قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن إسرائيل ربما لن تعترف بأنها وراء الهجوم غير العادي والمنسق على حزب الله، والذى أدى إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال بيجر التي يستخدمها أعضاء الجماعة اللبنانية، هو على الأرجح عملية من تنفيذ الموساد.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لطالما شاركت في اغتيال قادة حماس وحزب الله لعقود من الزمن، ولكن إذا تأكد تورطها، فإن هذا يمثل تصعيداً كبيراً.
ولا تزال التقارير تتوالى، ولكن مع مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة حوالي 3000 آخرين فى عشرات، إن لم يكن مئات، من الانفجارات المنسقة، فإن هذه الحادثة توضح رغبة قاسية وعشوائية في استهداف حزب الله. كانت الجماعة تستخدم أجهزة الاتصال كبديل للهواتف المحمولة، والتي يمكن تعقبها واستخدامها لتحديد الضربات الصاروخية القاتلة على قادتها.
ومن غير الواضح كيف حدثت الانفجارات، وعلى الرغم من وجود تكهنات حتمية حول الاختراق، فمن المرجح أنها كانت نتيجة لأجهزة تخريبية. وقد أشارت التقارير الأولية إلى أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت من طراز جديد تصنعه شركة ربما تعرضت سلسلة توريدها للخطر من قبل مرتكبي الهجوم.
وأكد يوسي ميلمان، أحد مؤلفي كتاب "جواسيس ضد أرماجدون" وغيره من الكتب عن الاستخبارات الإسرائيلية، أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت "تم توريدها مؤخرًا"، وأضاف: "نحن نعلم أن الموساد قادر على اختراق حزب الله والتسلل إليه مرارًا وتكرارًا". لكنه تساءل عن الحكمة الاستراتيجية وراء الهجوم، الذي توفيت فيه فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات.
وحذر ميلمان قائلاً: "إنه يعزز فرصة تصعيد أزمة الحدود إلى حرب"، وجادل بأنه "أكثر من مجرد علامة على الذعر"، لأنه على الرغم من أنه قال إنه أظهر قدرة غير عادية على ضرب قلب حزب الله، إلا أنه لم يكن مستهدفًا للغاية، ولن يغير الصورة الاستراتيجية الأوسع. وخلص إلى القول: "لا أرى أي تقدم في ذلك".
وعلى أقل تقدير، جادل ميلمان، فمن المرجح أن يكون هناك نوع من الرد من جانب حزب الله. وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، تبين أن الجماعة اللبنانية المتحالفة مع إيران، والتي انخرطت في اشتباكات عنيفة مع إسرائيل منذ أشهر، خططت، وفقًا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، لقتل مسئول أمني إسرائيلي سابق عن طريق تفجير عبوة ناسفة عن بعد من لبنان.