تغير المناخ سلاح ذو حدين.. يهدد دول العالم ويزيد من معاناة سردينيا وصقلية من الجفاف.. الحرارة تسبب 60 ألف حريق في الأمازون خلال 2024.. ويكشف كنوز أوروبا منها 22 سفينة حربية في ألمانيا ومواقع أثرية بإسبانيا

الجمعة، 13 سبتمبر 2024 02:00 ص
تغير المناخ سلاح ذو حدين.. يهدد دول العالم ويزيد من معاناة سردينيا وصقلية من الجفاف.. الحرارة تسبب 60 ألف حريق في الأمازون خلال 2024.. ويكشف كنوز أوروبا منها 22 سفينة حربية في ألمانيا ومواقع أثرية بإسبانيا الجفاف فى المانيا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

يستمر تغير المناخ في إثارة القلق لدى دول العالم في السنوات الأخيرة ، في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدى إلى كوارث حقيقية من ارتفاع عدد الوفيات إلى جانب حالات الجفاف التي تهدد بمجاعة بسبب دمار المحاصيل، وفى الوقت نفسه يؤدى نقص المياه إلى الكشف عن كنوز في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وأصبح تغير المناخ ، لعنة تهدد دول العالم ، مع تزايد تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة ، مع موجات الحر الاستثنائية والفيضانات والجفاف ، ففي سردينيا وصقلية، بإيطاليا ،  على سبيل المثال، أدى الانحباس الحراري العالمي إلى زيادة بنسبة 50% في احتمال حدوث موجات جفاف يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في إمدادات المياه وخسائر فادحة في القطاع الزراعي.

إيطاليا


وأوضحت دراسة أجراها 15 باحثًا جامعيًا ووكالة أرصاد جوية من إيطاليا والسويد والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا، بتكليف من World Weather Attribution، وهو معهد يتعامل مع فهم الروابط بين تغير المناخ ، أن سردينيا وصقلية من المناطق التي أصبحت  قاحلة بشكل متزايد بسبب تغير المناخ.


وفيما يتعلق بأكبر جزيرتين في إيطاليا، أوضح العلماء بشكل خاص أن موجات الجفاف ستزداد بما يتناسب مع ارتفاع درجة حرارة المناخ. مما يجعل تنفيذ تحول جذري نحو عالم منخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث لا تسبب الأنشطة البشرية اضطرابات في توازن الأرض، أمرا ملحا بشكل متزايد.

صقلية
صقلية


وحتى الآن، ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية، على سطح الأراضي والمحيطات الناشئة، بنحو 1.2 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة (أي قبل أن يبدأ الإنسان في حرق الفحم والنفط والغاز).

أزمة المناخ في البرازيل


وأوضحت السلطات البرازيلية أن أكثر من ثلث الأراضي الوطنية غارقة في "جفاف شديد"، في حين سجلت منطقة الأمازون 63189 حريقا هذا العام، وهو الأعلى منذ 14 عاما، حيث تعاني البرازيل من أخطر موجة جفاف في تاريخها الحديث، وفقا لبيانات المركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية (سيمادن)، الذي يؤكد أن أكثر من ثلث أراضيها الوطنية - أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع - تأثرت بالجفاف.
منذ أن بدأ جمع السجلات بشكل منهجي في عام 1950، لم تشهد البلاد من قبل "جفافًا واسع النطاق ومكثفًا مثل هذا الجفاف"، وفقًا لتصريحات الخبيرة  آنا باولا كونها في سيمادن ، التي جمعتها بوابة جى 1 البرازيلية.

جفاف نهر الامازون
جفاف نهر الامازون


لم يؤد هذا الجفاف الملح إلى زيادة عدد الحرائق في أجزاء مختلفة من البلاد فحسب، بل أدى أيضًا إلى وضع إنتاج الطاقة الكهرومائية تحت السيطرة وترك بعض المناطق الأجنبية معزولة تمامًا نظرًا لأن انخفاض مستوى المياه في بعض الأنهار جعلها لم تعد كذلك.

جفاف الامازون
جفاف الامازون


وتسبب تغير المناخ في أكثر من  60 ألف حريق في الأمازون خلال 2024، وارتفعت الحرائق في منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 120% في أغسطس مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، نتيجة فترة الجفاف الشديدة المسجلة هذا العام،في المجمل، شهدت منطقة الأمازون البرازيلية 63189 حريقًا في العام، أي ضعف تلك المسجلة في نفس الفترة من عام 2023 والأعلى في آخر 14 عامًا.

كنوز أوروبا


وقبل عام واحد فقط، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كشفت درجات الحرارة المرتفعة والمناخ الجاف للغاية الذي ضرب جزءًا من أوروبا عن كنز من الماضي المظلم،  فقد خرجت من أعماق نهر الدانوب ما يصل إلى 20 سفينة حربية ألمانية غرقت خلال الحرب العالمية الثانية. وهذا الأسبوع، ظهر اثنان آخران من "أشباح" الماضي في مدينة براهوفو النهرية الصربية، بعد أن أدى الجفاف في شهري يوليو وأغسطس إلى انخفاض منسوب مياه النهر.

الجفاف
الجفاف

 

وتعتبر هذه هي بقايا السفن النازية المحملة بالمتفجرات التي غرقت في نهر الدانوب خلال الحرب،  بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف أيضًا عن أربعة قوارب يعود تاريخها إلى ما قبل عام 1950 في حديقة الدانوب درافا الوطنية في المجر، بالقرب من موهاج، حيث بلغ منسوب المياه في نهر الدانوب 1.5 متر فقط بعد تأثير موجات الحر الشديدة والجفاف المستمر في شهر يوليو وأغسطس .
يبدو أن السفن التي تم الكشف عنها في براهوفو كانت من بين مئات السفن التي أغرقها أسطول البحر الأسود الألماني النازي على طول نهر الدانوب في عام 1944، ربما أثناء انسحابهم من تقدم القوات السوفيتية، مما أدى إلى تدمير السفن نفسها، حسبما قالت صحيفة لا سيكستا الإسبانية.

وفي هذا الصدد، أوضح إندري شتيليك، أحد حراس متنزه الدانوب-درافا الوطني، لوسائل الإعلام عن إحدى السفن: "ما زلنا لا نعرف ما هي بالضبط، وما هو مرئي والحقيقة المؤسفة هو أن يتناقص الحطام مع اهتمام الناس به واختفاء أجزاء منه.

كما كشفت موجة الجفاف في إسبانيا عن موقع رومانى يعود تاريخه إلى 3000 عام، وذلك فى مقاطعة كاستيون، حيث أن الظروف المناخية التى أدت إلى موجة جفاف شديدة وارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض منسوب المياه فى بعض الأماكن أدت إلى ظهور هذا الموقع الرومانى الذى يعود تاريخه إلى 3000 عام، كما كشف الجفاف الذى تعانى منه إسبانيا عن حوالى 1700 موقع أثرى فى منها بقايا مدينة ستونهنج الإسبانية ، وأيضا عن نصب تذكارى صخرى يعود إلى 5000 عام، وظهور كنيسة أثرية تغمرها المياه، يعود تاريخها إلى عدة قرون، وتعد بين المعالم الأثرية الشهيرة في إسبانيا، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.

كنيسة أثرية تغمرها المياه


كشفت المياه المتراجعة عن أنقاض الكنيسة التي يعود زمنها إلى القرن الحادي عشر، وتقع في قرية سانت روما دي ساو بالمنطقة الشمالية الشرقية من كاتالونيا، وكانت الكنيسة الأثرية مغمورة بالمياه منذ الستينيات عندما تم بناء سد قريب، وكان الجزء العلوي من برج جرس الكنيسة هو العلامة المرئية الوحيدة.

ورغم أن مشكلة جفاف الماء يؤثر بشكل سلبي على المواطنين بإسبانيا، إلا أنها جاءت بنتائج إيجابية عبر استقطاب السياح إلى تلك المنطقة، وذلك بعد تداول مشاهد للكنيسة الأثرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

نصب تذكارى يعود إلى 7 آلاف عام


ظهر نصب تذكاري يعود إلى 7 آلاف عام، وهو عبارة عن آثار حجرية قديمة تشبه صخور "ستونهنج" في بريطانيا، بعد انخفاض منسوب المياه في بحيرة صناعية غربي إسبانيا، نتيجة للجفاف.

والموقع الأثري يتكوّن من 140 صخرة نُظمت على شكل دائرة، وكان الموقع يستخدم على الأغلب كمعبد أو كمقبرة، إذ يضم أحجاراً طويلة مستقيمة تعلوها ألواح أفقية، في شكل قبر ما قبل التاريخ.

وكانت تلك الآثار مغمورة تحت المياه في مدينة قصرش غرب إسبانيا، بعد بناء سد وبحيرة صناعية في المنطقة عام 1963، وكانت رؤوس بعض الأحجار تبرز فوق سطح المياه، لكنها المرة الأولى التي ينكشف فيه النصب بأكمله مع الانخفاض الكبير لمنسوب المياه في البحيرة، ذلك أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر منذ أن أقيم السدّ قبل خمسين عاماً.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة