إجراءات احتواء تداعيات فيضانات المغرب مستمرة.. ومخاوف من انتشار أمراض معدية بالجنوب الشرقى.. ومطالب بتعزيز البنية التحتية بعد اختفاء بعض القرى.. وتحذير من تفاقم الخسائر مع توقع تساقط أمطار الفترة المقبلة

الجمعة، 13 سبتمبر 2024 06:00 ص
إجراءات احتواء تداعيات فيضانات المغرب مستمرة.. ومخاوف من انتشار أمراض معدية بالجنوب الشرقى.. ومطالب بتعزيز البنية التحتية بعد اختفاء بعض القرى.. وتحذير من تفاقم الخسائر مع توقع تساقط أمطار الفترة المقبلة المغرب
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

لا تزال المملكة المغربية تحتوى الآثار التى خلفتها الفيضانات التى اجتاحت بعض المناطق فى جنوب شرق المغرب، بكل من أقاليم ورزازات وطاطا، والراشيدية، وتزنيت، وتنغير وتارودانت،  مخلفة  18 حالة وفاة وانهيار 56 منزلاً ، كما ألحقت الفيضانات أضرار بشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات .

بينما تواصل السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر الدرك الملكي عمليات البحث عن جثامين ضحايا قضوا نحبهم بإقليم تنغير إثر السيول الجارفة التي عرفتها المنطقة.
وجاءت تلك السيول نتيجة الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية التي لم تشهدها تلك المناطق منذ عام 2014، ما أدى إلى هروب السكان من منازلهم.


وبدت قرى كاملة مختفية بسبب السيول التى جرفت المنازل المبنية من الطين، وهو جعل خبراء مغاربة يحذورون من ضعف البنية التحتية فى تلك المناطق ، خاصة مع استمرار توقع سقوط أمطار كثيفة وجريان السيول .


تعيد هذه المأساة إلى الأذهان ذكريات ما شهده المغرب من أمطار طوفانية أحدثت فيضانات كارثية سنة 2014  بالجنوب الشرقي أيضا ووقتذاك انتشرت التحذيرات من ضعف البنى التحتية بتلك المناطق.
هشاشة البنى التحتية

فى هذا السياق، أعادت الفيضانات، التي شهدتها مجموعة من أقاليم الجنوب الشرقي بالمغرب مؤخرا، التذكير بالخلل والهشاشة في البنية التحتية بهذه المنطقة، أخفتها سنوات الجفاف الحاد الذي خيم على تلك المناطق، وفق ما أوردت صحيفة هيسبيريس المغربية.


وأكد ناشطون حقوقيون، وفق الصحيفة المغربية، أن هشاشة البنية التحتية بالجنوب الشرقي اتحت جلية فى تحول شوارع مدن المنطقة إلى سيول جارفة ببسبب نقص قنوات تجميع وتصريف المياه والعجز عن احتواء الكميات الكبيرة من الأمطار، بعد أن بقيت عرضة ، حيث كانت عرضة لإهمال الصيانة الدورية خلال السنوات الماضية، وأضافوا أن ضعف البنية التحتية تجلى أيضا في تعرض محاور طرق حديثة لتصدعات كبيرة وانهيارها، محذرين من تداعيات هذه الهشاشة، التي جعلت الأمطار تحاصر المواطنين في منازلها وصعبت قيام فرق الإنقاذ بمهامهم المحلية،  وهذه الأزمة قد تتعمق مع استمرار توقع تسجيل تساقط أمطار رعدية كثيفة فى تلك المناطق، مما يفرض تكثيف التعاون بين الجهات الحكومية المعنية والمجتمع المدني لتقليل الخسائر، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة تجاه من تسببوا في هشاشة البنى التحتية بشرق المغرب.


ومن جهة أخرى لفت خبراء مغاربة في الصحة المغربية الانتباه إلى ضرورة استباق المرحلة لتفادي التداعيات الصحية لمثل هذه الحوادث لا سيما انتشار الأمراض المعدية بالمناطق القروية تحديدا، محذرين من أن المستنقعات والبرك المائية الراكدة التي تخلفها الفيضانات بالأودية تشكل مرتعا لتكاثر وتطور مجموعة من الأمراض المعدية كالليشمانيا.


وفيما اختلفوا حول مدى نسبة خطورة انطباق هذا الوضع بأودية الجنوب الشرقي بعد الفيضانات الأخيرة، اتفق الخبراء على ضرورة التسلح بالوقاية من خلال تكثيف الوزارة حملات لتعقيم هذه المستنقعات والبرك وتوفير وسائل النظافة والتعقيم لفائدة السكان المتضررين.


فى هذا السياق ، قال جعفر هيكل الأخصائي في أمراض الأوبئة والأمراض المعدية والصحة العامة، إن المستنقعات والبرك المائية الراكدة المليئة بالأوحال التي تخلفها الفيضانات بمجموعة من الأودية خصوصا بالمناطق القروية، تعد أمكنة مفضلة بالنسبة لنواقل الأمراض المعدية للإنسان كأنثى ذبابة الرمل ناقلة الليشمانيا من أجل التطور والتكاثر"، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلها المغرب لمحاربة مجموعة من هذه النواقل لم تفض إلى القضاء عليها نهائيا ما يجعل خطرها قائما دائما.


وطمأن هيكل أن مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ترفع غالبا منسوب اليقظة الوبائية عند تسجيل مثل الفيضانات التي شهدها الجنوب الشرقي خلال اليومين الماضيين، وتهيب بالمديريات الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية تكثيف المراقبة الوبائية من قبل المراكز الصحية القروية من خلال حملات ميدانية للكشف والرصد من جهة، والحرص على القيام بحملات تعقيم استباقية بواسطة المبيدات الكيميائية ضد نواقل الأمراض المعدية بمختلف الضايات المائية غير النظيفة التي يمكن أن تنتشر بها في هذه المناطق من ناحية ثانية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة