تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأربعاء، الموافق 11 أغسطس، بـ عيد النيروز، والذى يمثل بداية العام القبطى الجديد 1741، حيث جاءت لفظة نيروز من`arwou (نى - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأنه فى ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر.
وحينما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السى للأعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروزبالنيل أبدلوا الراء سين فصارت نيلوس ومنها اشتق العرب لفظة النيل العربية.
وأما عن النيروز الفارسية فتعنى اليوم الجديد (نى = جديد، روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب.
شهر توت
ويعتبر شهر توت أول شهور السنة القبطية مشتق من الإله تحوت إله المعرفة، وهو حكيم مصرى عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن،واختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعرى اليمينية تبرق فى السماء بوضوح فى هذا الوقت من العام، مما يعنى أن السنة القبطية سنة نجمية وليست شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التى احتاجت للتعديل الجريجورى، وبالتالى لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعرى اليمينية تكبر الشمس بـ200 مرة، مما يعنى أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية.
طعام عيد النيروز
ويأكل المسيحيون فى ذكرى عيد النيروز "البلح والجوافة"، حيث يرمز البلح ذي اللون الأحمر بدماء الشهداء المسيحيين الذى سُفك فيعهد الاضطهاد الرومانى، أماالجوافة فترمز إلى طهارة ونقاوة القلب، وبذورها كثيرة؛ رمزًا لعدد شهداء المسيحية.
طقس الكنيسة فى عيد النيروز
وتقيم الكنيسة اليوم الطقس الفرايحى ، حيث يمتاز بالنغم المطرب الذى يليق بالأعياد والأفراح الروحية. ويتم الصلاة بالطقس الفرايحى فى عيد النيروز،وتحديدًا فى الفترة من "أول توت" إلى عشية عيد الصليب "16 توت".
ويكون طقس عيد النيروز كالتالى:
تُقرأ من القطاميروس السنوى الدوار وقطاميروس الآحاد السنوي، حيث في حالة وقوع 1 توت يوم أحد تُقرأ قراءات 1 توت ويكون الأحد التالى (8 توت) هوالأحد الأول من توت*
لا يجوز إفطار الأربعاء والجمعة فى فترة النيروز.
ويتم ترتيب صلاة القداس كالتالى:
1- تسبحة العشية
2- رفع بخور العشية
3- تسبحة نصف الليل
4- تسبحة باكر
5- رفع بخور باكر
6- القداس
ويتم فى القداس قراءة أوشية الإنجيل فرايحى، صلاة الشكر فرايحى، مزمور عيشة فرايحى، مرد مزمور النيروز، وقراءة الإنجيل قبطى وعربى.
البابا تواضروس
وكان قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد ذكر فى تصريحات سابقة أن الكنيسة تحتفل ببداية السنة القبطية أو التقويم القبطى أو سنة الشهداء فى العام الجديد حيث يعتبر من الأعياد الثابتة فى الكنيسة بداية شهر توت، مؤكدا أن الكنائس سوف تحتفل بهذا العام لمدة 17 يوما حتى عيد الصليب فالكنائس سوف تستعد له عن طريق تنظيم سهرة تسبحة.
وأكد قداسة البابا خلال عظته الأسبوعية بالمقر الباباوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى عهده استشهد أعداد كبيرة من الأقباط، فبكل براعة حول الأقباط هذا التقويم إلى السنة القبطية وأصبحت السنة القبطية التى يحتفلون بها كل عام.
وأشار قداسته إلى أن الأقباط أستطاعوا أن يستخدموا نتاج الأرض فى هذا التوقيت من شهر سبتمبر وأكثر الفواكة الموجودة به البلح والجوافة، موضحا أنه منالمهارة والبراعة أن يكون هناك خلط بين الإيمان والطعام بالمناسبات، فالكنائس الموجودة فى المهجر يستوردون من مصر الجوافة والبلح لأنها فاكهة مصرية صميمة ويوزعونها على الأطفال فى مدارس الأحد ليعطون معانى روحية للطلاب فى مدارس الأحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة