مع مرور عام على الحرب الإسرائيلية في غزة، في 7 أكتوبر أصبحت الدول الأوروبية أكثر انتقادا لإسرائيل، التي تخسر الرهان على تلك القارة، نتيجة للانتقادات المتزايدة للعمليات العسكرية التي تنفذها في قطاع غزة ، والمجازر الإسرائيلية ضد المدنيين، على الرغم من تعرض الاتحاد الأوروبى للانتقادات من عدم التوصل إلى توافق وإصدار بيان مشترك ضد إسرائيل.
وقالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية في تقرير لها إن الاتحاد الأوروبى كان يعد شريكا أساسيا لإسرائيل ولكن سرعان ما تحول الوضع إلى أن أصبح داعما مهما لفلسطين من خلال المساعدات لفلسطين، فأصبح المانح الدولى الرئيسى لها، حيث وصلت تلك المساعدات إلى مليار و177 مليون يورو ، وهى أحدث البيانات.
كما كان اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية مؤشرا على تغير نظرة الدول الأوروبية تجاه إسرائيل، التي أصبح تخسر الرهان على القارة نتيجة للانتقادات المتزايدة للعملية العسكرية التي تنفذها في قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن مركز الثقل السياسي الأوروبي بات يبتعد عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث عرضت حكومات أوروبية دعما للمحكمة الجنائية الدولية ، بعد أن طلبت إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت.
ووفقا للتقرير الإسبانى فإن الاتحاد الأوروبي، قبل الحرب، يقترب أكثر من إسرائيل، من خلال شراكات مهمة مالياً وسياسياً وتجارياً وعلمياً، إلا أن الحرب والطريقة التي تطورت بها تسببت في تغير موقف الكثير من الدول الأوروبية تجاه إسرائيل، وأدت إلى تباعد كبير بينهما.
وتضاءل التعاطف والدعم الذي أظهرته أوروبا تجاه إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر مع استمرار الحرب، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا وإجبار معظم سكان غزة على الفرار من منازلهم.
وبشكل عام، يقوم الاتحاد الأوروبي بتوحيد الإعانات والتمويل المختلط والائتمانات. وتخضع هذه الأخيرة، في الواقع، لقواعد وأنظمة محددة، مثل تفويض القروض الخارجية لبنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، والتي ستسمح للاتحاد الأوروبي "بتعزيز الاستثمار العام والخاص بشكل استراتيجي"، وفقًا للمفوضية إلى ذلك، أكد أن هناك "أدوات مراقبة في جميع الحالات" للتأكد من أنه "تم الاستخدام المناسب للمساعدات". ويتم وصول الأموال إلى فلسطين من خلال ثلاث قنوات مختلفة: التمويل المباشر، ودعم اللاجئين، والمساعدات التنموية.
وتطالب الكتلة الأوروبية مرارا وتكرارا بوقف إطلاق النار ، لكن لا يوجد توافق في الآراء بين الدول ، إلا أن قادة الاتحاد الأوروبى يدافع دائما عن حل الدولتين ، فمن ناحية هناك الكتلة التي تقودها إسبانيا ومالطا وبلجيكا وأيرلندا ، التي اتخذ بعضها خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وعلى الجانب الآخر توجد بشكل رئيسى ألمانيا والنمسا ، خاصة برلين التي تعتبر من أكثر الدول الداعمة لإسرائيل .
وضع بوريل خطة السلام على الطاولة
وهل كانت هناك خطة للسلام؟ نعم، الذي طرحها الممثل الأعلى جوزيب بوريل على الطاولة. لقد فعل ذلك في يناير الماضي، ولم يُقال عنه الكثير لأن الوساطة تتم بشكل رئيسي عبر قطر والولايات المتحدة. لكن الخطة تنص على أن أي حل آخر لا يشمل الدولتين سيكون بمثابة رقعة، رغم أنها لا تقول ذلك بهذه الكلمات. ولكنها تفترض أن الوصول إلى هذه الغاية، التي دافع عنها الاتحاد الأوروبي لعقود من الزمن، يتطلب قطع مسافة معينة. وفي الوقت نفسه، يقول: "إن غياب عملية السلام سوف يطيل أمد العنف الحالي ويوفر أرضاً خصبة لمزيد من التطرف والصراعات المستقبلية".
بابا الفاتيكان
دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان إلى يوم صلاة وصوم من أجل السلام العالمى فى 7 أكتوبر، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى للحرب في غزة، كما أفاد البابا فرنسيس أنه سيتوجه يوم الأحد 6 أكتوبر إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما لصلاة الوردية المقدسة وتوجيه نداء حار إلى مريم العذراء من أجل السلام، ولهذه البازيليكا معنى خاص لدى البابا، إذ زارها صباح اليوم التالي لانتخابه بابا عام 2013 وأدرجها في طقوسه قبل وبعد كل رحلة.
وشدد البابا فرنسيس خلال عظته على ضرورة إعلان السلام في هذه اللحظة المأساوية من التاريخ، بينما تستمر رياح الحرب ونيران العنف في إزعاج شعوب ودول بأكملها، مشددا على ضرورة إعلان السلام في هذه اللحظة المأساوية من التاريخ، فيما تستمر رياح الحرب ونيران العنف في إزعاج شعوب وأمم بأكملها.
وتسبب الصراع في غزة وإسرائيل، والذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، في أزمة إنسانية خطيرة، حيث فقد آلاف المدنيين أرواحهم وتم أخذ كثيرين آخرين كرهائن، وقصفت إسرائيل أهدافاً في غزة وشنت توغلاً برياً، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة، بما في ذلك الاشتباكات مع حزب الله في لبنان والهجمات الصاروخية من إيران.
ومنذ بداية الحرب، وجه البابا فرانسيس نداءات عديدة للمجتمع الدولي لإنهاء الصراع وحذر من خطر تحوله إلى "حرب عالمية ثالثة".
ووصف البابا فرانسيس الهجمات ضد المدنيين فى الحروب بأنها "جرائم حرب". وحذر من أن العالم ينزلق نحو الصراع العالمي، ودعا الزعماء الأوروبيين إلى العمل معا، وشدد على أهمية التعاون فى بناء مستقبل لا تعتبر فيه الحرب خيارا قابلا للتطبيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة