لاتزال الأسئلة تراود الكثيرين حول عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وكيف تمكن جيش الاحتلال من التوصل إلى مكان نصرالله، وتحديد التوقيت بدقة .
نُفذت العملية التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم "النظام الجديد"، بينما كان كبار ضباط حزب الله في المقر، وكانوا يشاركون في تنسيق العمليات ضد إسرائيل.
تؤكد تقارير إسرائيلية نقلتها وسائل إعلام من بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الموساد بدأ في التخطيط لشن عملياته الأخيرة ضد حزب الله منذ أكثر من عقد، درس خلالها نقاط القوة والضعف لدى الجماعة، ونفذ سلسلة من العمليات المباغتة على الأرض، وفقاً لمسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن المعلومات الاستخباراتية حددت تحركات نصر الله ورفاقه تحت الأرض، وبناء علي تلك المعلومات تمكن الجيش الإسرائيلى من تحديد القوة التدميرية اللازمة لاختراق التحصينات والوصول إليه في مخبأه.
تحديد المخبأ السرى
كما أن المعلومات الاستخباراتية المقدمة للجيش وتحديدا سلاح الجو الإسرائيلي، حددت الموقع الدقيق للغرفة التي اجتمع بها نصر الله مع كبار قادة حزب الله، وأيضاً عمق المخبأ الذي كانوا يلجأون إليه لإبرام اجتماعات مهمة، ووضع خطط في محاولة لصد هجمات إسرائيل.
وتمكن الطيارون الإسرائيليون من حساب الزوايا التي يجب أن تضرب بها القنابل، والارتفاع الذي يجب إطلاقها منه، للوصول إلى الجزء من المخبأ حيث يوجد "الصيد الثمين".
إن الحصول على هذه المعلومات احتاج سلسلة من العمليات الاستخباراتية تم تنفيذها على مدى سنوات.
من أين حصلت على المعلومات؟
هناك ثلاثة مصادر أساسية لهذه المعلومات حول نصرالله، هي الوحدة 504 في الجيش الإسرائيلي، التي تجمع معلومات من مصادر بشرية على الأرض.
والوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، التي تمد الاستخبارات العسكرية بمعلومات دقيقة عبر وسائل تكنولوجية حديثة.
الوسائل البصرية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي لتحديد إحداثيات ومواقع، إذ يعتمد في الغالب على طلعات الطائرات المسيّرة فوق لبنان، لا سيما الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
وهذه المعلومات تم تقديمها للقوات الجوية للتخطيط للهجمات، ومنها ضربة الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت التي استشهد بها نصر الله وقادة آخرون في حزب الله.
أنواع الأسلحة المستخدمة
أما عن أنواع الأسلحة المستخدمة في عملية اغتيال حسن نصرالله ، فذكرت تقارير إسرائيلية أن الحديث يتركز الآن على استخدام قنابل تزن أكثر من 2000 رطل، في حين أنه لا تفاصيل كثيرة عن طبيعة العملية التي حصلت.
بدأ الهجوم بعد إسقاط طائرات سلاح الجو 80 قنبلة خارقة للتحصينات، من نوع "هايفي هايد" MK84 ، حيث تزن الواحدة طناً، بحسب تقرير لـ"هيئة البث الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن القنبلة قادرة على اختراق التحصينات، بعمق يراوح ما بين 50 إلى 70 متراً تحت الأرض.
والانفجار الناتج عن العملية سوى مساحة أكبر من كتلة المدينة بالأرض.
ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، يحتفظ الجيش الإسرائيلي في ترسانته بقنابل موجهة أمريكية الصنع، تزن 2000 رطل ومصممة خصيصاً لضرب الأهداف تحت الأرض.
وقال ريتشارد وير، الباحث في الأزمات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، إن "الانفجارات كانت متسقة مع تلك الفئة من القنابل"، كما رجحت شبكة "سي إن إن"، أنه بالنسبة لحجم الضربة، يُعتقد أنها شملت قنابل تزن 2000 رطل، ما يعتبر أمراً متناسباً مع خطورة اللحظة.
وبالنسبة للأسلحة الأخرى المستخدمة، قال الخبير السابق في الجيش الأميركي، تريفور بول، للشبكة إنه "مع مستوى الضرر، من الصعب تحديد الذخائر والكمية الدقيقة، لكن من المحتمل استخدام قنابل متعددة أو قنابل Mk 84s، أو MPR-2000، أو BLU-109، أو مزيج منهم".
وتسبب مثل هذه القنابل أضراراً جسيمة للأهداف التي تصيبها، مما يجعل تحديد الضحايا صعباً للغاية، إذ أن شدة الانفجار مع الحرارة المتولدة والحطام الكثيف، تعقد الجهود الرامية إلى تأكيد عدد الضحايا، خاصة عندما يكون الهدف مدفوناً تحت طبقات ضخمة من الركام.
الوحدة 119
الوحدة التي نفذت العملية، هي "الوحدة 119" في سلاح الجو بالجيش الإسرائيلي، المعروفة باسم "بات"، فيما الطائرات التي نفذت الهجوم هي طائرات "إف 15".
وبحسب "القناة 13" الإسرائيلية، فإن المقر الرئيس لحزب الله، كان يوجد في الطابق 14 تحت الأرض.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن إسرائيل، شديدة السرية بشأن الأسلحة الموجودة في مخزونها، ولم يستجب المتحدثون الحكوميون الذين يحمون هذه المعلومات بشدة لطلبات التعليق.
وأوضحت أن إسرائيل أنتجت الكثير من الأسلحة في العام الماضي، حتى أنها تمكنت من تصدير بعضها، رغم الحرب في غزة التي بدأت في أكتوبر الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل قد بنت مخزوناتها لدعم صراعات متعددة في وقت واحد، خاصة إذا حشدت إيران مجموعاتها المتحالفة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لضربها في نفس الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة