تستمر أزمة المناخ فى تهديد دول العالم ، حيث تصدرت أوروبا وخاصة دول جنوب ووسط القارة قائمة الدول الأكثر تضررا جراء تسارع عملية التغير المناخي بسبب إعصار بوريس الذى يعتبر الأسوأ منذ عقدين ، كما ضرب إعصار جون المكسيك وأدى إلى مصرع 29 شخص بالإضافة إلى انهيارات أرضية وسقوط مئات المبانى ، بجانب حرائق ضخمة فى منطقة الأمازون من بوليفيا والبرازيل.
وتستمر الفيضانات في تدمير أجزاء من أوروبا بينما يواصل إعصار بوريس مسار الدمار، وتم إجلاء حوالي 1000 شخص في شمال إيطاليا بعد هطول أمطار غزيرة وفيضانات شديدة، كما أودت هذه الفيضانات بحياة 24 شخصا في رومانيا وبولندا والتشيك.
وتعهد الاتحاد الأوروبى بتقديم المساعدات للمناطق المتضررة، وقالت فون دير لاين إنه سيتم توفير 10 مليارات يورو (11.16 مليار دولار) من أموال التماسك في الاتحاد الأوروبي وسيتم رفع بعض الشروط التي تصاحب عادة مثل هذه الأموال، مثل التمويل المشترك من قبل الدول،وقالت أيضًا إن أموال صندوق التضامن الأوروبي، الذي يدعم الدول الأعضاء المتضررة من الكوارث الطبيعية، سيتم استخدامها لإعادة بناء البنية التحتية.
وقررت السلطات الإيطالية إغلاق المدارس في مقاطعات بولونيا وفورلي تشيزينا وريميني ورافينا، وفاضت الأمطار الغزيرة أنهارا مثل نهري سيريو ومارزينو، مما أدى إلى إحداث دمار في بلدات مثل كاستل بولونيزي وفاينزا.
وفي جمهورية التشيك، تعرضت مناطق جديدة للتهديد مع استمرار الفيضانات العارمة، وتم الإبلاغ عن وفاة شخص آخر في الشمال الشرقي، في منطقة متضررة بشدة، مما يرفع عدد القتلى هناك إلى خمسة.
وقامت طائرات الهليكوبتر بتوزيع المساعدات الإنسانية بينما شارك الجنود وخدمات الطوارئ فى جهود التنظيف والإنعاش.
المكسيك
كما أدى إعصار جون إلى اثارة الفوضى فى مدن المكسيك ، وارتفعت وفيات إعصار جون ، إلى 29 شخصا، مع حدوث انهيارات أرضية فى مدينة أكابولكو مما أدى إلى انهيار 5 مبان وتدمير 10 سيارات، وتم إجلاء 332 شخصا، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إغلاق المدارس وتم إجلاء حوالى 1000 شخص من سكان ساحل مدينة أكابولكو فى مراكز الإيواء، وأعلنت أمانة البنية التحتية والاتصالات والنقل (SICT) عن حالة شبكة الطرق السريعة الفيدرالية بعد الإعصار، وأنه كان هناك انقطاع كامل للحركة في جيريرو بسبب الانهيارات الأرضية في المنطقة، وفشل الصرف الصحي، وتساقط الأشجار والانهيارات الأرضية في الأقسام التالية.
البرازيل
وفى البرازيل ، حذرت وكالة المياه الوطنية، من أن سيناريوهات الأرصاد الجوية المائية لعام 2024 تشير إلى إمكانية الوصول إلى "مستويات أكثر خطورة في أكتوبر ونوفمبر"، حيث أفادت أن العديد من روافد نهر الأمازون، أحد أطول وأقوى روافد العالم، في "وضع حرج لنقص المياه" بسبب الجفاف الشديد والتاريخى، الذي أثر على البرازيل.
وأشارت صحيفة بولسو البرازيلية إلى أن نهرا إيريري وشينجو، اللذان يغذيان الطاقة الكهرومائية المهمة في سد بيلو مونتي الضخم، أصبحا أقل من المستويات الدنيا لهذا الوقت من العام، وفقًا لوكالة المياه الوطنية (ANA)، التي أعلنت "حالة حرجة من ندرة الموارد المائية" في المنطقة.
ويولد سد بيلو مونتى 11% من طاقة النظام الوطنى المتكامل وتسجيل تدفقات طبيعية أقل بكثير من تلك التى لوحظت فى عام 2023 ، وقريبة من الحد الأدنى التاريخى.
وتعاني منطقة الأمازون البرازيلية مرة أخرى من الجفاف الشديد الذي يهدد بالتفاقم في الأشهر المقبلة، والذى يعتبر الأسوأ منذ عام 1950، وفي ماناكيري، بالقرب من ماناوس، توجد بالفعل قيعان أنهار جافة وأسماك محاصرة ونحو عشرين مجتمعًا ريفيًا معزولًا، حسبما قالت صحيفة "انفوباى " الأرجنتينية.
بوليفيا
كما هو الحال فى بوليفيا ، فقد أعلنت الحكومة حالة "الكارثة الوطنية" بسبب الحرائق التي دمرت مساحات شاسعة من الغابات الواقعة شرقي البلاد، وقال رئيس بوليفيا، لويس آرسي، اليوم الثلاثاء، إن حكومته تبذل قصارى جهدها من أجل السيطرة على هذه الحرائق بكافة الموارد المتاحة لديها منذ شهر يونيو الماضي.
وحذر أحدث تقرير رسمي من السلطة التنفيذية، من تدمير 3.8 مليون هكتار من الغابات والأراضي العشبية في البلاد.
وكانت بوليفيا قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي حالة الطوارئ الوطنية بسبب حرائق الغابات، وهي الخطوة التي من شأنها تسهيل تقديم المساعدة بشكل أكثر مرونة وفعالية من الدول الصديقة، بالإضافة إلى التعاون الدولي.
تحذيرات من ارتفاع معدل حرارة المحيطات
أعلن مرصد "كوبرنيكوس" التابع للمفوضية الأوروبية أن معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات تضاعف تقريبا منذ عام 2005، مشيرا فى تقرير له إن أكثر من خمس سطح محيطات العالم شهدت موجة حر شديدة عام 2023.
ومن جانبها، أكدت عالمة المحيطات "كارينا فون شوكمان"في مؤتمرعقد عبر تقنية "الفيديو كونفراس" خلال تقديم التقرير الثامن عن حالة محيطات كوبرنيكوس، أنه "منذ عام 2005 تقريبا، تضاعف معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات"، وفقا لصحيفة لابانجودريا الإسبانية
وقالت جويس كيمتوال، الباحثة فى معهد جرانثام للتغير المناخي والبيئة في إمبريال كوليدج لندن: "مرة أخرى، تسلط هذه الفيضانات الضوء على الآثار المدمرة للاحتباس الحرارى العالمى الناجم عن الوقود الأحفورى".