استُشهد 58 مواطنا فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، فجر الأربعاء، في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
أكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية أن الطواقم الطبية انتشلت 58 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء وعشرات الجرحى بعد توغل بري وقصف جوي شنه جيش الاحتلال على المناطق الجنوبية الشرقية من خان يونس تحديدا أحياء معن وقيزان النجار والمنارة، مشيرة إلى أن الشهداء الفلسطينيين من عائلات الزرد والآغا وأبو طه والفرا.
وقالت عائلة الصحفي الفلسطيني أحمد الزرد، إن عددا من أفراد العائلة استُشهدوا، منهم شقيقه وعمه وأبناء عمه، فيما أصيب أحمد بجروح بليغة إلى جانب والدته وشقيقه، ونقل لاحقا إلى المستشفى الأوروبي برفقة والدته و6 آخرين من عائلته غالبيتهم وصفت جروحهم بالخطيرة.
وأفاد أقاربه بأن الصحفي الزرد مصاب في ظهره، ووالدته مصابة وفقدت الوعي.
واستشهد صباح اليوم ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات في قصف مدفعي صهيوني على بلدة خزاعة شرقي خانيونس.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني أنه انتشل 25 شهيداً في قصف الاحتلال مدرسة مسقط التي تؤوي نازحين بحي التفاح ومعهد الأمل للأيتام بحي الرمال في مدينة غزة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية وصول عدد كبير من الشهداء الى مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي، من منطقة معن وحي المنارة جنوب شرق خانيونس جنوب القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة.
وانتشل الدفاع المدني الفلسطيني 6 شهداء وعدد من المصابين من منزل عائلة قصفه الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
واستشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب عدد آخر بقصف الاحتلال منزلاً بجوار مدرسة تؤوي نازحين في بلدة السوارحة وسط قطاع غزة.
كما أشارت المصادر إلى ارتقاء 3 شهداء فلسطينيين من عائلة إصليح في التوغل الإسرائيلي المستمر على حي المنارة جنوب مدينة خانيونس.
فيما أعلنت الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,689، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 96,625 منذ بدء العدوان الإسرائيلي، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت الصحة الفلسطينية إلى أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 51 شهيدا و165 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
في رام الله، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، بأشد العبارات قصف مدرسة السوارحة وخيام النازحين في مخيم النصيرات، الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء.
كما أعرب فتوح عن استنكاره الشديد للمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة معن والمنارة وحي الفخاري شرق مدينة خان يونس، بعد اجتياح استمر لمدة 12ساعة، مشيرا إلى أن هذا العدوان الوحشي أسفر عن استشهاد أكثر من 45 شخصاً، بينهم نساء وشيوخ، إضافة إلى مئات الجرحى. وأكد أن الضحايا تم إعدامهم وهم في فراشهم، وأن الطائرات المسيرة أطلقت النار بشكل مباشر على المدنيين العزل، بينما لا يزال العشرات تحت الأنقاض.
ووصف فتوح ما جرى شرق خان يونس بأنه "مجزرة وإبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج" بحق مواطنين عزل، مشيرًا إلى أن أفرادًا من أسر كاملة تعرضوا لعمليات إعدام دون رحمة. وأضاف أن هذه الجرائم الدموية تعكس سياسات الاحتلال التي تعتمد على القمع والقتل بلا تمييز، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية ملحة.
وأكد فتوح أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال عدوانه الأخير على خان يونس وعدة مناطق أخرى في قطاع غزة، مستهتراً بالمواثيق والأعراف الدولية، ومنتهكاً حقوق الإنسان بشكل صارخ.
ودعا إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال، مطالبًا بتفعيل جميع الآليات القانونية الدولية، بما في ذلك محكمة جرائم الحرب، لإصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن هذه الجرائم من حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل.