تستمر دول أمريكا اللاتينية في معاناتها من نقص المواد الغذائية في ظل استمرار التضخم والأزمات الاقتصادية بالإضافة إلى تغير المناخ ، الذى يؤثر على إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية ، وتعتبر كوبا من أكثر الدول بالقارة اللاتينية التي تعانى من نقص في الغذاء، في الوقت الذى يعانى 42 % من البيروفيين من الجوع.
نقص الذرة يضع منتجي المواد الغذائية في الإكوادور في حالة تأهب
أدى نقص الذرة، وهي مادة خام أساسية لصناعة المواد الغذائية، إلى قيام بعض الشركات بتخفيض أو إيقاف إنتاج الدواجن والخنازير والأعلاف المتوازنة، حيث تعتبر الذرة، إحدى الأعشاب الأكثر استخدامًا في الإكوادور، نادرة ومكلفة، وأصدرت رابطة منتجي الأغذية المتوازنة (أبروبال) تنبيهًا في 19 سبتمبر بسبب العواقب الناجمة عن نقص الذرة في الإنتاج.
وبحسب أبروبال، فإن الارتفاع الكبير في أسعار الذرة ونقص هذا المنتج يؤثران على إنتاج أغذية متوازنة، وقد أدى الارتفاع إلى أكثر من 20 دولارًا للقنطار الواحد من الحبوب وغياب هذه المادة الخام الأساسية إلى قيام العديد من الشركات بتخفيض أو إيقاف إنتاج الدواجن والخنازير والأغذية المتوازنة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الأونيبرسال .
ويحذر المنتجون من أن نقص الذرة يعرض إمدادات البيض في الإكوادور للخطر ، ويتراوح إنتاج الذرة السنوي العادي بين 1.3 و1.4 مليون طن. وتشير أفضل التقديرات هذا العام إلى محصول يقارب المليون طن، أي أقل بنسبة تتراوح بين 23% و29%.
وأكد أبروبال في بيان له أنه رغم توجيه التنبيه للحكومة، "إلا أن السلطات أرجأت اتخاذ قرارات حاسمة، تاركة مشكلة تؤثر بشكل مباشر على إنتاج البروتين الحيواني والأغذية المتوازنة دون حل".
في أرقام أبروبال، فإن الانخفاض بمقدار 300 ألف طن في إنتاج الذرة يعادل 600 ألف طن أقل من الغذاء المتوازن المنتج. وهذا بدوره يمثل انخفاضًا بحوالي 240 ألف طن من لحم الدجاج أو لحم الخنزير في البلاد، ولذلك فإن الوضع الحالي يتطلب اهتماماً فورياً من السلطات للسماح باستيراد الذرة .
كوبا
أما في كوبا ، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعانى منها تخنق الجزيرة ، وأدت إلى نقص في الغذاء ، خاصة المدعوم الذى يتلقاه السكان منذ 6 عقود ، وهناك نقص في الخبز ، والأرز وأيضا في الزيت والقهوة.
وكشفت وزارة الصناعات الغذائية عبر التلفزيون الرسمي أن سفينة كانت تنتظر الأسبوع الماضي دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها القيمة من القمح في ميناء هافانا بسبب نقص "التمويل" لتسوية البضائع، وتحتاج الجزيرة إلى 3000 طن من القمح شهريا للحفاظ على إنتاج الخبز المقنن، لكنها لم تتمكن في يوليو وأغسطس، من الحصول إلا على 1000 طن وفي سبتمبر كان لديها 600، بحسب صحيفة التيمبو التشيلية.
كما حذرت وزيرة التجارة الداخلية بيتسي دياز من أنه لن يكون هناك زيت أو قهوة هذا الشهر، "كما لم يكن هناك زيت أو قهوة في أغسطس".
وتشهد كوبا أسوأ أزمة لها منذ التسعينيات، والتي تتسم بنقص الأدوية والوقود، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي المستمر، كل هذا، في خضم ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض قيمة العملة، والانخفاض الحاد في الإنتاج الزراعي واتساع فجوة التفاوت الاجتماعي.
وبلغ معدل التضخم السنوي في السوق الرسمية الكوبية 30.12% في أغسطس، وهو أقل بقليل من الشهرين الماضيين، حسبما أفاد المكتب الوطني للإحصاء والمعلومات، وتباطأ ارتفاع الأسعار إلى حد ما حتى الآن هذا العام، دائما وفقا للبيانات الرسمية، لكنه مستمر بمعدلات تضر بالاقتصاد ككل وخاصة الأسر والعمال والمتقاعدين.
حسب الفئة، حدثت أكبر زيادة على أساس سنوي في المشروبات الكحولية والتبغ (50.15%)، تليها الأغذية والمشروبات غير الكحولية (34.90%)، المطاعم والفنادق (34.60%) والنقل (31.67%). ).
بيرو
كما هو الحال في بيرو ، فإنها تعانى من نقص في المواد الغذائية وأيضا تواجه ارتفاع كبير في الأسعار ، وأصبح 42% من البيروفيين لم يأكلوا في بعض الأحيان بسبب نقص المال، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة إبسوس
ويشير وزير ميداجري السابق إلى أن هذه النتيجة تعكس زيادة في عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول ثلاث وجبات يوميا، ويحذر من خلل خطير في النظام الغذائي للبيروفيين بسبب نقص الموارد.
وكشفت دراسة أجرتها شركة إيبسوس مؤخرا عن وضع مثير للقلق في البلاد، وهو ما يتناقض مع التصريحات الأخيرة لوزير التنمية الزراعية والري (ميداجري)، أنجيل مانيرو، الذي ذكر أنه لا يوجد جوع في بيرو، وتشير الدراسة التي نشرتها صحيفة بيرو 21، أن 42% من البيروفيين واجهوا صعوبات في استهلاك الغذاء خلال الثلاثين يوما الأخيرة بسبب نقص الموارد الاقتصادية.
الأرجنتين
وفى الأرجنتين خرج العديد من المظاهرات بسبب نقص الغذاء ، حيث طالب المتظاهرين وصول المواد الغذاء إلى الأحياء الفقيرة في الأرجنتين التي أصبحت تعانى من الجوع ، وتجمع حوالي 300 عضو من اتحاد عمال الاقتصاد الشعبي (UTEP) حول الوزارة - التي من بين مهامها تعزيز سياسات الحماية الاجتماعية العامة - للمطالبة بشحنات غذائية أكبر تسمح لهم بمواجهة الزيادة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
ووصل التضخم في الأرجنتين إلى أن 236.7%، ووفقا لتقرير أكاديمي صادر عن مرصد الديون الاجتماعية التابع للجامعة الكاثوليكية الأرجنتينية (UCA) للربع الأول من عام 2024، فإن 54.9% من السكان فقراء وواحد من كل خمسة أرجنتينيين معوزين. وتعود أحدث البيانات الرسمية إلى النصف الثاني من عام 2023، عندما وصل معدل الفقر إلى 41.7% والعوز إلى 11.9%.