تستمر حرائق الغابات فى الإنتشار فى دول أمريكا اللاتينية ، مع تعمق أزمة المناخ مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، وأدت منها إلى مصرع العشرات خاصة بيرو ، وتعتبر بوليفيا هي واحدة من أكثر البلدان المتضررة.
وسجلت أمريكا الجنوبية 409.099 حريق غابات في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، أي أكثر بنسبة 86.9% عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي وهو أعلى رقم منذ 14 عامًا، وفقًا للمعهد البرازيلي لأبحاث الفضاء (INPE).
ووفقا للمعهد الوطني لأبحاث الحرائق، الذي يستخدم صور الأقمار الصناعية لحساب عدد مصادر الحرارة في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، لم تشهد المنطقة مثل هذا العدد الكبير من الحرائق في الفترة من يناير إلى سبتمبر منذ عام 2010، عندما سجلت 413.751 حريقا.
وتتجاوز الحرائق المتراكمة حتى سبتمبر من هذا العام بالفعل الحرائق السنوية في السنوات الثلاث الماضية في أمريكا الجنوبية (325334 في عام 2021 بأكمله، و362918 في عام 2022 و344391 في عام 2023)، وفقًا للوكالة الحكومية البرازيلية.
في شهر سبتمبر وحده، سجلت أمريكا الجنوبية 139,943 حريق غابات، أي أكثر بقليل من ضعف تلك المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي (68,969) وعدد أعلى بنسبة 22.4% عن شهر أغسطس (114,298).
وكانت حرائق سبتمبر أيضًا هي الأكبر لهذا الشهر في أمريكا الجنوبية خلال السنوات الـ 14 الماضية، ولم يتم تجاوزها إلا بـ 151.929 حريقًا المسجلة في سبتمبر 2010.
البرازيل تتصدر القائمة
البرازيل هي الدولة التي لديها أكبر عدد من الحرائق في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية حتى الآن هذا العام، مع تفشي 210,208، أي 51.4% من الإجمالي، تليها بوليفيا، بـ 76,717 (18.7%)، وفنزويلا، بـ 39,250 (9.6%). .
تليها الأرجنتين بـ 27,420 مصدرًا للحرارة (6.7%)، وباراجواي بـ 19,844 (4.9%)، وكولومبيا بـ 14,842 (3.6%)، وبيرو بـ 13,399 (3.3%).
ففى بوليفيا، أفاد جوني روخاس، من إدارة البيئة في سانتا كروز ببوليفيا ، أنه في الفترة ما بين 1 يناير وسبتمبر 2024، دمرت الحرائق 7 ملايين هكتار في تلك المقاطعة وحدها، وأشار إلى أنها "أكبر كارثة بيئية شهدتها سانتا كروز على الإطلاق، كما أبلغت البرازيل وكولومبيا والأرجنتين وباراجواي عن حرائق في أجزاء مختلفة من أراضيها، في حين خرجت الإكوادور للتو من موجة الحرائق التي أثرت بشكل رئيسي على عاصمة البلاد.
وأكدت وزارة البيئة والمياه في بوليفيا وقوع ما لا يقل عن 10 حرائق في الأراضي الوطنية تم توحيدها بسبب حجمها حتى صنفتها السلطات بأنها "معقدة"، وقام رجال الإطفاء بإنقاذ 100 نوع من الحيوانات البرية أثناء الحرائق في بوليفيا.
كما أكدت السلطات البوليفية أنه تم تعليق الرحلات الجوية فى جميع مطارات سانتا كروز بما فى ذلك مطار بيرو الدولى ، وتسبب تلوث الهواء بسبب الدخان المنبعث فى البيئة بسبب النيران فى مستويات تعتبر ضارة للغاية ، مما أثر على العاصمة .
وفى باراجواى، أدى الجفاف الذى تمر به البلاد إلى العديد من الحرائق ، وذلك فى الوقت الذى تعانى منه البلاد من ارتفاع واضح فى درجات الحرارة ، وفقا لصحيفة لا ناسيون.
أكدت وزارة الدفاع في باراجواي نشر أفراد ومعدات في إل تشاكو للسيطرة بشكل عاجل على حريق غابات جديد اندلع في المنطقة الحدودية ، حيث اشتعلت النيران من جديد في منطقة تل تشوفوريكا الواقعة في ألتو باراجواي، مما اضطر إلى إرسال مروحية متخصصة مع فرقة إطفاء على الفور، وسيتم خلال النهار ضم تعزيزات برية، بما في ذلك عسكرية.
وأعربت السلطات عن قلقها لأن الرياح القوية في المنطقة تسببت في انتشار الحريق بسرعة كبيرة فى الوقت الذى تسجل فيه باراجواى أكثر من 2000 حريق منذ بداية أكتوبر، وتحاول قوات باراجواي إخماد حرائق متعددة اندلعت في نفس المنطقة وداخل منطقة محمية.
وفقا لآخر التقارير، دمرت الحرائق أكثر من 84 ألف هكتار من الغابات في إل تشاكو، وهي منطقة تتقاسمها أيضا الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل، وموطن للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.
وتعاني المنطقة من أشد موجات الجفاف خلال الثمانين عامًا الماضية، مما يؤثر على الأمن الغذائي وسبل العيش للسكان المقيمين هناك.
وفى بيرو، أدت الحرائق إلى مصرع حوالى 20 شخصا ، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ .
وتواجه الغابات الأطلسية في البرازيل، الواقعة جنوب الأمازون، تحولا مثيرا للقلق يؤثر بشكل خطير على التنوع البيولوجي للطيور،وذلك بسبب الحرئق وإزالة الغابات ، حيث كشفت الأبحاث الحديثة عن اختفاء 58 نوعًا من بين ما يقرب من 539 نوعا كانت تعيش هناك، الأمر الذى لا يعرض التنوع البيولوجي فحسب، بل يعرض أيضًا الوظائف البيئية التي تؤديها هذه الطيور.
والدراسة التي أجرتها ليزيو فوزيسي وفريقها في مركز البحوث البيئية وتطبيقات الغابات (CREAF) وجامعة ساو باولو، ونشرت في مجلة Conservation Biology، فحصت 539 نوعًا في 200 نقطة جغرافية محددة.
وكانت النتائج مثيرة للقلق: إذ أن 10% فقط من الغابات الأطلسية تحافظ على أكثر من 70% من غطائها الطبيعي. ووفقا للدراسة، فإن هذا النظام البيئي، الذي تحول بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية مثل الزراعة والتحضر، لم يفقد الأنواع فحسب، بل خسر أيضا تنوعه وتكراره الوظيفي.
واختفت العديد من الحيوانات مثل جاكوتينجا و جاكوتينجا والكوتينجا بيضاء الأجنحة (Xipholena atropurpurea)، وهو ما يعني ضمنًا فقدان وظائف حيوية في النظام البيئي. ويعتبر طائر ياكوتنجا جوان yacutinga guan المهدد بالانقراض ضروريًا لنثر البذور الكبيرة ، ولذلك فإن الطيور الجديدة القادمة، مثل الحمام والعصافير لا تستطيع القيام بهذه الوظائف. وبالمثل، ساهمت طيور الكوتينجا ذات الأجنحة البيضاء في السيطرة على أعداد الحشرات، وهي وظيفة لم يتم استبدالها بشكل كافٍ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة