تحدي آخر
ومع الجفاف الشديد تضاعفت الحرائق ، كان هناك 3640 حالة حريق نشطة في جميع أنحاء البرازيل، نصفها في منطقة الأمازون، أكبر غابة استوائية على هذا الكوكب.
وفي مناطق أخرى من البلاد، تتصاعد النيران أيضًا. اندلع حريق خلال أربعة أيام في حوالي 10 آلاف هكتار من متنزه تشابادا دوس فياديروس الوطني، بالقرب من منطقة برازيليا الفيدرالية، والذي غطى الدخان مرة أخرى أمس الأحد.
كما حشدت ساو باولو وميناس جيرايس، الولايتان الأكثر اكتظاظا بالسكان في البرازيل، عددا كبيرا من القوات لمكافحة حرائق الغابات في أراضيهما، والتي توجد شكوك حول إشعال الكثير منها.