هيمنت قضايا الاقتصاد والهجرة والضرائب على النشاط الانتخابى لكلا المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، حيث ركزت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على الاقتصاد فى خطاب ألقته أمام فعالية للنادى الاقتصادى فى بيتسبرج بولاية بنسلفانيا وفى مقابلة أجرتها مع قناة MSNBC. في الوقت نفسه يستمر هجوم ترامب على المهاجرين وتعهد بطرد من دخلوا إلى الولايات المتحدة بموجب برنامجين أقرهما الرئيس جو بايدن.
وخلال المقابلة التى أجرتها هاريس مع MSNBC، قالت إنها ليست غاضبة من أى شخص لكونه ثريا، لكن ينبغى أن يدفعوا حصتهم العادلة. ووعدت هاريس بطريق جديد للطبقة المتوسطة للمضى قدما، وهاجمت منافسها الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب ووصفته بصديق المليارديرات وليس الأمريكيين الكادحين.
وقال هاريس إن الاقتصاد الأمريكى بالنسبة لترامب ينجح لو كان فى صالح من يمتلكون ناطحات السحاب الكبرى، وليس من يقومون ببنائها حقا. وسلمت حملة هاريس وثيقة سياسية مكونة من 80 صفحة تضمنت فصولا حول خفض الضرائب للطبقة العاملة والاستثمار فى المشروعات الصغيرة.
وفى خطاب ألقته امام النادى الاقتصادى فى بيتسبيرج، تحدثت عن مقترحها لخفض الضرائب على 100 مليون أمريكى، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات التى تزيد فرص العمل النقابية الجيدة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هاريس تستهدف على ما يبدو الناخبين المعتدلين فى الولايات المتأرجحة.
من جانبه، طرح ترامب خطة لجذب الشركات الأجنبية لإقامة مصانع لها فى الولايات المتحدة بعرض حوافز عليهم تشمل معدل ضرائب شركات أقل وأراض فيدرالية. لكن صحيفة نيويورك تايمز قالت إن هذا الاقتراح قد يتعارض مع الحقائق الاقتصادية الصعبة.
من ناحية أخرى، تعهد ترامب، أنه سيقوم، حال فوزه، بطرد مئات الآلاف من المهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بموجب برنامجين أساسيين نفذتهما إدارة الرئيس جو بايدن.
وخلال مقابلة مع فوكس نيوز، انتقد ترامب برنامجى الهجرة اللذين وضعتها إدارة بايدن بهدف تشجيع الناخبين على عدم القدوم مباشرة إلى الحدود الجنوبية لطلب اللجوء، وجعل المنطقة أقل فوضوية.
وقال ترامب إنه سيجعل أكثر من مليون شخص دخلوا الولايات المتحدة بموجب هذين البرنامجين يغادرون، وحذرهم قائلا: استعدوا للمغادرة لأنكم ستخرجون بسرعة جدا.
وكان ترامب قد وعد مرارا بشن حملة واسعة ضد المهاجرين فى حال إعادة انتخابه، بما فى ذلك تنفيذ عمليات ترحيل جماعية لهم. وكرر نفس التعهدات من قبل خلال حملاته الرئاسية من قبل. إلا أن عمليات الترحيل لم تتجاوز أبدا 350 ألف خلال توليه الرئاسة، بحسب وكالة أسوشيتدبرس.
وبموجب أحد البرامج التى وضعتها إدارة بايدن، فإن المهاجرين فى مناطق بعيدة مثل حدود المكسيك مع جواتيمالا يمكنهم استخدام تطبيق على الهاتف يسمى CBP One لتحديد موعد للحضور إلى معبر حدودى أمريكى رسمى لطلب اللجوء. وحتى الآن، استخدم 813 ألف مهاجر هذا النظام منذ إطلاقه فى يناير 2023.
كما أطلقت إدارة بايدن برنامج آخر العام الماضى سمح لـ 30 ألف شخص من كوبا وهايتى ونيكارجوا وفنزويلا بالحضور إلى الولايات المتحدة لو كان لديهم أحد الرعاة الماليين، واستطاعوا اجتياز فحص الخلفية وشراء تذكرة طائرة للقدوم إلى مطار أمريكى، بدلا من الحدود الجنوبية. وحضر إلى الولايات المتحدة بموجب هذا البرنامج نحو 530 ألف شخص.
وفى سياق أخر، وفى إطار التنافس الشديد بين كلا المرشحين فى الولايات الحاسمة، وهى 7 ولايات سيتسمح بشكل كبير الفائز فى سباق الرئاسة، تسعى المرشحة الديمقراطية لاستغلال فضيحة المرشح الجمهورى لمنصب حاكم نورث كارولينا مارك روبنسون من أجل تعزيز فرصها فى الفوز بالولاية التى لم تختار رئيسا ديمقراطيا منذ عام 2008.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن روبنسون تحول إلى نجم غير متوقع لجهود هاريس للفوز بهذه الولاية التى تعد من الولايات الحاسمة فى السباق الرئاسى الحالى، وتشير استطلاعات الرأى إلى أنها تميل للجمهوريين. وتم استغلال الأزمة التى يواجهها روبنسون بعدما تم الكشف عن أنه كتب منشورات على موقع إباحى قبل 10 سنوات تقريبا، ووصف نفسه بالنازى الأسود ودعا إلى عودة العبودية.
وأشارت الوكالة إلى روبنسون كان محور المحادثات بين المتطوعين فى حملة هاريس والناخبين عبر الهاتف وفى الطرقات. ولوح الديمقراطيون بلافتات تحذر من تطرف ترامب وربنسون فى مؤتمراتهم الصحفية. بينما حذرت الحافلات التى تحمل اللافتات الإعلامية وتجوب المدن الكبرى من أن روبنسون، الذى يشغل حاليا منصب نائب الحاكم، غير متزن. وأطلقت حملة هاريس إعلانا تلفزيونيا جديدا يسلط الضوء على تاريخ إشادة دونالد ترامب بروبنسون.
ويراهن الديمقراطيون على أن الورطة الاستثنائية التى يواجهها روبنسون يمكن أن تمنح هاريس التقدم الذى تحتاجه لصناعة التاريخ.
ويعترف كلا الحزبين ان انتصار هاريس فى نورث كارولينا سيجعل طريق ترامب إلى الرئاسة أكثر صعوبة بشكل هائل. واعترف المرشح الجمهورى نفسه بالمخاطر الكبيرة خلال فعالية انتخابية الأربعاء، حيث قال أثاء زيارته لمصنع فى منطقة تشارلوت: لقد فزنا بنورث كارولينا مرتين، وسنفوز بها مرة أخرى. ولو فزنا بكارولينا الشمالية، سنمضى فى طريقنا.