خلق لجوء مرشح المعارضة إدموندو جونزاليس إلى إسبانيا سيناريوهات جديدة فى فنزويلا، فى الوقت الذى سيزيد من الضغوط الداخلية والدولية على نظام الرئيس نيكولاس مادورو ، الذى يتمسك بالسلطة والولاية الثالثة رغم الانتقادات الموجهة له.
وتزايد الضغط من النظام القضائي الفنزويلي، الخاضع أيضًا لسيطرة الحزب الحاكم، في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات حول جونزاليس وماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة ، وذلك بعد إصرار المعارضة أنها الفائزة فى الإنتخابات .
تطرح الأزمة السياسية في فنزويلا سياقات، منها إيجابي للمعارضة مع مرور الوقت، وبدأت الأزمة السياسية في فنزويلا منذ 28 يونيو ، عندما جاءت نتائج الانتخابات لصالح إدموندو جونزاليس أوروتيا كرئيس منتخب، لكن نظام نيكولاس مادورو رفض الاعتراف بها، في حين لجأ إلى القمع القوي، وقد حشد الوضع الحرج جهود الحكومات والرؤساء السابقين والمنظمات الدولية للبحث عن حل.
لكن العالمة السياسية والمستشارة كارمن بياتريس فرنانديز تحدد سيناريوهات أخرى تتنقل فيها القوى السياسية الفنزويلية وحتى المجتمع الدولي، ما هم؟
سيناريوهات الأزمة السياسية
هناك سيناريوهات جديدة للوضع فى فنزويلا ، منها بقاء الوضع كما هو عليه واستمرار الرئيس فى منصبه كرئيس دون حدوث اى جديد من جانب المعارضة ، وهو ما سيؤدى إلى غضب من المعارضين مما سيؤدى إلى احتقان الشوارع الفنزويلية باحتجاجات جديدة وهو ما سيؤدى الى زيادة القمع والاعتقالات والفوضى.
وأما السيناريو الآخر ، فهو ما يطلق عليه الخبراء ، الخداع الكبير ، وهو ما يتمثل فى اقتراح اعادة الإنتخابات من بين استيراتيجيات آخرى ، ولكن هذا الحل لن يؤتى بثماره ولن يسفر إلى حل سياسى جذرى .
وقال الرئيس الفنزويلي، إنه يحترم قرار زعيم المعارضة إدموندو جونزاليس أوروتيا بمغادرة فنزويلا وطلب اللجوء في إسبانيا، ولكنه تجنب الإدلاء بتفاصيل عملية التفاوض مع الحكومة الإسبانية لمنح ممر آمن إلى جونزاليس أوروتيا، مدعيًا أنها "سر من أسرار الدولة".
وقال مادورو خلال برنامجه الأسبوعي الذي تبثه قناة "إيه بي سي" مساء أمس الاثنين "أستطيع أن أقول لجونزاليس أوروتيا، الذي واجهته بشدة بعد 29 يوليو ، إنني كنت منتبها لكل هذا وأتفهم الخطوة التي اتخذها وأحترمها".
وأضاف الرئيس أنه يأمل أن يقوم جونزاليس "بعمل جيد في طريقه وفي حياته الجديدة، وأن يكون لديه الأمان بأن رغباته في السلام والوئام للبلاد ستتحقق".
وسافر جونزاليس أوروتيا، مرشح الأغلبية المعارضة، إلى إسبانيا حيث حصل على اللجوء السياسي.، وقال المرشح في بيان إنه قرر ذلك عندما فكر في عائلته وجميع العائلات الفنزويلية في "هذه اللحظة التي تتسم بالكثير من التوتر والألم"، بعد أسابيع من الإصرار على فوزه في انتخابات 28 يوليو. وأعلنت السلطات فوز مادورو، دون تقديم نتائج مفصلة، بناء على طلب عدة دول.
ومن ناحية آخرى، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها لإدموندو جونزاليس وتلقى باللوم على إجراءات مادورو الغير ديمقراطية فى مغادرته إلى إسبانيا.
واعتبرت الحكومة الأمريكية أن مغادرة حامل لواء أكبر ائتلاف معارض في البلاد، إدموندو جونزاليس أوروتيا، من فنزويلا، هو نتيجة للإجراءات "المناهضة للديمقراطية" لنظام نيكولاس مادورو.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان: إن رحيله من فنزويلا هو النتيجة المباشرة للإجراءات المناهضة للديمقراطية التي أطلقها نيكولاس مادورو منذ الانتخابات ضد الشعب الفنزويلي، بما في ذلك ضد جونزاليس أوروتيا وغيره من زعماء المعارضة.
ويظل زعيم المعارضة الموجود في إسبانيا في رأيه "صوتًا لا جدال فيه من أجل السلام والتغيير الديمقراطي في فنزويلا" ، والولايات المتحدة تدعمه في دعوته لمواصلة "الكفاح من أجل الحرية واستعادة الديمقراطية".
وطلب المناهض لمادورو اللجوء لأنه كان يعاني في فنزويلا من اضطهاد سياسي وقضائي بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 يوليو ، والتي منح المجلس الانتخابي الوطني فوزها الرسمي لمادورو.
وقد تم التصديق على هذه النتيجة لاحقًا من قبل محكمة العدل العليا، لكن المعارضة تصر على أن الفائز كان جونزاليس أوروتيا وتؤيد هذا البيان في "83.5%" من السجلات الانتخابية التي تدعي أنها جمعتها من خلال جدول الشهود والأعضاء.