على مر العصور تعرض الكثير من الشعراء والأدباء للتنكيل كنوع من أنواع الرقابة المجتمعية على أفكارهم، وفى "زمن الرواية" حسبما وصفه الدكتور جابر عصفور فى كتابه الذى يحمل نفس الاسم، نجد أن الكثير من الروائيين كادوا يدفعون حياتهم نتيجة أعمالهم الأدبية، وكادت بعض الأعمال أن تنهى أعمار أصحابها بسبب الأفكار المتطرفة من أصحاب المعتقدات التكفيرية، ومن هذه الأعمال:
أولاد حارتنا
تعرض نجيب محفوظ لمحاولة الاغتيال مرة بسبب رواية "أولاد حارتنا" ففي عام 1994 حاول شابان طعن نجيب في عنقه لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته ونظرا لطبيعة نجيب محفوظ علق قائلا على هؤلاء الشباب "أنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهما لم يُعدما"، ولكن فيما بعد أُعدم الشابين المشتركين فى محاولة الاغتيال، وكان يقوم بنشرها مسلسلة في جريدة الأهرام عام 1950م ولكن تم وقف النشر بسبب اتهامه بالتطاول على الذات الإلهية واعتراض الهيئات الدينية ولم تنشر الرواية كاملة في مصر في وقتها وظلت 8 سنوات حتى تظهر كاملة في دار الآداب اللبنانية وتمت طباعتها في بيروت وأعيد نشر الرواية في مصر عام 2006 عن طريق دار الشروق.
آيات شيطانية
في 12 أغسطس 2022، تعرض الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، للطعن عندما كان على وشك إلقاء محاضرة في معهد تشوتاكوا، بغرب ولاية نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، كما تعرض هنري ريس، المؤسس المشارك لمدينة اللجوء، الذي كان بصدد محاورة رشدي، لإصابات طفيفة في الرأس أثناء وقوفه على خشبة المسرح.
وألقت الشرطة القبض على الشخص المشتبه بهِ، وهو يبلغ من العمر 24 عامًا ويُدعى هادي مطر، وفي اليوم التالي تم اتهامه بمحاولة القتل والاعتداء، ويعود ذلك بعدما أصدر سلمان رشدي روايته "آيات شيطانية"، وهو تطاول فيها على النبي محمد، كما أساء للقرآن الكريم وتعاليم الشريعة الإسلامية، وفي 14 من شهر فبراير 1989، أدان قائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، الكتاب علنًا وأصدر فتوى بهدر دم رشدي باعتباره "مرتدا عن الإسلام".
وليمة لأعشاب البحار
أثار الروائي السوري الراحل حيدر حيدر الجدل بروايته "وليمة لأعشاب البحار" وجاء الجدل فيها مرتبطا بحوارات على لسان شخصيات الرواية، وأكثرها على لسان بطليها العراقيين مهدي جواد ومهيار الباهلي، اعتبرتها جهات إسلامية مصرية "مهينة" للإسلام والنبي محمد وتكفر بالله، ورافق هذا الجدل حملات التكفير وإهدار الدم.
ميرسو.. تحقيق مضاد
تعرض الكاتب الجزائري على داود لحملة شرسة طالبت بإهدار دمه، حيث اعتبروا أن صاحب رواية "ميرسو.. تحقيق مضاد" -التي حصدت عدة جوائز أدبية مرموقة- قد تجاوز الخطوط الحمراء وقفز على الهوية الجزائرية وعلى مقدسات الدين والتاريخ واللغة، وصدرت فتوى عام 2014 لمسئول تنظيم جبهة الصحوة السلفية بالجزائر (غير معتمد من طرف الحكومة) عبد الفتاح زيراوي حمداش بتكفير الروائي الجزائري والمطالبة بإعدامه علنا، ودعا البعض إلى التضامن مع الكاتب حماية لحرية الرأي والإبداع.