الهجوم السيبرانى غير مسبوق الذى شهده لبنان اليوم على أجهزة اتصالات "بيجر"، ونتج عنه أكثر من 2800 مصاب و8 شهداء من بينهم نجل علي عمار، نائب حزب الله في البرلمان اللبناني ، ولا تزال الحصيلة فى ارتفاع ، أحدث ذعرًا بين المواطنين فى لبنان، وتوترا فى الداخل الإسرائيلى الذى يستعد لرد فعل حزب الله .
وعلى الصعيد الداخلى، ساد الذعر بين اللبنانيين الذين يتحسبون لهجمات مماثلة تخترق الأجهزة المحمولة إضافة إلى مخاوف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله فى الفترة المقبلة .
من جانبه، أعلن رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتى أن مجلس الوزراء فى حالة انعقاد دائم، وقرر إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة وبحث تداعيات الحادث .
أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إتصالات عاجلة بقائد الجيش اللبناني وقادة الأجهزة الأمنية واطلع منهم على ملابسات الانفجارات التى وقعت فى عدد من المناطق اللبنانية على عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكى Pagers، مما أدى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وفق بيان الحكومة اللبنانية.
كما أجرى ميقاتى اتصالا بوزير الصحة الدكتور فراس الابيض واطلع منه على الوضع الصحي والاستشفائي الطارئ واستنفار كل اجهزة الوزارة لنقل الجرحى الى المستشفيات ومعالجتهم.
كما اطلع رئيس الحكومة مجلس الوزراء على ما توافر من معلومات وتحقيقات فأكد مجلس الوزراء مجتمعا إدانته هذا العدوان الإسرائيلى الإجرامى والذى يشكل خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية واجراما موصوفا بكل المقاييس.
وشدد مجلس الوزراء على أن الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادى. وقرر مجلس الوزراء ابقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.
ومن جانبه، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة من مخاطر التصعيد في لبنان والتى تأخذ المنطقة إلى مرحلة خطيرة.
توتر بحكومة نتنياهو
وفى تل أبيب التوتر سيد الموقف، فعقب الانفجارات التي وقعت في لبنان في أجهزة اتصال في عناصر من حزب الله، عقد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، ويوآف جالانت وزير الدفاع وقادة عسكريون اجتماعا بوزارة الدفاع على خلفية التطورات في لبنان، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجبهة الداخلية أبلغت رؤساء السلطات المحلية باحتمال التصعيد الأمني دون تعليمات جديدة، مشيرة إلى مطالبة مجلس الأمن القومي من الوزراء الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الأحداث في لبنان، مشيرة إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو حظر على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.
هل كانت واشنطن على علم؟
ومن جانب آخر قال مسئولون أمريكيون ـ وفق وكالة "أكسيوس" ـ إن إسرائيل لم تبلغ إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن مسبقاً بعمليتها الاستخباراتية التي شملت تفجير أجهزة "البيجر" اللاسلكية الموجودة بحوزة الآلاف من أعضاء "حزب الله".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة "لم تكن على علم بهذه العملية ولم تشارك فيها"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ما زالت تجمع المعلومات" حول الانفجارات في لبنان.
كذلك، أكدت وكالة"أكسيوس" إن إسرائيل نفذت العملية في لبنان لنقل معركتها ضد حزب الله إلى مرحلة جديدة مع محاولة عدم التصعيد إلى مستوى حرب شاملة، مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق هذا الأسبوع خلال اجتماعٍ أمني على عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية".
مع هذا، فقد قال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسباً لرد محتمل من قبل "حزب الله" بعد حادثة تفجير الأجهزة، مشيرين إلى أن تل أبيب تُدرك إمكانية حصول تصعيد كبير عند الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد الحادثة.
وقال المصدر إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قدرت قبل العملية أن حزب الله من المرجح أن يرد بهجوم كبير ضد إسرائيل.
الوضع الصحى
وعلى صعيد القطاع الصحى، أعلنت وزراة الصحة عن أن عدد المصابين نتيجة التفجير تجاوز ال 2800 مصاب إضافة إلى استشهاد 8 آخرين بينهم طفلة، وغالبية الإصابات في اليد والوجه .
وقد ناشد الصليب الأحمر وهيئة الطوارئ المدنية اللبنانية، المواطنين بالتبرع بالدم من خلال 150 مركزا عبر أراضى لبنان ونوه بأنه هناك أكثر من 30 سيارة اسعاف تشارك في اسعاف ونقل الجرحى من جراء تفجيرات متعددة في الجنوب، والبقاع و الضاحية الجنوبية لبيروت.