مع تبقى ثلاثة أسابيع فقط على موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، واستمرار التقارب الشديد بين كلا المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس، تزداد التساؤلات حول قدرة المرشحين الآخرين، سواء عن حزب ثالث أو مستقلين على التأثير على نتيجة الانتخابات، ولعب دور "مفسد" الأصوات.
وتطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى هذه القضية، وقالت أن المرشحين بعيدا عن كامالا هاريس ودونالد ترامب، يمكن أن يلعبوا دورا فى هذه الانتخابات التي ستجرى بعد ثلاثة أسابيع، وذلك فى ظل التقارب الشديد بين المرشحين الجمهورى والديمقراطية.
الولايات المتأرجحة
ولفتت الصحيفة إلى أن كل ولاية من الولايات المتأرجحة بها مرشحا واحدا على الأقل إما مستقل أو ينتمى لحزب ثالث موجود اسمه على بطاقة الاقتراع مع ترامب وهاريس. ولا يوجد فرصة لأى من هؤلاء المرشحين للفوز بالبيت الأبيض. فأبرز هذه الأسماء جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر، لا تحقق أكثر من 1% فى استطلاعات الرأي على الصعيد الوطنى، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. وكذلك الأمر مع مرشحة الحزب الليبراتى تشايز أوليفر.
إلا أن وجودهم على بطاقة الاقتراع فى عدد قليل من الولايات قد يحرم مرشحى الحزبين الرئيسين من أصوات كافية للتأثير على المجمع الانتخابى وفى الانتخابات، فيما يعرف باسم تأثير الإفساد.
فلكى يلعب مرشح الحزب الثالث دور المفسد فى الانتخابات ، فعليه إما أن يحصل على تأييد كبير، أو أن تكون الانتخابات متقاربة للغاية، بحسب ما يقول برنارد تاماس، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة فالدوستا، الذى ألف كتابا عن الأحزاب الثالثة فى السياسات الأمريكية. وتابع قائلا إن الأمر قد ينتهى بأن تكون النتائج متقاربة للغاية فى هذه الولايات المتأرجحة الرئيسية.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الحزب الديمقراطى وحلفاءه أكثر قلقا من الجمهوريين فى هذا الأمر فى السنوات الأخيرة، والانتخابات الحالية ليست استثناءً، ويرون أن كل صوت ليس لهاريس هو صوت لترامب.
ويقول رانا إبتنج، المدير التنفيذي لجماعة "MoveOn" الليبرالية، إن السباق الرئاسي قد يحسمه عدة آلاف قليلة من الأصوات فى بضع ولايات، ولا يزال مرشحو الحزب الثالث يمثلون تهديدا كبيرا فى هذه الانتخابات".
وتعد ستاين مصدر القلق الرئيسى للديمقراطيين مع اقتراب الانتخابات. ويوم الجمعة الماضى، أصدرت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى إعلانا تليفزيونيا ضدها فى ميتشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، وهو الأول من نوعه من جانب الحزب ضد مرشح ثالث فى هذه الانتخابات، وقالت إن التصويت لصالح مرشحة حزب الخضر هو تصويت لترامب.
ويطرح اسم ستاين على بطاقات الاقتراع فى 38 ولاية، منها 6 ولايات متأرجحة وهى ميتشيجان وبنسلفانيا وجورجيا وكارولينا الشمالية وأريزونا.
ولاحظ مندوبو الحزب أن حلفاء ترامب دعموا جهود ستاين للتواجد على بطاقات الاقتراع فى الولايات المتحدة فى الولايات المتأرجحة، وفقا لسجلات المحاكم ومنشورات على مواقع التواصل وإقرارات تمويل خاصة بالحملة.
وكان ترامب قد أشاد بستاين، وقال إنه معجب بها للغاية لأنها تأخذ من أصوات الديمقراطيين.
وفى مقابلة معها، اتهمت مرشحة حزب الخضر الحزب الديمقراطى بإفساد نظام الاقتراع، وقالت إن النظام معقد فى تصميمه، وكان عدم فهمه متعمدا، ومقصود إبقاء المنافسين خارجه".
وتشير نيويورك تايمز إلى أن ولاية ويسكونسن على وجه التحديد بها العديد من المرشحين الرئاسيين، إلى جانب ترامب وهاريس. وسيكون الناخبون قادرين على الاختيار بين ستاين وأوليفر وكورنيل ويست والمرشح المستقل روبرت كينيدى، الذى انسحب من السباق وأعلن تأييده لترامب، وراندال تيرى مرشح حزب الديتور وكلوديا ددى لا كروز، مرشحة حزب الاشتراكية والتحرر.
ويسكونسن وستاين مصدر إزعاج للديمقراطيين
وتلفت الصحيفة إلى أن ويسكونسن وستاين مصدر إزعاج للديمقراطيين. ففي عام 2016، حصلت ستاين على 31.072 صوت فى الولاية، أكبر من فارق الأصوات الذى فاز به ترامب على منافسته الديمقراطية فى تلك الانتخابات هيلارى كلينتون 22.748. وألقى الكثير من الديمقراطيين باللوم على مرشحة حزب الخضر فى هزيمتهم فى هذا العام.
لكن تاماس يقول إن هذه رؤية قاصرة لنتائج انتخابات 2016 التي درسها. ويشير إلى أن الكثير من الناس الذين صوتوا لستاين لم يكونوا ليصوتا على الأرجح لأى مرشح آخر. ربما كان البعض ليختار ترامب لو لم تكن ستاين مرشحة. وحصل الحزب الليبراتى، الذى كان أقرب للتحالف مع الجمهوريين، على 106.674 صوتا فى ولاية ويسكونسن عام 2016.
ويرى تاماس أن آخر مرشح لحزب ثالث لعب دورا المفسد للأصوات فى الانتخابات كان رالف نادر، مرشح حزب الخضر فى سباق 2000 الذى فاز بـ97.421 فى فلوريدا، فخسرها المرشح الديمقراطى آل جور بفارق 531 صوت فقط، فى واقعة شهيرة أخرت تأكيد فوز جورج بوش الابن فى النهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة