قال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى، إن مصطلح التربية الإيجابية يعد من المصطلحات الحديثة، ويحمل جانب إيجابى ولكن خلفه معانى وأهداف غير مناسبة لدى المجتمع العربى بوجه عام و الشرقى بشكل خاص.
وأضاف استشارى الطب النفسى فى تصريح خاص لليوم السابع أن للتربية الصحيحة طرق وأساليب عديدة، منها الترغيب والترهيب أو ما يعرف بالثواب والعقاب، ولكن يجب أن يكون العقاب بحدود، فيقوم أولياء الأمور بتربية أولادهم دون ضرب أو تعنيف، كما أن الضرب العنيف غير موجود بالدين الإسلامى ولا أى ديانة أخرى.
وأوضح أن سمات التربية الإيجابية، تشمل: التوقف عن العمل المزعج بمجرد حضور الوالدين، والحديث مع الوالدين بصوت منخفض كما قال الله تعالى فى سورة الإسراء "فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
وأشار دكتور ابراهيم إلى أنه كما يوجد عقوق للوالدين يوجد أيضا عقوق للأبناء، ومن مظاهره عدم تعليم الأبناء بشكل سليم، وعدم وجود مسكن كامل يوفر للأبناء احتياجاتهم، بالإضافة إلى عدم اختيار اسم مناسب للأبناء والاعتماد على الأسماء التقليدية.
وأكد أن كل هذه العوامل يجب الاخد بها و توفيرها بشكل كامل للأبناء ضمن التربية الإيجابية، فضلًا عن السماع للأبناء ومعرفة المشاكل التى تحدث معاهم، فيصبح الوالدين هما محل أسرار الأبناء كما كان يحدث من قبل، فتجأهل الأهل لأبنائهم ضد مفاهيم التربية ويخلق فجوة بين الأهل والأبناء، فيتحول الأهل من مصدر إيمان الأبناء إلى مجرد مصدر للأموال.
وأوضح أن هناك أخطاء شائعة حول التربية الإيجابية، تتمثل فى تحمل الأهل مصاريف مادية بشكل زائد خوفا من اتهام الأبناء لهم بالبخل،كما أن عدم توبيخ الأبناء على التصرفات الخطأ من أكثر العوامل التى تساهم فى تشكيل الشخصية العدوانية للطفل.
ونوه أن مصطلح التربية الإيجابية يعنى كل شى إيجابى ومحفز يجعل الطفل أكثر أملًا وطاقة و احتوًاء من قبل الأهل وذلك يحدث عندنا يكون هناك تعاون بين الأسرة، والأخد بالأراء دون تعنيف.
وقال إن "السوشيال ميديا" جعلت التربية أكثر صعوبة مع الأطفال بشكل عام والمراهقين بشكل خاص، مضيفًا: "أصبح هناك دخيل بين الأبناء والأهل فى أخر 20 عامًا وهى السوشيال ميديا"، إذ جعل تصفح الأبناء للوسائط المتعددة والانفتاح الثقافى التربية أكثر صعوبة.
وأوضح الدكتور إبراهيم مجدى، خلال حديثه أن هناك بعض العوامل التى يمكن أن تساعد أولياء الأمور فى جعل طفلهم اجتماعيًا، منها مشاركة الطفل فى الأنشطة المختلفة ومنها الرياضية، الفنية، والثقافية، مشيرًا إلى أنه من الضرورى وجود شيخ يحفظ الأبناء القرآن الكريم كما تربى العديد من الأجيال على ذلك النمط، بالإضافة إلى عمل اشتراك للطفل فى نادى ليكون صداقات، و تشجيعه على المشاركة فى الأنشطة المدرسية (الإذاعة المدرسية، الموسيقى، كرة القدم....)، فضلا عن أن النقاش مع الأطفال دون عدوانية يساعد على تشكيل شخصيتهم الاجتماعية، فالرهاب الاجتماعى يأتى من الخوف من النقد والتوبيخ وخصوصًا من الأهل.
واختتم حديثه قائلًا: "التربية الإيجابية موجودة فى كل البيوت من زمان، ولا نحتاح إلى حد يعلمنا أساليب التربية الإيجابية الصحيحة، فهى تتمثل فى مصحابة الأهل للأبناء".