حالة من الجدل تسيطر على الجمهوريين في الولايات المتحدة بعد أن وصل الخلاف حول الحق في الإجهاض الى داخل منزل دونالد ترامب مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة الامريكية التي على بُعد أسابيع قليلة بعد أن ظهرت ميلانيا ترامب زوجة ترامب على الساحة السياسية بعد اختفاء طويل أثار علامات استفهام عدة بشأن غياب السيدة الأولى السابقة عن حملة زوجها للعودة للبيت الأبيض، إلا أنها ظهرت بعد فترة من محاولة اغتيال ترامب الثانية كشفت فيها عن الجانب الخفي من زوجها وأدانت الحادثتين.
ومؤخرا، أعلنت ميلانيا ترامب عن تأييدها لحق الإجهاض، فى موقف معارض تماما لموقف حزب زوجها الذى يعمل على فرض قيود مشددة على هذا الإجراء، ووصفت الصحف العالمية الإعلان الذي كشفت عنه في مذكراتها المنتظرة التي ستنشر الثلاثاء المقبل قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية بعنوان "ميلانيا"، بأنه غير عادى، وهو أنها داعمة لحق المرأة فى التحكم بجسدها، بما فى ذلك الحق فى الإجهاض.
وكتبت ميلانيا فى مذكراتها تقول: "من الضرورى ضمان أن تتمع النساء بالاستقلالية فى اتخاذ القرار بشأن تفضيلاتهن لإنجاب أطفال، بناءً على قناعتهن الخاصة، بعيداً عن أى تدخل أو ضغط من الحكومة .. لماذا يجب أن يكون لأى شخص غير المرأة نفسها سلطة تحديد ما تفعله بجسدها. فحق الحرية الفردية الأساسى للمرأة، وحياتها الخاصة يمنحها السلطة لإنهاء الحمل إذا أرادت ذلك".
وتابعت قائلة: "تقييد حقوق المرأة فى اختيار ما إذا كانت ستنهى حملا غير مرغوب فيه هو نفسه حرمانها من التحكم فى جسدها الخاص" وأكدت ميلانيا أنها حملت هذا الاعتقاد معها طوال حياتها البالغة.
وعند سؤاله عن الامر في مقابلة مع فوكس نيوز، أشار الرئيس السابق دونالد ترامب إنه أخبر زوجته أنها "يجب أن تكتب ما تؤمن به" فيما يتعلق بموقفها بشأن الإجهاض، وقائلا: "لقد تحدثنا عن ذلك، وقلت، 'عليك أن تكتبي ما تؤمنين به. لن أخبرك بما يجب عليك فعله. عليك أن تكتبي ما تؤمنين به".
واضاف: "إنها محبوبة للغاية. الناس يحبون سيدتنا الأولى السابقة، يمكنني أن أخبرك بذلك، لكنني قلت، 'عليك أن تلتزمي بما يمليه عليك بقلبك .. انا أقول ذلك دائما وللجميع .. عليك ان تتبع قلبك"
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب إنه سيستخدم الفيتو ضد حظر الإجهاض الفيدرالي إذا وصل إلى مكتبه، وجادل بأن الولايات يجب أن تقرر قوانين الإجهاض الخاصة بها، مع الحد الأدنى من التدخل الفيدرالي، رغم أنه يقول إن تفضيله هو استثناءات الإجهاض في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو عندما تكون حياة الأم في خطر.
وعلقت حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على تصريحات ميلانيا ترامب، حيث قالت المتحدثة باسم حملة هاريس، سارافينا تشيتيكا، في بيان: "للأسف بالنسبة للنساء في جميع أنحاء أمريكا، فإن زوج السيدة ترامب يختلف معها بشدة"، وأشارت تشيتيكا إلى أن رئاسة ترامب أدت إلى فرض قيود وحظر الإجهاض في العديد من الولايات.
ميلانيا .. سلاح ترامب السري
أصيب عدد كبير من انصار ترامب بالصدمة بعد تصريحات ميلانيا التي لا تتفق مع زوجها والتوقيت الحرج للإعلان عنها، وشبه البعض اعلان ميلانيا بمثابة صب البنزين على مجهودات ترامب وحملته خلال الفترة الماضية واشعالها بعود ثقاب، بعد ان كانت زوجة رجل يُشاد به لمساعدته في إلغاء قضية رو ضد وايد وهي أكبر فوز لنشطاء مناهضي الإجهاض منذ أكثر من نصف قرن.
قالت الناشطة الرائدة في مجال الدفاع عن الحياة كريستيان هوكينز إنه "من الصعب اتباع منطق" السيدة الأولى السابقة التي أصدرت كتابًا وصفته انه "يقوض رسالة زوجها للناخبين المؤيدين للحياة"، قبل أسابيع فقط من الانتخابات.
وأشار خبراء الى ان الامر قد يكون بعيدًا عن كونه خطأ عرضيًا وهو بمثابة أصل مدروس بعناية لتعزيز المرشح الجمهوري قبل شهر واحد من يوم الاقتراع فيما يبدو ان ميلانيا هي السلاح السري لمعسكر ترامب.
مع فقدان زوجها للدعم بين الناخبات بسبب نفوره من تخفيضه للحماية الإنجابية بسبب خطابه حول الهجرة، فإن السيدة ترامب، 54 عامًا، و256 صفحة من الطمأنينة الهادئة هي القوة الناعمة التي تحتاجها السياسة التي يراها عدد من الأمريكيين متشددة الى حد ما.
قبل أسابيع من ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع، أصرت السيدة ترامب على أنها تختلف أحيانًا مع الرئيس السابق بشأن القضايا السياسية، وهي لا تخشى التعبير عن مظالمها - والأهم من ذلك - عندما يتعلق الأمر بالدفع، فإنه يستمع إلى نصيحة زوجته الساحرة، التي أكسبتها أزياؤها وحسها الفكاهي الساخر أتباعًا مخلصين في حد ذاتها.
قال الخبير السياسي كريستوفر جالديري: "إن توقيت صدور هذا قبل شهر من الانتخابات يجبر الانتباه ليس فقط على ما فعله ترامب في تلك المجالات، ولكن على فكرة وجود هذا التأثير المعتدل"، واضاف: "لا أعلم ما إذا كان ذلك سيحرك الكثير من الأصوات، لكنني أعتقد أنه يستهدف إلى حد كبير نوع الناخبين الجمهوريين الذين يريدون خفض الضرائب، فهم يعتقدون أن اللوائح التجارية مرهقة للغاية، لكنهم غير سعداء بسياسة الإجهاض، وغير سعداء بالطريقة التي تحدث بها ترامب عن الهجرة وتعامل معها".