اللغة العربية لغة الضاد وهي لغة الأقدمين ولغة القرآن، التحدث بها شرف والكلام عنها محبب فهي تاج فوق الرؤوس ومحبة تسرى على الأرض فمنها تنبع ينابيع البيان ويتجلى من زبدها البديع من القول تكلم بها الأقدمون كلاما فعلق في الأثر وتحدث بها المعاصرون فبقى ما فيها من سحر أولها حرف قائم وآخرها حرف يرد في أول الكلام وآخره، لها من الجرس المآخذ ومن النور المشاعل ومن الكلام المآثر.
وقد ذكر عظماء التاريخ ما للعربية من أثر ومالها من قوة وبيان وما لتعلمها من فضل ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: "تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ"، والقول من شعب الإيمان، لأبى بكر البيهقي.
وكتب إلى أبى موسى الأشعرى فقال: "أَمَّا بَعْدُ فَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَتَفَقَّهُوا فِـي الْعَرَبِيَّةِ، وَأَعْرِبُـوا الْقُـرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌ"، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، أبو بكر بن أبي شيبة.
وقال الإمام الشافعي: "اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد، صلى الله عليه وسلم، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى). وقال أيضًا: ما جَهلَ الناسُ ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس".