شهدت المناظرة الرئاسية بين المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الامريكية كامالا هاريس والرئيس السابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب مواجهات ساخنة في ملفات عدة، قبل اقل من شهرين من تصويت نوفمبر، حيث دار سجالاً محتدما حول الحق في الإجهاض داخل الولايات المتحدة، وملف المهاجرين بخلاف الاقتصاد، فضلاً عن ملفات السياسة الخارجية وبمقدمتها العدوان على غزة والحرب الأوكرانية والانسحاب الامريكي من أفغانستان، وغيرها.
هاريس تدافع عن حق الأمريكيات وترامب يدين إعدام الأطفال
وخلال المناظرة الرئاسية، التي عقدت على مسرح الدستور الوطنى فى فيلادلفيا هاجمت كامالا هاريس منافسها دونالد ترامب في ملف الاجهاض، مشيرة إلى أنه وضع خلال ولايته العديد من العراقيل للسيدات اللاتي أردن ممارسة حقهن خصوصاً الفقيرات منهن.
وقالت هاريس خلال المناظرة: "إنه لا يمكن نزع حق الإجهاض خاصة بعد جرائم الاغتصاب.. حظر الإجهاض إهانة للمرأة الأمريكية، ولن أسمح بذلك إذا أصبحت رئيسة لأمريكا"، وعقب ترامب قائلاً : "لا يجوز إعدام الأطفال تحت شعارات دعم الإجهاض.. أؤمن بالإجهاض في حالات خاصة وليس إتاحته بشكل عام".
وتابع ترامب: "قضية الإجهاض مزقت الولايات المتحدة.. الإجهاض جريمة قتل بالنسبة لي ولا يمكن أن أسمح به وكلام هاريس عن نيتي حظر الإجهاض بشكل مطلق غير صحيح، وإنما ضوابط".
حرب أوكرانيا وغزة.. ترامب يعلق وهاريس تكيل الاتهامات
ودار نقاش محتدم حول الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وملف الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وغيرها من ملفات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ولدي سؤالها عن رؤيتها لـ الحرب فى غزة، قالت هاريس، إن إسرائيل لها الحق فى الدفاع عن نفسها، لكن عدداً كبيراً من الفلسطينيين فقدوا حياتهم، داعية إلى هدنة توقف الحرب وتضمن حرية الرهائن الإسرائيليين في غزة، أما ترامب فأجاب: "الحرب في غزة وأوكرانيا ما كانتا لتحدث لو كنت رئيساً"
وقال ترامب ان كامالا هاريس تكره إسرائيل وستتسبب في زوال واختفاء الدولة الإسرائيلية خلال عامين فقط اذا تولت الحكم في تصويت نوفمبر، وأضاف، أن منافسته الديمقراطية تهربت من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء وجوده في الولايات المتحدة لإلقاء خطاب في الكونجرس الأمريكي وأشار ان هذا دليل على كره هاريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي وبلاده، كما اتهم ترامب، هاريس بكره العرب وقال أن سياستها هي وبايدن سيؤديان إلى كارثة في الشرق الأوسط.
وأضاف، أن إيران كانت مفلسة في عهده، والآن لديها 300 مليار دولار بسبب رفع بايدن العقوبات عنها الأمر الذي سمح لها بتمويل أذرعها التي تستهدف إسرائيل حاليا، وأشار إلى أن إيران تعتبر دولة غنية الآن وتوزع الأموال على حزب الله والحوثيين وحماس وباقي أذرعها، مؤكدا أنه لو كان في الحكم لما حدث ذلك في الشرق الأوسط.
وحول الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، اتهم ترامب إدارة بايدن بالتسبب في كارثة وقال: "القوات الأمريكية تركت ورائها العديد من الأسلحة لتنظيم طالبان" مدعيا أن روسيا تشجعت على غزو أوكرانيا بعد رؤيتها ضعف الولايات المتحدة الأمريكية في انسحابها من كابول.
بدورها، دافعت هاريس عن إدارة الرئيس جو بايدن فى هذا الملف، مشيرة إلى أن 3 رؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية أرادوا الانسحاب من أفغانستان قبل بايدن، حتى تمكن الأخير من تحقيق ذلك واتهمت هاريس منافسها الجمهورى، قائلة: "حرصت إدارة ترامب على التقرب من تنظيم إرهابى " في إشارة إلى طالبان ـ متخطياً الحكومة الأفغانية آنذاك.
وانتقدت هاريس منافسها قائلة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان ليسيطر على العاصمة الأوكرانية كييف اذا كان ترامب رئيسا للبلاد، وانه كان ليلتهم دونالد كطبق غداء اذا عاد الى البيت الأبيض، وقالت: "لماذا لا تخبر 800 ألف أمريكي بولندي هنا في بنسلفانيا بمدى سرعة استسلامك من أجل مصلحة وما تعتقد أنه صداقة مع ما يعرف بأنه دكتاتور، والذي سيأكلك على الغداء".
كما انتقدت هاريس ترامب لعلاقاته الودية مع من وصفتهم بالدكتاتوريين الآخرين، واضافت: "إن التحالفات التي لدينا في جميع أنحاء العالم تعتمد على قدرتنا على الاهتمام بأصدقائنا وعدم تفضيل أعدائنا لأنك تعشق الرجال الأقوياء بدلاً من الاهتمام بالديمقراطية .. وهذا هو ما هو على المحك هنا"
وتابعت: "رئيس الولايات المتحدة هو القائد الأعلى والشعب الأمريكي له الحق في الاعتماد على رئيس أمريكي يفهم أهمية دور أمريكا ومسؤوليتها من حيث ضمان الاستقرار وضمان وقوفنا من أجل مبادئنا وعدم بيعها لصالح الإطراء الشخصي".
برنامج الـ4 أسطر يشعل المناظرة
استغل ترامب إخفاقات إدارة جو بايدن الاقتصادية للهجوم على نائبته والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال المناظرة الرئاسية ، حيث وصف ترامب برنامج منافسته كامالا هاريس فيما يخص الاقتصاد بـ"خطة الأربع أسطر" ، قائلاً: ليس لديها خطط.. نسخت خطة بايدن المكونة من 4 جمل والتي تقول فقط :حسنا، سنحاول خفض الضرائب.. ليس لديها خطة".
وبدأ المناظرة بالهجوم على منافسته، هاريس، وانتقد سياسات إدارة جو بايدن المالية، حيث وصف هاريس بـ"الماركسية"، وتابع: "إنها ماركسية ، الجميع يعرف أنها ماركسية.. والدها الأستاذ الجامعى ماركسي كذلك"، فى إشارة إلى البروفيسور دونالد جيه هاريس.
واستعرض ترامب إنجازات ادارته في ملف الاقتصاد، قائلاً : أنا الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا.. وإدارة جو بايدن اعترفت عمليا بسلامة سياستى الاقتصادية عندما كنت رئيساً ، وذلك من خلال الإبقاء على الرسوم الجمركية التي فرضتها على الصين خلال ولايتى.. وعندما تركت البيت الأبيض كانت أمريكا تتمتع باقتصاد قوي يتعافى من تبعات كورونا"
من جانبها اتهمت كامالا هاريس منافسها بالتسبب في أسوأ معدلات بطالة في تاريخ الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم ، قائلة خلال المناظرة الرئاسية : "لقد ترك لنا دونالد ترامب أسوأ بطالة منذ الكساد العظيم.. وأسوأ جائحة صحية منذ قرن وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية، وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلّفها دونالد ترامب".
وتابعت هاريس أنها ستسعي إلى خفض الضرائب، قائلة :أنا ابنة الطبقة المتوسطة ولدي خطة لتحسين المستوي المعيشي وخفض الضرائب.
كما شهدت المناظرة جدل محتدم حول ملف حيازة السلاح ، حيث اعترفت المرشحة الديمقراطية بـ"حيازة سلاح"، وذلك في ردها على اتهامات منافسها الجمهوري بادعاء سعي الديمقراطيين لحرمان الشعب الأمريكي من هذا الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي.
ويعد ملف حيازة السلاح والقوانين المنظمة داخل الولايات المتحدة من الملفات المثيرة للجدل داخل البلاد، حيث يطالب رموز الحزب الديمقراطي بشكل مستمر بضرورة فرض المزيد من القيود للحد من أعمال العنف وحوادث إطلاق النار المتكررة في البلاد، فيما يرى رموز الحزب الجمهوري أن ذلك من ثوابت الدستور الأمريكي.
وقالت هاريس إنها تمتلك سلاح ناري ، وهي حقيقة من المرجح أن تفاجئ العديد من أتباعها التقدميين، وفقا لموقع اكسيوس، وبعد أن قال الرئيس السابق دونالد ترامب خلال مناظرة إن نائبة الرئيس والديمقراطيين سيسحبون أسلحة الناس، ردت بحقيقة غير معروفة عن نفسها وهي إنها تمتلك سلاحًا، وأضافت: "هذه القضية تتعلق بسحب أسلحة الجميع، الحاكم تيم والز وأنا نمتلك أسلحة. نحن لا نسحب أسلحة أي شخص، لذا توقفوا عن الكذب المستمر بشأن هذه الأشياء".
ترامب vs هاريس .. لحظات حرجة
وبينما كان ترامب يتحدث حول أن هاريس تدعم إلغاء تمويل الشرطة، كان من الممكن رؤيتها وهي تقول إن تصريحه "غير صحيح". على الرغم من كتم صوت ميكروفونها. لكن ترامب سمعها بوضوح، ما دفعه ليقول: "انتظري دقيقة، أنا أتحدث الآن، إذا كنت لا تمانع، من فضلك. هل يبدو هذا مألوفًا؟"، اشارت ايه بي سي الى ان تعليق ترامب أعاد للأذهان توبيخ هاريس الذي اثار جدلا كبيرا لمايك بنس خلال مناظرتهما لمنصب نائب الرئيس في عام 2020 عندما قالت له "السيد نائب الرئيس، أنا أتحدث" خلال واحدة من أكثر اللحظات التي تم انتقادها في تلك الليلة.
في مرحلة اخري من المناظرة، سئل ترامب حول كيف تطورت سياسات هاريس السابقة لتصبح مشابهة لسياساته، فرد الرئيس السابق ساخرا : "ستذهب الى فلسفتي الآن .. في الواقع افكر في ارسال قبعة MAGA لها" -في إشارة الى شعار حملته لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى- .
موقف اخر، عندما سئلت كامالا هاريس عن التهديد الأخير الذي أطلقه ترامب بمقاضاة الذين "غشوا" خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وتكتيكاته الترهيبية، قالت هاريس : " تم طرد دونالد ترامب من قبل 81 مليون شخص" وأضافت: "ترامب يواجه وقتًا عصيبًا للغاية في معالجة ذلك"، في إشارة إلى رفضه الاعتراف بخسارته في انتخابات 2020.
وتناولت هاريس حديث منافسها عن الشخصيات الخيالية وفي مقدمتها القاتل المتسلسل هانيبال ليكتر، قائلة: "ترامب يتحدث عن شخصيات خيالية مثل هانيبال ليكتر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة