بعد أيام قليلة من الهدوء الحذر بمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، عاد الطيران الحربى الإسرائيلى الأربعاء ليشن 3 غارات عنيفة على حارة حريك فى الضاحية، وقد وجه الجيش الإسرائيلى إنذارا عاجلا إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في حارة حريك بالإخلاء .
كما كثف الجيش هجماته على مدينة "النبطية " جنوبى لبنان ، حيث شن 10غارات واستهدف اجتماعا للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدماتي والاغاثي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات بينهم رئيس البلدية وعاملون فى مجال الإغاثة، إضافة إلى تدمير مبنى بلدية النبطية وفق وسائل إعلام محلية .
ومن جانبها قالت محافظة النبطية هويدا الترك إن "11 غارة إسرائيلية طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزاما ناريا".
ووفق وسائل إعلام محلية من بين الشهداء رئيس بلدية النبطية استشهد.
ومن جانبه أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي على المدنيين في النبطية وقال إن هذا العدوان الجديد، معطوفا على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمدا على جرائم الاحتلال ، مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه واذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان على الشعب اللبناني ، فهل ينفع بعد اللجوء إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف اطلاق النار؟
ومن جانبه قال الجيش الإسرائيلي: "فككنا بنية تحتية تحت الأرض لحزب الله في النبطية"، والفرقة 98 تستمر في تحديد وتدمير أسلحة حزب الله جنوب لبنان، كما شن سلسلة من الغارات استهدفت الناقورة حيث مركز قوات اليونيفيل وبلدات زبدين وتلة العويضة. بالإضافة إلى قصف مدفعي إسرائيلي يطال سهل مرجعيون.
وبالتوازي جرت اشتباكات مباشرة بين عناصر من حزب الله والجيش الإسرائيلى عند محور راميا وعيتا الشعب، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قواته البحرية قصفت بنية تحتية لحزب الله في جنوب لبنان.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الاسرائيلى أسر 4 عناصر بينهم قائد من قوة الرضوان التابعة لحزب الله.
وبالنسبة لوضع القطاع الصحى فى لبنان ، قال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبناني الدكتور فراس الأبيض إنالقطاع منهك لكنه صامد؛ فهناك 13 مستشفى خرج عن الخدمة بشكل كلي أو جزئي، واستشهد حتى الآن أكثر من 150 شخصًا من المسعفين والعاملين في القطاع الصحي بالإضافة إلى تضرر أكثر من 130 سيارة إسعاف جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وجدد الأبيض التأكيد على أن الاعتداءات على المستشفيات والعاملين بالقطاع الصحي يعد انتهاكا فاضحا للقوانين الدولية، داعيا الجهات الدولية إلى اتخاذ موقف حازم حول هذه الانتهاكات.
وعلى الصعيد السياسى، تكثف الاتصالات الدولية ، من أجل خلق الظروف السياسية الموائمة لتبني مشروع قرار لوقف النار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا، و يقضي بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ويأخذ بعين الاعتبار إلحاق منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا به. وهذا التعديل الذي أُدخل على القرار 1701 لم يكن موجوداً في صلبه عند صدوره عن مجلس الأمن وأدى إلى وقف حرب تموز 2006.
وكان الجدل تصاعد أمس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية الوضع في لبنان حيث يعارض نتنياهو وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه، وفق بيان عن مكتبه.وفق "لبنان 24”.
ومن جهة أخرى من المقرر أن تزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبنان الجمعة؛ وهى بذلك أول مسؤولة على هذا المستوى تزور لبنان منذ تكثيف الضربات الإسرائيلية ؛ حيث ستجتمع مع رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاني وتزور كتيبة بلادها في الجنوب التي تعرضت مؤخراً لنيران إسرائيلية خلال مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وحذرت ميلوني أمام مجلس النواب الإيطالي "من أن انسحاب القوة الأممية سيكون خطأ فادحاً".
ومن جانبه قال ميقاتى إن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701 ". مشددا على سعى بلاده إلى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصاً وأن معظم الدول متعاطفة مع لبنان.
وأضاف ؛" خلال اتصالاتنا مع الجانب الأمريكى أخذنا نوعاً من الضمان لتخفيف التصعيد ضد الضاحية الجنوبية وبيروت، والأمريكيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار".
ولفت إلى أن الاجراءات المشددة المتخذة في المطار لتفادي أي ذريعة يستغلها العدو الإسرائيلي. وقال: "إن الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود 10 آلاف جندي إضافي ، ولكنه يحتاج إلى كثير من الأسلحة، وهذه نقطة أساسية لتنفيذ القرار 1701 ، منوها بعدم ربط هذا القرار بقرارات أخرى مثل القرار 1559 ، لتجنب مزيد من الخلافات .
وفى سياق متصل، حذرت إيران على لسان وزير خارجيتها من أي تصعيد إسرائيلي جديد بالمنطقة فيما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية سعى بلادها والدعوة إلى السلام في المنطقة ، وأن ليس لديها خلافات مع أحد.
وعلى صعيد متصل، يناقش مجلس الأمن الدولي خلال الايام المقبلة، مشروع قرار مقدم من فرنسا وأمريكا لوقف العنف من جانب حزب لله وإسرائيل استنادا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي425، 1559و1701، والالتزام بخارطة الطريق الدولية، لمساعدة لبنان على حل الأزمة القائمة، لاعادة تكوين السلطة ،بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إخصائيين مستقلين، وإجراء انتخابات نيابية بعد شهرين، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية ، والالتزام باتفاق الطائف، ونزع سلاح غير الشرعي لكل المجموعات وتحديدا حزب لله ، وتسهيل إعادة النازحين، ودعم الحكومة في مختلف المجالات وحل مشاكل الحدود بين لبنان وإسرائيل.