من الأطفال مقطوعى الرأس إلى مجزرة المعمدانى.. الإعلام الغربى يفشل فى اختبار الحياد والنزاهة.. صحف أمريكا تعاطفت مع خسائر إسرائيل على حساب "إبادة فلسطين".. والسياسات التحريرية فى بريطانيا تنحاز لـ"شايلوك الحاضر"

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 06:00 م
من الأطفال مقطوعى الرأس إلى مجزرة المعمدانى.. الإعلام الغربى يفشل فى اختبار الحياد والنزاهة.. صحف أمريكا تعاطفت مع خسائر إسرائيل على حساب "إبادة فلسطين".. والسياسات التحريرية فى بريطانيا تنحاز لـ"شايلوك الحاضر" غزة
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار عام من الحرب في غزة ، فشل الإعلام الغربي في الامتثال لقواعده والشعارات التي لطالما تبناها من الحيادية والاستقلالية والموضوعية عندما أصبحت إسرائيل طرفا في المعادلة، حيث سقطت المبادئ التي تطالب بحقوق الإنسان أمام مصالح تل ابيب وبدأت حلقات متعددة على جميع المستويات من التحيز الواضح للرواية الإسرائيلية وتبني فكرة "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" على حساب الفلسطينيين تراوحت من روايات تصدر عن كبار المسئولين بما فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الى اخبار تتصدر عناوين المؤسسات الإعلامية التي من المفترض انها تتمتع بمصداقية لكن الواقع اثبت غير ذلك.

لم يقف الدعم الأمريكي لإسرائيل عن المساعدات العسكرية والدبلوماسية فقط، بل حاول أن يدعم برسالة تعاطف مبنية على أساس مزيف اثارت غضب المجتمع الدولي في بداية الحرب وكانت الشرارة الأولى للتدقيق في تعامل الإعلام الغربي خاصة الأمريكي مع ما يحدث في غزة

 

الأطفال مقطوعي الرأس

في أكتوبر 2023 قال بايدن إن على الأمريكيين رؤية ما يحدث، وأنه لم يتخيل "رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال" وأضاف أن "هذا الهجوم كان حملة من القسوة الخالصة وليس الكراهية فقط ضد الشعب اليهودى".

لكن البيت الأبيض اضطر إلى التراجع عن تصريح بايدن، وخرج مسئول فى الإدارة الأمريكية ليقول عبر "سى أن إن" أن هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسئولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية واعترف ان البيت الأبيض لم يري الصور ولم يتحققوا منها.

المزاعم نفسها روجتها مراسلة شبكة "سى أن إن" سارة سيدنر، حيث نشرت الرواية الإسرائيلية عن قطع رؤوس أطفال رضع على يد مسلحين فلسطينيين خلال عملية طوفان الأقصى. لكنها اعتذرت لاحقا ، كما حاول المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى التغطية على تلك السقطة التى وقع فيها الرئيس الأمريكى، بقوله فى مؤتمر صحفى: ليس لدينا أى شأن فى التحقق من صحة هذه المنشورات، وليس لدينا أى سبب للشك فى الصور الواردة من رئاسة الوزراء الإسرائيلية.

 

فضيحة سى إن إن.. المخرج يوجه المراسلة لإظهار الذعر

وفى فيديو مسرب لشبكة سى أن إن ظهر خلاله عدد من المراسلين وفى الخلفية صوت المخرج وهو يوجه إحدى المراسلات ويطالبها بـ"إبداء الذعر" من صواريخ المقاومة أثناء عملها برغم ما بدا فى المشهد من سكون وعدم تعرضهم لأى سوء وظهر فى المقطع صوت المخرج وهو يوجه المراسلة ويقول: "تلفتى حولك بطريقة تظهرك مذعورة"

نتنياهو وصورة الكلب

وفى الوقت الذى كان جيشه يشن حملته الوحشية ضد أهالى غزة وقصفهم بآلاف الصواريخ ليلا ونهارا بعد أن منع عنهم الماء والوقود والطعام، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلى ترويج الأكاذيب التى يدفع بها كمبرر لما يفعله بحق الفلسطيني، فنشر مكتب بنيامين نتنياهو ثلاثة صور قال إنها صور مروعة لأطفال قتلوا وحرقوا على يد وحوش حماس وأظهرت الصور الثلاث ما بدا أنه طفلين احترقت جثتيهما بشكل يصعب التعرف عليهما، وجثة طفل ثالث ملطخة بالدماء.


لكن الصحفى الأمريكى جاكسون هينكل فضح كذب نتنياهو باستخدام الذكاء الاصطناعى، وقال أن صورة الطفل المتفحم المزعومة ما هى إلا صورة تعود إلى كلب فى عيادة طب بيطرى تم تزييفها.

 

صحيفة أمريكية تتراجع عن مزاعم اغتصاب رجال المقاومة للنساء

واضطرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية للتراجع عن ادعائها بأن المسلحين الفلسطينيين اغتصبوا النساء. وكانت نشرت مزاعم بأن فتاة ألمانية تعرضت لاغتصاب من قبل الفصائل الفلسطينية. لكن تبين أنها لا تزال على قيد الحياة ولم تتعرض للاغتصاب، حسبما أكدت والدتها بعد أن رأت الخبر.

 

مجزرة المستشفى المعمداني

نسبت عناوين صحف ومجلات أمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال وفورن بوليسي بالإضافة إلى سي إن إن مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة إلى فاعل مجهول ولجات لاستخدام عناوين غامضة مثل "موت المئات في تفجير بمستشفى في غزة".

وحاولت وول ستريت جورنال تبرير المجزرة وذكرت في تغطيتها أن المستشفيات في شمال غزة تجاهلت التحذيرات الإسرائيلية بالإخلاء وكررت المزاعم بأن أنفاق حركة حماس سوف تتسبب بسقوط عدد كبير من المدنيين.

واكتفت صحيفة واشنطن بوست بالإشارة إلى تبادل إسرائيل وحماس التهم، واصفة الهجوم على المستشفى بأنه الأكثر دموية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، كما ركزت على التداعيات، متجاهلة مسؤولية إسرائيل عن المجزرة.

 

وفي بريطانيا، طالت انتقادات واسعة شبكة "بي بي سي" واتهامات لها بالترويج للرواية الإسرائيلية، بعد ان تجاهلت قصف المستشفى واكتفت بتقرير نشرته قبل يومين من المجزرة بعنوان: "هل تبني حماس أنفاقها تحت المستشفيات والمدارس".

الانحياز الأعمى لإسرائيل طال اكثر المؤسسات التي تعتبر على الحياد، حيث تخلت صحيفة الجارديان البريطانية وهي من بين الأكثر استقلالية بين وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية. عن رسام الكاريكاتير الشهير ستيف بيل، بعد رحلة عمل امتدت 40 عامًا، وذلك لرسمه كاريكاتير اعتبرته إدارة الصحيفة مسيئًا لنتنياهو، ويشبه بينه وبين المرابى اليهودى شايلوك، بطل مسرحة تاجر البندقية، لشكسبير.

وجاء قرار الجارديان بعد ساعات من نشر الرسمة التى ظهر فيها نتنياهو، وهو يجرى عملية جراحية على بطنه تشكل قطعا فى خطوط قطاع غزة وأظهر بيل، رئيس وزراء الاحتلال وهو يستعد لإجراء عملية جراحية على بطنه مرتديا قفازات الملاكمة، حيث يمكن رؤية الخطوط العريضة لقطاع غزة مع عبارة تقول "يا سكان غزة.. اخرجوا الآن"

وفي تحليل أجراه موقع "انترسبت" الأمريكي الذي رصد تغطية 3 اشهر للحرب في نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، وقال ان الصحف الأمريكية الكبرى سلطت الضوء بشكل غير متناسب على الوفيات الإسرائيلية في الصراع واستخدمت لغة عاطفية لوصف عمليات قتل الإسرائيليين، ولكن ليس الفلسطينيين.

ورصد تقرير أنترسبت أكثر من 1000 مقال من نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز حول حرب إسرائيل على غزة، وقام بحصر استخدامات بعض المصطلحات الرئيسية والسياق الذي استخدمت فيه.

وكشفت الإحصائيات عن خلل كبير في طريقة تغطية الإسرائيليين والشخصيات المؤيدة لإسرائيل مقابل الأصوات الفلسطينية والمؤيدة للفلسطينيين مع استخدامات تفضل الروايات الإسرائيلية على الروايات الفلسطينية.

وكشف الموقع عن مذكرة مسربة من نيويورك تايمز تطالب فيها العاملين بها بتجنب استخدام كلمات مثل "إبادة جماعية" و"تطهير عرقي" و"أرض محتلة" عند تغطية اخبار الحرب، كما تطلب المذكرة من المراسلين عدم استخدام كلمة فلسطين "إلا في حالات نادرة للغاية" وتجنب مصطلح "مخيمات اللاجئين" لوصف مناطق غزة التي استوطنها تاريخيا الفلسطينيون النازحون الذين طردوا من أجزاء أخرى من فلسطين خلال الحروب الإسرائيلية السابقة، وقال العديد من موظفي التايمز لـ The Intercept أن بعض محتوياتها تظهر أدلة على احترام الصحيفة للروايات الإسرائيلية.

وانتقد تقرير لمنظمة "نيو هيومانيتاريان" الحقوقية ومقرها سويسرا، أداء الإعلام الغربي وتغطيته للأحداث في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا يري المعاناة الإنسانية للفلسطينيين ، "لأن الاستعمار والتفوق الأبيض والتمييز الديني لا تزال هي العدسة المهيمنة التي تنظر من خلالها الدول والمؤسسات والشعوب ووسائل الإعلام في الغرب إلى العالم على الرغم من المصالح الجيوسياسية".

وذكر التقرير أن العديد من الضيوف الفلسطينيين الذين أجريت معهم مقابلات على شاشات التلفزيون الأمريكي أو البريطاني يطالبوا بشكل مسبق إدانة حماس كتذكرة دخول إلى المحادثة، في حين لا يطلب من الإسرائيليين محاسبة حكومتهم على جرائمها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة