تعقد الثلاثاء، مناظرة نائب الرئيس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بين الديمقراطى تيم والز والجمهورى جي دى فانس، فى مواجهة يشير المحللون إلى أنها ربما يكون لها دورا فى التأثير على الناخبين، وهو أمر غير معتاد، فى ظل كونها أخر الأحداث الهامة فى سباق البيت الأبيض قبل التصويت فى الانتخابات فى الخامس من نوفمبر المقبل.
وتقول وكالة أسوشيتدبرس إن كلا المرشحين ربما يكون أمامهما فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسى فى المناظرة الأولى والوحيدة التى تجرى بينهما.
وذكرت الوكالة أن المختارين لمنصب نائب الرئيس عادة ما يقومون بدور الهجوم السياسى الموجه ضد الخصوم حتى يستطيع شركائهم فى الترشح، المرشحون الرئاسيون، أن يرتقوا فوق الشجار السياسى. لكن الأمر لم يكن كذلك على وجه التحديد منذ أن قلب ترامب العادات السياسية.
إلا أن والز، حاكم ولاية مينسوتا الديمقراطى، استطاع أن يبرز على الصعيد الوطنى الأمريكى بعد أن وصف خصميه الجمهوريين، ترامب وفانس، بأنهما "غريبى الأطوار". فى حي أن الأخير، سيناتور أوهايو قد هاجم الديمقراطيين وهاريس فى قضية الههجرة ونشر مزاعم لا أساس لها بشأن قيام مهاجرين من هايتى بخطف وأكل الحيوانات الأليفة، وهى القصة التى رددها ترامب فى مناظرته أمام هاريس فى وقت سابق هذا الشهر.
مهمة نائب الرئيس
وفيما يتعلق بالدور التقليدى لنائب الرئيس الأمريكى، تقول أسوشيتدبرس إنه يترأس مجلس الشيوخ وله سلطة كسر التعادل، مثلما فعلت هاريس نحو 33 مرة، وهو رقم قياسى.
كما أن نائب الرئيس يترأس عملية التصديق على نتائج الانتخابات فى الكونجرس، وهو دور احتفالى، مثلما فعلى نائب الرئيس السابق مايك بنس بعد أحدث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، فى محاولة لعرقلة التصديق على فوز جو بايدن فى انتخابات 2020، وصاح بعض أنصار ترامب حينئذ "اشنقوا مايك بنس".
وتظل المهمة الأساسية لنائب الرئيس هى تولى المسئولية فى حال ما أصاب الرئيس الامريكى مكروه. وقام بهذا الدور تسعة نواب بعد وفاة الرئيس أو تركه منصبه، كان آخرهم جيرالد فورد الذى أصبح رئيسا بعد استقالة ريتشارد نيكسون فى 1974.
ويحدد التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكى، والذى تم التصديق عليه فى عام 1967، القواعد الخاصة بهذا الشأن، وينص على أن نائب الرئيس يصبح رئيسا فى حالة الإطاحة بالرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته. ويسمح للرئيس والكونجرس بتعيين والموافقة على نائب رئيس جديد لو أصبح المنصب شاغرا.
ويقول جول جولدشتاين، مؤرخ نواب الرئيس فى الولايات المتحدة إن محاولتى الاغتيال اللتين تعرض لهما ترامب مؤخرا تزيدان من أهمية خلافة نائب الرئيس. لكنه أوضح أن العديد من الناخبين ينظرون إلى المرشحين لمنصب نائب الرئيس باعتبارهما تابعين للمرشحين اللذين اختاراهما ، وليس بالضرورة رؤساء محتملين فى المستقبل.
وتقول أسوشيتدبرس إن المرشحين لمنصب نائب الرئيس نادرا ما أحدثوا فارقا فى الانتخابات الأمريكية، لكن الأمر قد يكون مختلفا هذا العام.
الناخبون يصوتون للمرشح الرئاسى وليس النائب
وتشير التحليلات التاريخية التى أجراها مارك جونز، أستاذ العلوم السياسية فى جماعة رايس فى هيوستن، إلى أن الناخبين لا يتأثرون حقا بالمرشح لمنصب نائب الرئس. وحتى فكرة استخدام هذا الاختيار لإحداث توازن فى التذكرة الرئاسية، مثل ترشح أول امرأة ملونة ورجل أبيض فى اختيار هاريس لوالز، قد يكون مبالغا فيها أيضا. وأشار إلى أن الأدلة توضح أن الناخبين يصوتون للمرشح الرئاسى وليس النائب.
لكن أحد الأسباب التى تشير إلى احتمال حدوث تغيير فى مناظرة نائب الرئيس هذا العام هو أن هاريس وترامب لم يجريا سوى مناظرة واحدة، بما يعنى أن مناظرة نائب الرئيس ستكون الفرصة الأخيرة قبل يوم الانتخاب لكى يرى الناخبون كلا المرشحين يتنافسون بشكل مباشر
أبرز مناظرات نائب الرئيس
ومن أبرز مناظرات نائب الرئيس فى التاريخ الأمريكى، وفقا لأسوشيتدبرس، مناظرة هاريس نفسها مع مايك بنس فى سباق 2020، عندما رفضت مقاطعته لها وقالت بصرامة "إننى أتحدث". كذلك مناظرة المرشحة الجمهورية سارة بالين والديمقراطى جو بايدن فى سباق 2008، وكانت بالين ذات شعبية مثيرة فى هذا الوقت. وخلال المناظرة اقتربت بالين من بايدن وقالت له "هل يمكننى أن أناديك جو"، خشية أن تناديه خطأ أوباما.