زراعة 3 ملايين فدان ذرة الموسم الحالى.. الوزارة: الإنتاج الحالى يكفى 45% من احتياجاتنا ونستورد 8 ملايين طن.. ويؤكد: من أهم الحبوب الاستراتيجية لسد الفجوة الغذائية ودعم المزارع لتحقيق عائد مادى كبير

الإثنين، 23 سبتمبر 2024 07:00 ص
زراعة 3 ملايين فدان ذرة الموسم الحالى.. الوزارة: الإنتاج الحالى يكفى 45% من احتياجاتنا ونستورد 8 ملايين طن.. ويؤكد: من أهم الحبوب الاستراتيجية لسد الفجوة الغذائية ودعم المزارع لتحقيق عائد مادى كبير محصول الذرة
أعد الملف – أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

يعتبر محصول الذرة من أهم محاصيل الحبوب الاستراتيجية التى تسهم فى سد الفجوة الغذائية وتدعم المزارع لتحقيق عائد مادى كبير، حيث يشكل العصب الرئيسى في نهضة وإقامة صناعات اللحوم البيضاء والحمراء والبيض والألبان ومنتجاتها والأسماك و يدخل بنسبة تصل الى 40٪ فى العلائق المركزة التى تتغذى عليها الحيوانات لانتاج اللحوم الحمراء وانتاج الألبان كما يدخل بنسبة مـن 60 إلى 70٪ فى صناعة علائق الدواجن والطيور الأخرى والأسماك بالاضافة إلى بعض الصناعات الهامة مثل صناعة النشا والجلوكوز والزيوت المتميزة كما زادت فى السنوات الأخيرة المساحات المخصصة لانتاج سـيلاج الذرة سواء بالكوز أو بدون الكوز كعلف للحيوانات لذلك أولتها الدولة كامل اهتمامها، لمضاعفة معدلات إنتاجيتها والوصول لمعدلات الاكتفاء الآمن منها، مع تقديم كل أشكال الدعم لوزارة الزراعة ومعاهدها ومراكزها البحثية، لإنتاج هجن جديدة تتماشى مع التغيرات المناخية، حيث بلغت المساحة المنزعة العام الجارى 3 ملايين فدان.

وتشكل الأراضى الجديدة المستصلحة والمستزرعة حديثاً جزءاً هاماً فى خطة الدولة للتوسع الأفقى حيث يمكن زراعة مساحات كبيرة من هذه الأراضى بالذرة الشامية باتباع نظم تسميد ورى مناسبة ، ونجاح ذلك يؤدى إلى زيادة الإنتاج من الذرة الشامية وتقليل الكميات المستوردة من الخارج والتى تستخدم كأعلاف، كما تهتم السياسة الزراعية الحالية بالتوسع فى إنتاج الذرة الصفراء بصفة خاصة، فضلا عن زيادة الإنتاجية الفدانية عن طريق التوسع فى زراعة الهجن عالية الإنتاجية.

بدأ البرنامج القومي للذرة الشامية منذ السبعينات للعمل على توفير احتياجاتنا، حيث يكفى الإنتاج الحالي من محصول الذرة وفقاً للتقارير ما يقرب من 40 إلى 45% من احتياجاتنا، ويتم استيراد الباقي والمتمثل في 8 مليون طن من الذرة الصفراء، كما تم إنتاج ما يقرب من 78 هجين، يتم زراعة ما يقرب من 22 هجين حاليا، وهو من المحاصيل الحساسة للملوحة، حيث يتحمل الملوحة من 800 إلى 1000 جزء فى المليون.

أوضح أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أن الذرة الشامية من المحاصيل الهامة لدى المزارع، لكونه يحقق عائداً مجزياً للفدان، مشيراً إلى أن حصاد الذرة هو عيد الفلاح، حيث يحرص المزارعين على اصطحاب أسرهم خلال فترة الحصاد.

أضاف أن سبب زيادة المساحات المنزرعة بمحصول الذرة هو ربحيته العالية للمزارع ، رغم أن مدة زراعته لا تتعدى الـ  100 يوماً ، حيث تبدأ الزراعة في مايو ويتم حصاده في سبتمبر، وتصل إنتاجية الفدان إلى 30 أردباً.

الذرة أهم المحاصيل الاستراتيجية

واتخذت الدولة عدة إجراءات لتشجيع الفلاحين على زراعته لأنه متعدد الأغراض سواء كمدخلات فى صناعة الأعلاف وكذلك صناعة الزيوت، لتوفير العملة الأجنبية ودعم صناعة تربية الدواجن والماشية وإنتاج اللحوم الحمراء والحد من ارتفاع أسعارها.
قالت الدكتورة مها بلبع، رئيس الفريق البحثى بقسم بحوث الذرة فى النوبارية أن الذرة الشامية ثالث أهم محصول استراتيجى فى مصر بعد القمح، نظرا لدورها الملموس وموقعها فى قائمة التغذية، سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان، علاوة على دخولها فى العديد من الصناعات الغذائية، ومنها الخبز البلدى المستخدم فى القرى المصرية، من خلال خلطه مع دقيق القمح، كما يستخدم لاستخراج الزيوت وبعض الصناعات الأخرى مثل النشا والجلوكوز.

وأوضحت أن الذرة الشامية تمثل نحو 40% من الأعلاف المركزة المستخدمة فى تغذية الحيوانات، والتى تمثل إحدى الركائز الأساسية فى ملف إنتاج اللحوم الحمراء والألبان، وتصل نسبتها فى أعلاف الدواجن والأسماك إلى ما بين 60% و70%، مؤكدة أن نقص معدلات إنتاج هذا المحصول، كان سببا رئيسيا لارتفاع أسعار اللحوم والدواجن فى السنوات الأخيرة، ما يعكس مدى تأثير هذا المحصول على الاقتصاد الزراعى فى مصر.

وكشفت الدور المحورى الذى يلعبه البحث العلمى فى دفع عجلة التنمية الزراعية، إذ لا يمكن تحقيق أى تقدم فى المشاريع القومية الكبرى دون الاعتماد عليه، مؤكدة أن أحد أهم توجهات القيادة السياسية الحالية هو الاستفادة المثلى من كل متر من الأرض الزراعية وكل نقطة مياه، بما يعزز مضاعفة معدلات الإنتاجية من وحدة المساحة بأكبر قدر ممكن.
وأبدت  تقديرها لجهود كل العاملين فى الأقسام الفنية المتخصصة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، موضحة أنه يتم العمل على نحو 30 محصولا مختلفا، وفى مقدمتها الحبوب والأعلاف والمحاصيل الزيتية، و أن المعهد يمثل دعامة أساسية لمصر فى مجال الزراعة، حيث يسهم فى تقليص الفجوة الغذائية التى لا تزال تمثل تحديا كبيرا فى ظل تسارع وتيرة الزيادة السكانية.

 

تطوير الهجن

وأشادت بجهود مركز البحوث الزراعية، وخاصة معهد بحوث المحاصيل الحقلية، فى تحسين معدلات الإنتاجية الذرة الشامية، موضحة أن المركز يعمل على تطوير هجن جديدة ذات إنتاجية أعلى لمواجهة النقص الكبير فى إنتاج المحصول، لافتة إلى استخدامه فى إنتاج السيلاج الذى يُعد مكونا مهما للأعلاف الحيوانية، ما يسهم فى تقليل الاعتماد على الأعلاف المركزة المستوردة، وبالتالى دعم الاقتصاد الوطنى.

وأكدت أن الجهود البحثية المبذولة من قبل مركز البحوث الزراعية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتوفير كميات كافية لدعم القطاعات الزراعية والحيوانية المختلفة فى مصر، موضحة أن خبراء المركز عاكفون على هذا الملف لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول يستهدف إنتاج "كوز" ناضج وجاف قابل للحصاد، مع بقاء النباتات خضراء حتى موعد الجمع، وهى السمة التى تتيح للمزارعين استخدام النبات فى الأعلاف بعد الحصاد.

وأشارت إلى أن تطوير صنف جديد من الذرة ، يستغرق عادة من 12 إلى 14 عاما، وقد يصل إلى 15 عاما، وهو مجهود طويل يتطلب دعما مستمرا من مركز البحوث الزراعية، مؤكدة أن هناك فريقا كبيرا من الباحثين الذين يعملون على مدار سنوات لإنتاج هذه الهجن، ما يعكس حجم الجهد المبذول لتحقيق هذه النتائج، فهناك الكثير من المزارعين قد لا يدركون الجهد البحثى المكثف وراء إنتاج صنف جديد، معتبرة أن مركز البحوث الزراعية يلعب دورا حيويا فى حماية مصر من نقص الغذاء.


أكدت أن الهجن الجديدة تتميز بارتفاع مستوى مقاومتها للأمراض، وقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، وهى أمور تجعلها مثالية للزراعة فى ظل الظروف البيئية الحالية، مشيرة إلى أن هذه الهجن تساهم فى دعم سياسة الدولة لتوفير المياه، حيث أن بعض هذه الأصناف تنضج فى فترة قصيرة تتراوح بين 95 و100 يوم، ما يساهم فى تقليل عدد مرات الرى التى يحتاجها المحصول.

أضافت أن الهجن الفردية عالية الإنتاجية مثل «128، 130، 131، 132» التى تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالنمو الأخضر، إلى جانب الهجن الفردية الصفراء مثل «166، 167، 168، 176»، وهذه الأصناف لا تساهم فقط فى زيادة الإنتاج، بل تنضج أيضا خلال فترة قصيرة، ما يساهم فى ترشيد استهلاك المياه، وهو أمر ضرورى لدعم سياسة الدولة فى مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

أوضحت " بلبع" مراحل تقييم الهجن الزراعية قبل تسجيلها واعتمادها بشكل نهائي، مشيرة إلى أن عملية تطوير الهجن تأخذ وقتًا طويلًا قد يصل إلى سبع سنوات، وتبدأ هذه العملية بتقييم الهجن في المحطات البحثية، حيث يتم فحصها في 3 محطات صغيرة في البداية، و اختيار الهجين الذي يثبت تفوقه في الإنتاجية مقارنة بالهجن الموجودة في السوق، بالإضافة إلى ذلك، يتم اختبار هذه الهجن للتأكد من مقاومتها للأمراض، وخاصة مرض الشلل الذي يعتبر من أخطر الأمراض الزراعية التي تؤثر على محصول الذرة الشامية.

تحسين إنتاجية الذرة
 


واوضحت النجاحات المتعددة التي حققها المعهد في تطوير أنواع جديدة من الذرة الشامية، والتي تمثل أحد المحاصيل الاستراتيجية الهامة، موضحةً أن الهدف الرئيسي من تنظيم فعاليات اليوم الحقلي، هو عرض مخرجات البحث العلمي، حيث تم تقديم هجينين جديدين للذرة الشامية هما "185" و"186"، اللذان يمتازان بإنتاجية عالية وتوفير في استهلاك المياه والموارد الأخرى مثل الأسمدة والمبيدات.


وأشارت إلى أن هذه الهجن الجديدة تساعد المزارعين في تحقيق إنتاجية أكبر مع تقليل المدخلات الزراعية، كما أن هذه الهجن تمتاز بقدرتها على توفير الغذاء للحيوانات بدون الحاجة إلى الحصاد الكامل للنبات، مما يعالج إحدى المشكلات الرئيسية المتعلقة بالأعلاف.

الاكتفاء الذاتى من الذرة
و من الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها معاهد البحوث الزراعية هو تقليل الاعتماد على الاستيراد، خصوصًا في مجالات مثل الذرة السكرية والذرة الحمراء، موضحة أن الذرة الحمراء تحتوي على نسبة عالية من البروتين والأنثوسيانين، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لمربي الدواجن لأنها تمنح صفار البيض لونًا مرغوبًا.
وأكدت على أن هذه الابتكارات العلمية تعزز من قدرة مصر على تحقيق اكتفاء ذاتي في مجالات حيوية، وتلبي احتياجات المزارعين والمستهلكين على حد سواء، هذه الجهود تسهم في تقليل استخدام العملة الصعبة المستعملة في استيراد الأعلاف، مما يخفف من العبء على الاقتصاد الوطني.

الحصاد الآلي
و من بين الاتجاهات الحديثة التي تسعى معاهد البحوث إلى تبنيها هو "الحصاد الآلي"، والذي يتطلب تطوير هجن تكون مناسبة لهذا النوع من الحصاد، مشيرةً إلى أن الهجن الجديدة يتم تطويرها بحيث تكون أعناق الكوز على ارتفاع منخفض، مما يسهل عملية الحصاد الميكانيكي، فيما يتم تصميم النباتات لتظل قائمة حتى بعد مرور 130 إلى 140 يومًا من زراعتها، دون تعرضها للسقوط أو الانحناء، مما يجعلها مناسبة للزراعة في المساحات الكبيرة التي تستخدم الميكنة الحديثة.

الحصاد
1. يتم الحصاد بعد 100 – 110 يومًا لجميع الأصناف الموصى بزراعتها 
2- أهم علامات النضج جفاف أغلفه الكيزان جفافًا طبيعيًا.
3- يمكن الاستفادة من عيدان الذرة الخضراء بعد الحصاد في عمل السيلاج.
4- الأساليب العلمية الحديثة في مواجهة التغيرات المناخية.

ومع التغيرات المناخية المستمرة، أصبحت الطرق التقليدية في زراعة الذرة الشامية أقل فعالية لذلك، يشدد الخبراء على أهمية اتباع أساليب الزراعة الحديثة التي تعتمد على البحث العلمي والابتكار، وهذه الأساليب تشمل استخدام نظم الري الحديث مثل الري بالتنقيط، الذي يساعد في ترشيد استخدام المياه وتجنب مشاكل الرطوبة الزائدة في التربة.

التصدي للتغيرات المناخية
1- الزراعة فى أنسب المواعيد.
2-الإهتمام بنظم ومواعيد الرى.
3- تطبيق برنامج مقاومة ومكافحة الأفات الحشرية.
4- التسميد بالكميات الموصى بها.
5- الحملات القومية والإرشادية لدعم المزارعين.

و تلعب الحملات القومية والإرشادية دوراً محورياً في توعية المزارعين بأهمية اتباع الأساليب العلمية في زراعة الذرة الشامية، من خلال هذه الحملات، يتم تقديم الإرشادات حول كيفية تحضير التربة، اختيار التقاوي، وإدارة الري والتسميد بشكل سليم، الهدف من هذه الحملات هو مساعدة المزارعين على تحقيق إنتاجية عالية وزيادة ربحيتهم، مع الحفاظ على جودة المحصول وتقليل الخسائر الناجمة عن الآفات والأمراض.
أكد الخبراء على أهمية محصول الذرة الشامية، الذي  يستخدم كعلف للحيوانات، إلى جانب كونه أحد مصادر الغذاء، وهو ما يحتم ضرورة اهتمام المزارعون بجودة المحصول ليس فقط من أجل زيادة الإنتاجية ولكن أيضاً لضمان أن المحصول يكون صالحاً للاستخدام في تصنيع الأعلاف الحيوانية باستخدام التقاوي المعتمدة واتباع الأساليب الزراعية الحديثة، يمكن للمزارعين تحقيق أقصى استفادة من محصول الذرة الشامية من حيث الكمية والجودة.
كما تشمل جهود الدولة في هذا الإطار، تطبيق نظام الزراعة التعاقدية وهو سعر الضمان الذي تضمن به الدولة للفلاح أقل سعر يمكن أن يبيع به المحصول، ويضمن له تحقيق الربح.

 

سد الاحتياجات الغذائية للحيوانات من سيلاج الذرة

أوضح مركز البحوث الزراعية أن استخدام الذرة الشامية في عمل السيلاج بالكيزان أدى إلى سد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية اللازمة للحيوانات، كذلك تم إجراء العديد من البحوث لدراسة جدوى إمكانية زيادة محصول حبوب الذرة الشـامية مـع اسـتخدام نبات الذرة بدون كوز في عمل السيلاج، وهو ما سيحقق كل الأهداف المميزات المرجوة من استخدام الذرة في انتاج محصولى الحبوب والسيلاج معاً.


وأوضحت نتائج البحوث التطبيقية في مجال تغذية الحيوان على محصول الذرة الشامية العديد من الحقائق العلمية والتى من أهمها أن متوسط إنتاج الفدان من نباتات الذرة الشامية المصنع سيلاج بالكيزان تصل إلى 25 طن مادة غضة "كثافة نباتية 30 ألف نبات" تعطى 5.7 طن مادة جافة بها 68% مركبات غذائية مهضومة أى تنتج ما يعادل 1.5 طناً من المركبات الغذائية المهضومة ، بينما يعطى فدان الذرة الشامية حوالى 15 طن من السيلاج المصنع من عيدان أو نباتات الذرة الشامية فقط بدون الموز وذلك يعطى 5.4 طن من المادة الجافة التي تحتوى على 58% مركبات غذائية مهضومة أي تنتج ما يعادل 6.2 طناً من المركبات الغذائية المهضومة ذلك بالإضافة إلى محصول حبوب يصل إلى 3.3 طن للفدان يمكن دخولها مباشرة فى علائق الدواجن والحيوانات للمساهمة في تقليص كميات الذرة الصفراء المستوردة، وبذلك يمكن أن يصل العائد النقدى من الفدان الواحد إلى ما يعادل عائد فدان ونصف على الأقل إذا ما استخدم في إنتاج محصول الحبوب وإنتاج السيلاج من العيدان الخضراء بدون كوز ، وقد يتضاعف ذلك العائد لدى المزارع عندما يستخدم محصول الحبوب الخضراء والسيلاج وتحويلها إلى لحوم وألبان.

آفات محصول الذرة

وهناك آفات تهاجم محصول الذرة، وتمثل هاجسًا مزعجًا للمزارعين، نظرًا لحجم الخسائر الاقتصادية المترتبة عليها، وهي المسألة التي تفرض ضرورة التعامل معها بوعي ودراية كاملين، حيث يصل عدد تلك الآفات 37 نوعًا في مختلف أنحاء العالم، سواء في الحقول أو المخازن، و في مصر يوجد 9 آفات رئيسية من بداية الزراعة وحتى الحصاد.


ويتعرض محصول الذرة الشامية للإصابة ببعض الآفات منذ الأسبوع الأول للزراعة، وأبرزها الدودة القارضة والحفار، بوصفها الأكثر شيوعًا بالنسبة لهذا المحصول، وتتوالى الإصابات بعدها بآفات أخرى مثل حشرة المن ودودة ورق القطن ودودة اللوز الأمريكية، ومؤكدًا أن الأخطر بينها هي الآفات التي تصيب الساق مثل دودة القصب الكبيرة والصغيرة ودودة الذرة الأوروبية.


بدأت دودة الحشد الخريفية في الانتشار منذ عام 2019 ، وأصبحت الآفة الأشد خطورة التي تهدد إنتاج محصول الذرة الشامية في مصر، وفي العديد من بلدان العالم بعد وصولها إلى إفريقيا عام 2016، وانتشارها السريع بأغلب دول القارة، حتى دخولها إلى الأراضي المصرية عام 2019.


و دودة الحشد الخريفية ليست جديدة، حيث تم اكتشافها لأول مرة عام 1797، وكانت حينها مستقرة في دول الأمريكتين منذ أكثر من 200 عام، ورغم أنها كانت موجودة لفترة طويلة، إلا أنها لم تغادر موطنها الأصلي، إلا في السنوات الأخيرة فقط، حيث مهدت التغيرات المناخية البيئة الملائمة لانتشارها ووصولها إلى مناطق جديدة مثل إفريقيا ومصر.


و وصلت دودة الحشد الخريفية إلى إفريقيا عبر الشحنات التجارية، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، و هذه الحشرة غير العادية، نظرًا لقدرتها على الطيران لمسافات طويلة جدًا، قد تصل إلى 100 كيلومتر في الليلة الواحدة، مما يجعل انتشارها سريعًا وواسع النطاق، بالإضافة إلى قدرتها على وضع ما يصل إلى ألفين بيضة فى دورة حياتها، مما يجعل انتشارها سريعًا وخطيرًا للغاية.


وأدركت الحكومة المصرية خطورة الوضع منذ البداية، وتم تشكيل لجنة احترازية لمجابهة دودة الحشد الخريفية، وهي لجنة تأسست بالتعاون بين معهد بحوث وقاية النباتات ولجنة مبيدات الآفات والإدارة المركزية لمكافحة الآفات، وتعمل تلك اللجنة على تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات والباحثين لمكافحة هذه الحشرة بطريقة فعالة ومنظمة.


و من بين الإجراءات التي تم اتخاذها، منع نقل الحشرة إلى المختبرات لأغراض بحثية خارج مناطق الإصابة، وذلك لمنع انتشارها السريع عبر محافظات مصر، وذلك بالتنسيق مع الجامعات وعمداء كليات الزراعة، لتوجيه الأبحاث إلى مناطق الإصابة فقط، في محاولة لحصر انتشار الآفة والسيطرة عليها.


ويشير الخبراء إلى اختلاف دودة الحشد الخريفية عما سواها من الآفات، بالنظر إلى سرعة انتشارها وقوة تأثيرها على المحصول، لأن هذه الآفة تتغذى على المحصول منذ مرحلة الإنبات، مما يجعل مكافحتها أمرًا بالغ الصعوبة، ويستدعي إلمامًا ووعيًا كبيرين من المزارعين لتجاوز مراحل الخطر والخسارة الاقتصادية.


وفي إطار الجهود المبذولة لتأخير انتشار دودة الحشد الخريفية، لجأت الفرق المختصة إلى استخدام المصائد الضوئية على الحدود الجنوبية مع السودان، لرصد تحركات تلك الآفة، و تحديد هذه المنطقة كمنطقة خطر محتمل بسبب قربها من منابع الحشرة المهاجرة، كما تم استخدام كميات كبيرة من المبيدات على الحدود الجنوبية لعرقلة تقدمها داخل الأراضي المصرية، وهو ما أتى بنتائج إيجابية وأدى إلى تأخير انتشارها إلى عمق البلاد.


وبالرغم من الجهود الحكومية المكثفة، إلا أنه يبقى دور المزارعين حاسمًا في مكافحة دودة الحشد الخريفية، وهي المسألة التي تستدعي رفع وعي المزارعين والارتقاء بخبراتهم تجاه كيفية التعامل مع هذه الحشرة المدمرة، وأبرز الإجراءات الاحترازية اللازمة التي يتوجب اللجوء إليها، وأبرز الأعراض الدالة على وقوع الإصابة واستراتيجيات رصدها واكتشافها في مراحلها المبكرة.

أصناف المحاصيل الحقلية صناعة مصرية 100%
 


من جانبه أكد  الدكتور خالد جاد وكيل معهد المحاصيل الحقلية، أن وزارة الزراعة تدعم الفلاح المصري بمليارات سنويا، مشيراً إلى أنها عززت على مدار السنوات الماضية من جهود دعم وتمكين الفلاح، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز التنمية وشريك رئيسي في تحقيق الأمن الغذائي، في ظل تعدد التحديات التي تواجه القطاع الزراعي على الصعيد المحلي والدولي.


أضاف: أنه تم تطبيق سياسات زراعية متكاملة وإطلاق العديد من المبادرات التي تضع الفلاح على رأس أولوياتها، ومساعدته على مختلف المستويات وتقديم العديد من التيسيرات له من أجل رفع واستدامة معدلات الإنتاج، وذلك من خلال الارتقاء بمقومات حياة الفلاح المصري، وميكنة الخدمات المقدمة له، والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة في المجالات الزراعية، ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية على هذا القطاع ، فضلاً عن دعم  الفلاح المحوري في إنجاح خطط التوسع في الرقعة الزراعية واستصلاح المزيد من الأراضي لتلبية الاحتياجات الغذائية وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، بما يسهم في تعزيز تحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة من المحاصيل الاستراتيجية.


وأوضح وكيل معهد المحاصيل الحقلية، أن مركز البحوث الزراعية  له دور هام في عملية دعم الفلاح، حيث يحتوي على العديد من المراكز البحثية المختلفة ، أحدها معهد المحاصيل الحقلية ويعتبر المعهد المسئول عن المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة ومحاصيل الحبوب كلها محاصيل الألياف المحاصيل البقولية الزيتية ، بمعنى أخر مسئول عن غذاء الإنسان بصورة مباشرة من خلال استنباط محاصيل رئيسية يعتمد عليها الإنسان  أو غير مباشر عن طريق استنباط محاصيل أخرى للحيوان.


أوضح جاد: المعهد ينتج ويستنبط أصناف جديدة ، من أجل خدمة ودعم الفلاح عن طريق زيادة الإنتاجية للمحاصيل وتقصير عمر المحاصيل، لافتا إلى أن المعهد حاصل على مرتبة عالمية في استنباط الأصناف الجديدة، القمح في الترتيب العالمي رقم 4 ، الأرز في المركز الأول في إنتاجيته، الذرة حاصلين على مركز متقدم.


أضاف أن المعهد له أصنافه متجددة وجيدة يوجد لدينا غزارة في إنتاج الأصناف ، والمزارعين ينتظرون الأصناف الجديدة التي سيتم طرحها وهذا دليل على نجاح المعهد  ، وكل أصناف المحاصيل الحقلية صناعة مصرية 100 % ، فالمعهد ينتج بذرة الأساس ويتم إعطائها للشركات والإدارة المركزية للتقاوي تنتج منها البذور المعتمدة للفلاحين وهذا يعتبر دور مهم في خدمة ودعم الفلاح.


وأكد أن معهد المحاصيل الحقلية مسئول عن أهم المحاصيل تهم المواطن المصري مثل القمح نجحنا في إحداث طفرة في الإنتاج من 8 أردب للفدان إلى 19 أردب للفدان و24 في الحقول الإرشادية والأرز والذرة أصبحت أصناف قصيرة العمر وكل هذا يدعم الفلاح في زيادة دخله وانتاجه من المحاصيل.


وتقوم وزارة الزراعة حاليا بالتوسع في تطبيق الزراعة التعاقدية  بالمحافظات وحث المزارعين عليها حيث تضمن الزراعة التعاقدية تحقيق الربح للمزارعين، وهذا دعم للفلاح مباشر حيث توفر للمزارع سعر ضمان حتى إذا انخفض السعر وقت الاستلام عن سعر الضمان المتفق عليه، بحيث يحصل عليه كاملاً، كما تضمن له أعلى سعر إذا ارتفع السعر عالمياً أو في السوق المحلية، حيث تم إصدار أسعار مستقبلية متفق عليها للمحاصيل الزراعية الداخلة في المنظومة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة