في إطار جهودها المستمرة لتحسين الظروف المعيشية للأسر الأكثر احتياجًا في شمال سيناء، تُواصل فرق المتطوعين التابعة لمؤسسة "حياة كريمة" تقديم مساعداتها الإنسانية لمختلف قرى وأحياء المحافظة، إذ أصبح دعم المجتمع السيناوي جزءًا لا يتجزأ من رؤية المؤسسة لتحقيق تنمية شاملة في مصر.
وتشهد مناطق قري مراكز العريش، الشيخ زويد، بئر العبد، الحسنة، ونخل وصول قوافل المتطوعين يوميًا، حيث يقدمون هدايا واحتياجات عاجلة للسكان تشمل طرودًا غذائية، حقائب مدرسية، ووجبات جاهزة، في إطار مساعٍ دؤوبة لتخفيف العبء عن كاهل الأسر الفقيرة والمحتاجة.
دعم مستمر من "حياة كريمة" لقرى جنوب رفح
واستنادًا إلى بيانات مؤسسة "حياة كريمة"، تأتي ضمن أهم الأنشطة التي يتم تنفيذها في هذه المرحلة الزيارات المتتالية التي تقوم بها فرق المتطوعين لمناطق قرى جنوب رفح، التي بدأت تعود إليها الحياة تدريجيًا، ومع استقرار الأوضاع، حرصت المؤسسة على دعم أهالي هذه القرى، عبر مبادرة "راجع مدرستي"، التي استهدفت الأطفال الأيتام والأسر الأكثر احتياجًا، حيث تم توزيع حقائب مدرسية على الأطفال لتخفيف عبء بداية العام الدراسي الجديد عن هذه الأسر.
"كتيبة الجدعان": العطاء لا يتوقف
تؤكد المؤسسة أن فرق المتطوعين، الذين أطلق عليهم "كتيبة الجدعان"، لم يعد هناك مكان بعيد عن متناولهم في سيناء، حيث يواصلون تقديم الدعم والمساعدة للأهالي في جميع أنحاء المحافظة. هؤلاء المتطوعون لا يعملون فقط على توزيع المساعدات الغذائية والمادية، بل يسهمون أيضًا في إحياء روح التكافل الاجتماعي بين السكان، ويؤكدون أن العطاء لا يتوقف، وأنهم مستمرون في خدمة مجتمعهم بكل فخر واعتزاز.
دعم المرأة السيناوية: جزء أساسي من المبادرة
في تصريحات صحفية، أوضح العقيد أحمد نجم، مدير قطاع المناطق الحدودية بمؤسسة "حياة كريمة"، أن من بين الفعاليات التي يتم تنفيذها ضمن المبادرة تقديم دعم كبير للمرأة السيناوية، إيمانًا بدورها المحوري في المجتمع وما تقدمه من فكر ووعي يساهم في بناء المستقبل. يُعد دعم المرأة جزءًا لا يتجزأ من رسالة "حياة كريمة"، التي تسعى إلى تمكين المرأة وتوفير سبل الدعم اللازم لها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف العقيد نجم أن مؤسسة "حياة كريمة" في شمال سيناء تعمل من خلال هيكل تنظيمي قوي، مدعوم بفريق الحالات الإنسانية، الذي يستهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين من الأسر الأكثر احتياجًا. وأكد أن المؤسسة تقدم مساعدات مستمرة للأسر، سواء في شكل تجهيزات للعرائس أو تدخلات طبية، في محاولة لتلبية احتياجات السكان المتعددة.
دور شباب سيناء في المبادرة
أشار العقيد نجم أيضًا إلى أن شباب سيناء يُعدون ثروة حقيقية للمجتمع المحلي، حيث أثبتوا على مر السنوات أنهم على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، وأنهم يمتلكون طاقة وحيوية هائلة تسهم في دعم مجتمعاتهم. وتابع: "شباب سيناء يستحقون الكثير، فبفضلهم تمكنا من الوصول إلى أكثر من 6 آلاف مستفيد في مختلف مناطق شمال سيناء". وأوضح أن دور الشباب في دعم المبادرات الاجتماعية والتنموية أصبح لا غنى عنه، حيث يشاركون بفعالية في جميع الأنشطة الميدانية، ويساهمون في نقل المساعدات إلى القرى والمناطق النائية، ما يعزز من استدامة جهود المؤسسة.
"حياة كريمة" ودعم الأسر الأشد احتياجًا
في السياق ذاته، أعلنت مؤسسة "حياة كريمة" عن استمرارها في تقديم الدعم الغذائي للأسر الأكثر احتياجًا في شمال سيناء. فمن خلال توزيع 500 وجبة يوميًا على الأسر في قرى الشيخ زويد، جنوب رفح، بئر العبد، والمناطق بوسط سيناء في الحسنة ونخل، تواصل المؤسسة تأكيد دورها الإنساني والاجتماعي في تقديم العون للفئات الأقل حظًا.
هذا الجهد يأتي بعد نجاح المؤسسة في إطلاق عمليات الدعم الغذائي في مدينة العريش، حيث كانت نقطة الانطلاق عبر "مطبخ الكرم"، الذي يُعد نموذجًا لمطابخ الخير التي تسعى إلى تقديم وجبات مجانية وفقًا لأعلى معايير الجودة وسلامة الغذاء.
"مطبخ الكرم" في العريش: نموذج للتكافل الاجتماعي
في مدينة العريش، شهدت المؤسسة افتتاح "مطبخ الكرم"، الذي يقع في مقر مؤسسة "حياة كريمة"، حيث يتم إعداد 500 وجبة يوميًا. ويشرف على هذا المطبخ فريق محترف يضم سيدات مدربات وطبيب صحة، لضمان جودة الطعام وسلامته. يتم تغليف الوجبات بشكل آمن، ثم يتم نقلها مباشرة إلى منازل الأسر المستحقة عبر فرق المتطوعين، لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر حاجة بطريقة لائقة.
وفي بيان صحفي، أكد اللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن "مطبخ الكرم" يُعد الأول من نوعه في المحافظة، ويهدف إلى توزيع أكثر من 15 ألف وجبة شهريًا حتى نهاية عام 2024. وأشار مجاور إلى أن المطبخ لا يقتصر دوره على دعم الأسر السيناوية فقط، بل يشمل أيضًا الأسر الفلسطينية المقيمة في العريش، الذين يستفيدون من خدمات الرعاية الصحية والتعليمية التي توفرها الدولة لهم.
رؤية مؤسسة "حياة كريمة" لتحقيق التكافل الاجتماعي
من خلال هذه المبادرة الإنسانية الرائدة، تسعى مؤسسة "حياة كريمة" إلى تحقيق رؤية شاملة للتكافل الاجتماعي في شمال سيناء. فالجهود المبذولة لا تقتصر على تقديم المساعدات الغذائية فقط، بل تتجاوز ذلك إلى تقديم الدعم الصحي، وتوفير المستلزمات الدراسية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للفئات المهمشة.
ويُعد دعم الأسر الأكثر احتياجًا جزءًا من استراتيجية المؤسسة لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق النائية، حيث تعتبر هذه الجهود جزءًا من خطة أكبر تشمل مشروعات تنموية تهدف إلى تحسين جودة الحياة في شمال سيناء بشكل عام.
"حياة كريمة": مبادرات متنوعة لتحسين الحياة في شمال سيناء
لا تقتصر جهود "حياة كريمة" على الدعم الغذائي فقط، بل تشمل أيضًا العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في شمال سيناء، وتستمر المؤسسة في تنظيم قوافل طبية لعلاج الحالات المرضية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، وجهودها في شمال سيناء تأتي من منطلق إنساني بحت، حيث تسعى المؤسسة إلى أن تكون يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة.