تسبب تيم والز نائب كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الامريكية المقرر عقدها خلال أسابيع قليلة في حالة من الجدل، بعد ان دعا حاكم ولاية مينيسوتا إلى إلغاء المجمع الانتخابي كوسيلة لانتخاب الرؤساء ، مؤكداً موقفاً عبر عنه في الماضي بينما كان هو ونائبة الرئيس كامالا هاريس في خضم حملة انتخابية للبيت الأبيض.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، قال والز مرتين خلال حملات جمع التبرعات للحملة الديمقراطية إنه يفضل ألا يركز المرشحون الرئاسيون على عدد قليل من ساحات المعارك السياسية وأن يركزوا بدلاً من ذلك على الفوز بالأصوات من جميع أنحاء البلاد.
قال والز للمانحين في منزل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم في ساكرامنتو: "أعتقد أننا جميعًا نعلم أن المجمع الانتخابي بحاجة إلى الرحيل. نحن بحاجة إلى تصويت شعبي وطني .. لذا نحتاج إلى الفوز في مقاطعة بيفر، بنسلفانيا. نحتاج إلى أن نكون قادرين على الذهاب إلى يورك، بنسلفانيا، والفوز. نحتاج إلى أن نكون في غرب ويسكونسن ونفوز. نحتاج إلى أن نكون في رينو، نيفادا، ونفوز".
قالت نيويورك تايمز ان إلغاء المجمع الانتخابي هو موقف شعبي بشكل عام بين الناخبين ولكنه شيء يتطلب إما تعديلًا دستوريًا أو موافقة المزيد من الولايات على منح أصواتها الانتخابية للفائز في التصويت الشعبي الوطني.
ويعتبر والز لهذا الموقف - في ولايات الساحل الغربي التي غالبا ما تميل للديمقراطيين - قبل أقل من شهر من يوم الانتخابات يهدد بهز قارب حملة هاريس وهي تحاول توصيل رسالة تركز على المخاوف الاقتصادية وحقوق الإجهاض وتهديد منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وأثارت تصريحات والز التي جاءت قبل فترة قصيرة من الانتخابات فزع بعض مسئولي الحملة الديمقراطية، وقال تيدي تشان، المتحدث باسم والز، إن حملة هاريس لم تدعم إلغاء المجمع الانتخابي ، واضاف: "يعتقد الحاكم والز أن كل صوت مهم في الهيئة الانتخابية وهو يشرف بالسفر عبر البلاد والولايات المتأرجحة للعمل على كسب الدعم لتذكرة هاريس-والز .. كان يعلق أمام حشد من المؤيدين الأقوياء حول كيفية بناء الحملة للفوز بـ 270 صوتًا انتخابيًا. "وشكرهم على دعمهم الذي يساعد في تمويل هذه الجهود"، وردًا على تصريحات والز حول المجمع الانتخابي، نشرت حملة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي سؤالاً لماذا يكره والز "الدستور كثيرًا؟"
وأكدت الحملة الديمقراطية إن إلغاء المجمع الانتخابي ليس موقفًا انتخابي لحملة هاريس والز، واشارت الصحيفة الى ان تلك ليست المرة الاولي التي يدلي فيها والز بمثل هذه التعليقات، وتشكل تعليقاته تذكيرًا مؤلمًا للديمقراطيين بعام 2016، عندما فازت هيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي بنحو 3 ملايين صوت لكنها لم تحصل على 270 صوتًا كانت تحتاجها في المجمع الانتخابي وخسرت أمام دونالد ترامب.
وبصفته حاكمًا لولاية مينيسوتا، وقع والز على تشريع في مايو 2023 سعى فعليًا إلى استبدال المجمع الانتخابي بخطة لرفع مستوى التصويت الشعبي الوطني. وفي حين يتزايد عدد الولايات التي دعمت مثل هذه المقترحات، فإن التغيير الرئيسي يتطلب موافقة الكونجرس، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث في أي وقت قريب.
وفي عام 2019، قالت كامالا هاريس، كمرشحة رئاسية خلال ظهورها في برنامج "جيمي كيميل لايف" إنها "منفتحة على المناقشة"، للتخلص من المجمع الانتخابي، وقالت في ذلك الوقت: "لا شك أن التصويت الشعبي قد تقلص من حيث اتخاذ القرار النهائي بشأن من هو رئيس الولايات المتحدة ونحن بحاجة إلى التعامل مع ذلك، لذلك أنا منفتحة على المناقشة".
ما هو المجمع الانتخابي ودوره في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية؟
المجمع الانتخابي شرعه الآباء المؤسسون في الدستور ليكون حلا وسطا بين انتخاب الرئيس عن طريق تصويت المندوبين، وانتخاب الرئيس من خلال تصويت المواطنين في التصويت الشعبي، ويتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوبا ولفوز المرشح الرئاسي، لابد من حصوله على أغلبية بـ 270 صوتا من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، وعدد المندوبين عن كل ولاية هو نفس عدد وفدها - أي ممثليها - في الكونجرس بغرفتيه النواب والشيوخ.
بعد الانتخابات العامة، تقوم السلطة التنفيذية في كل ولاية بإعداد وثيقة تحقق "Certificate of Ascertainment" تتضمن أسماء جميع الأشخاص المرشحين للمجمع الانتخابي في لوائح كل مرشح رئاسي، وتتضمن التحقق أيضا من عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح للمجمع الانتخابي وتبين هوية الذي تم تعيينهم مندوبين عن الولاية.
ثم يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، في أول يوم ثلاثاء بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر بعد الانتخابات العامة في ولاياتهم، حيث يدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في اقتراعين منفصلين، وتُدون أصوات المندوبين في كل ولاية في شهادة التصويت "Certificate of Vote"، ويرسل المندوبون في كل ولاية شهادة التصويت إلى الكونجرس.
يتم عد أصوات مندوبين كل ولاية في جلسة مشتركة للكونجرس في السادس من يناير من العام التالي لتصوت المندوبين على الرئيس ونائبه، ويجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في غرفة مجلس النواب لإجراء العد الرسمي لأصوات المندوبين، ويرأس نائب رئيس الولايات المتحدة، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، عملية الفرز ويعلن نتائج التصويت، ثم يعلن رئيس مجلس الشيوخ اسمي الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب.
وأخيرا، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير من العام التالي للانتخابات العامة.