مع سعى كلا المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 لتوسيع قاعدة ناخبيهما استعدادا لمعركة نوفمبر، شهدت الحملة الانتخابية تراجعا فى بعض الاختلافات الرئيسية التقليدية بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى.
فعلى سبيل المثال، أعلنت المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة أنها تمتلك سلاحا، رغم القيود التى طالما نادى بها حزبها فيما يتعلق بحمل الأسلحة وامتلاكها، كما تعهد بتشديد أمن الحدود لوقف تدفق المهاجرين. فى حين تعهد منافسها الجمهورى دونالد ترامب بوضع حد لفوائد البطاقات الائتمانية وإجبار شركات التأمين على تغطية التلقيح الصناعى.
وعلقت وكالة أسوشيتدبرس على هذا الأمر اللافت فى موسم الانتخابات الحالى، وقالت إن الخطوط التى طالما حددت أولويات السياسة لكل حزب أصبحت غير واضحة مع سعى هاريس وترامب إلى توسيع تحالف ناخبيهما فى الأسابيع الأخيرة من الانتخابات التنافسية بقوة. وربما يكون هذا السباق معلقا على عدد الجمهوريين الساخطين فى المناطق الحضرية الذين سيصوتون لهاريس، وعدد من سيهاجر إلى معسكر ترامب من القاعدة التقليدية للحزب الديمقراطى، سواء الأمريكيين من أصل أفريقى أو اللاتينيين أو الشباب أو أعضاء الاتحادات العمالية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا دفع كلا المرشحين إلى تبنى مواقف كانت لتكون من قبل لعنة على قواعدهما الانتخابية، مما أدى إلى خلط الافتراضات القائمة منذ زمن بعيد بشأن القضايا التى يدافع عنها كل حزب.
وتقول تولسى جاباراد، نائبة الكونجرس الديمقراطية السابقة عن ولاية هاواوى والتى أصبحت حليفة لترامب، إن هناك مجموعة كبيرة من القضايا التى تجذب الناس لدعم الرئيس السابق، وبصراحة شديدة هذه القضايا طالما كانت أعمدة رئيسية للحزب الديمقراطى.
وهناك باربرا كومستوك، التى شاركت فى رئاسة حملة المرشحة الجمهورية السابقة نيكى هيلى هذا العام، أصبحت تدعم هاريس. وتشير نائبة الكونجرس السابقة عن ولاية فرجينيا إلى أنها شعرت بأنها أكثر تحالفا مع الديمقراطيين هذا العام، مشيرة إلى دعوة هاريس لتوسيع الإعفاء الضريبي لرعاية الأطفال، ودعم قانون للهجرة من قبل كلا الحزبين، وموقف السياسة الخارجية التى يتعارض بشدة مع إعجاب ترامب بقادة اجانب مثل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقالت كومستوك فى مقابلة مع أسوشيتدبرس: كجمهورية، أشعر كأن الديمقراطيين بجانبى الآن.
ويلفت تقرير الوكالة الأمريكية إلى أن ترامب خرج من قبل عن القيم التقليدية المحافظة للحزب الجمهوريى فى قضايا مثل التجارة والسياسة الخارجية طوال أغلب العقد الماضى. لكنه ذهب إلى مدى أبعد هذا العام، واختبر ولاء المحافظين اجتماعيا وأنصار الحكومة الصغيرة، بأجندة تقلل من معارضته للإجهاض وتدعو إلى تدخل حكومى كبير فى الرعاية الصحية والاقتصاد.
وقال ترامب الأسبوع الماضى إنها أراد أن تقوم الحكومة الفيدرالية بوضع حد لفوائد البطاقات الائتمانية عند معدل 10%، وهى الخطوة التى سرعان ما أغضبت المحافظين ماليا. وقال الشهر الماضى إنه يدعم قانون فيدرالى من شأنه أن يجبر شركات التأمين على الدفع مقابل عمليات التلقيح الصناعى، مما أحبط المحافظين اجتماعيا الذين يعتقدون أن الأجنة المستخدمة فى هذه العملية ينبغى أن يتمتعوا بحماية. وطالما صوت الجمهوريون فى الكونجرس ضد هذه القضية.
ورفضت تولسى جابارد أن تقول ما إذا كانت تعتبر ترامب محافظا، وبدلا من ذلك، وصفت نهجه السياسى بأنه منطقى.
فإلى جانب التلقيح الاصطناعى، أشارت إلى إصلاح العدالة الجنائية الذى يدعمه ترامب، والذى خفف من أحكام العديد من السجناء. كما أشارت إلى فلسفة السياسة الخارجية التى تسعى إلى تجنيب الولايات المتحدة التورط فى الصراعات الكبرى مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وذهبت جابارد إلى القول بأن الكثير من السياسيين المستقلين، والكثير من الديمقراطيين لا يعترفون بالحزب الديمقراطى اليوم، حيث لا يقف أى ديمقراطى فى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ ويقول إننا بحاجة إلى إنهاء الحرب فى أوكرانيا.
وكانت جابارد والديمقراطى السابق روبرت كينيدى من أبرز من انضوا إلى حملة ترامب فى محاولة للفوز بأصوات الديمقراطيين المستقلين الذين لم يحسموا موقفهم بعد.
فى المقابل، فإن هاريس استندت إلى برنامج أكثر تنظيما للتواصل مع الناخبين الجمهوريين. وفى الأيام الأخيرة، أقامت حملتها فعاليات حول حقوق الإجهاض وأمن الحدود وإنشار المشروعات الصغيرة بمشاركة مسئولين جمهوريين.
وخلال المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى الشهر الماضى، تحدث سبعة مسئولين جمهوريين، بينما تنفق جماعات أخرى الملايين من الدولارات لمساعدة هاريس على التواصل مع الجمهوريين الساخطين من بينها جماعة "ناخبون جمهوريون ضد ترامب"، ولجنة العمل السياسى "ضد الاضطراب النفسى".