قام البابا ثيوذورس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس بزيارة إلى جزيرة قبرص، ورافقه فيها وكيل البطريركية في قبرص الأسقف نيقوديموس والأرشمندريت ذمسكينوس الأزرعى، رئيس دير مار جرجس البطريركي للروم الأرثوذكس في مصر القديمة.
واستهل صاحب الغبطة زيارته بالقيام بعدة من لقاءات وعقد اجتماعات رفيعة المستوى، حيث كان أبرزها اللقاء الذي جمعه بغبطة رئيس أساقفة قبرص خريسوستموس.
وأثناء لقائهم أعربا عن بالغ قلقهم إزاء الأوضاع التي يمر بها العالم بشكل عام والظروف التي يشهدها الشرق الأوسط بشكل خاص، مبينين أن السلام هو الطريق الأفضل ووقف إطلاق النار في المنطقة وإيجاد الحلول السلمية وتغليب لغة الحوار هي صمام الأمان والإستقرار الحقيقي لضمان ديمومة أمن وسلام المنطقة برمتها والعالم أجمع.
وفي سياق متصل، أشاد بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس بدور الدولة المصرية الراسخ والجهد المبذولة في سبيل إيقاف التصعيد، فالموقف المصري دائما موقف حكيم مبني على رؤية دولة تملك دوما روح المبادرة وإدراك حتمية إحلال الأمن والاستقرار.
وشكر بطريرك الإسكندرية رئيس أساقفة قبرص وكل كنيسة قبرص على دعمهم المستمر، وبدوره شكر رئيس أساقفة قبرص بطريرك الإسكندرية على هذه الزيارة التي تبني جسور محبة مكللة بنعمة ربنا، متضرعا إلى الله أن يمده بالقوة والعزم دوما من أجل عمل غبطته الإنساني والرعائي والروحي المميز.
وامتدادا لزيارة صاحب الغبطة جزيرة قبرص، التقى قداسته بوزير التعليم القبرصي د. أثينا ميكايليدو. وناقشا القضايا المتعلقة بالتعليم في البلدان الأفريقية. فاستعرض غبطته الجهود التي تبذلها البطريركية إيماناً منها بأهمية التعليم.
جدير بالذكر، أنه يوجد مدارس تابعة للبطريركية حتى في بعض القرى الصغيرة، والتي تشكل محطات علم ونقاط التقاء هامة للاستمرار في دعم مسيرة التعليم الرائدة والتعاون المستقبلي لتطويرها بشكل مستمر.
وقلّدها غبطته، تقديراً لمساهمتها وجهودها القيمة ودعمها للمؤسسات التربوية التابعة للبطريركية الرومية الأرثوذكسية في أفريقيا، وسام القديس سابا المتقدس.
وبعبارات محبة، شكرت الوزيرة غبطته على هذا التكريم الرفيع، مؤكدة احترامها لشخص البطريرك، إذ وصفت غبطته برجل المحبة والإنسانية.
وأيضا ً، زار غبطته معسكر ELDYK في مالوندا، قبرص. حيث تم إقامة مراسم استقبال لغبطته والوفد المرافق له من قبل قائد المعسكر العقيد أستريوس ديسبوديس برفقة الضباط وضباط الصف في المعسكر.
قدم قائد المعسكر إيجاز لغبطته حول تاريخ المعسكر المجيد، ومساهماته الكبيرة في خدمة قبرص، وأهدافه النبيلة في أوقات السلم.
وشكر غبطته قائد المعسكر على حسن الاستقبال والتكريم موجها كلمة روحية للجميع، وسلط صاحب الغبطة الضوء من خلال كلمته على دعم مصر الكبير لعمل البطريركية، وقدم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على تبرعه السخي، حيث قدم قطعة أرض في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي يتم بناء كنيسة القديس يوحنا الرحيم عليها، كما يتم بناء مبنى سيكون مركزا ثقافياً يعكس أواصر المحبة وصداقة الشعب اليوناني والمصري والقبرصي العميقة.
وشكر القائد غبطته على زيارته التي عززت الجنود روحياً، وفي نهاية الزيارة قدم قائد المعسكر درعاً تكريمياً لغبطته يحمل شعار المعسكر.
واختتم غبطته زيارته الرسمية لجزيرة قبرص بلقاء ودي جمع بينه وبين رئيسة مجلس النواب القبرصي السيدة أنيتا ديميتريو. حيث استعرض غبطته أمامها أنشطة البطريركية في مصر وجميع أنحاء أفريقيا، مشددا على أن التعاون بين مصر واليونان وقبرص يشكل على البحر الأبيض المتوسط قوة ومثالاً مشرفاُ ونعمة من الله.
وشكر من خلالها الشعب القبرصي الذي يدعم العمل العظيم للبطريركية، وطلب منها نقل تحياته وأمنياته القلبية إلى فخامة رئيس جمهورية قبرص السيد نيكوس خريستودوليديس.