شهدت مدينة أبو سمبل جنوب مصر، ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التى ينتظرها الملايين حول العالم لمشاهدة معجزة القدماء المصريين فى تجسيد مثل هذه الحسابات الفلكية، تتكرر الظاهرة مرتين فى السنة وهما 22 فبراير وكذلك 22 أكتوبر، وتستمر الظاهرة لمدة 20 دقيقة فقط.
لكن يبدو أن ظاهرة تعامد الشمس لا تقتصر على محافظة أسوان، حيث تشهد العديد من المعابد صورا لتعامد الشمس عليها فى تواريخ محددة تتكرر سنوياً شاهدة على ما وصل إليه المصرى القديم من إتقان لعلوم الفلك والهندسة، ولم تعرف ظاهرة تعامد الشمس فى مصر فقط، حيث وجدت الظاهرة فى مواقع أخرى غير مصرية، هى..
تعامد الشمس على هرم القمر
هرم القمر وهو أكبر هرم فى تيوتيهواكان فى المكسيك بعد هرم الشمس، ويقع في الجزء الغربي من تيوتيهواكان، بني هرم القمر حوالي سنة 200 بعد الميلاد، أجرى علماء آثار أمريكيون دراسة معمّقة حول هرم قديم في المكسيك، يعود تاريخ موقعه الأثري إلى أكثر من 500 عام، وذلك بعد اكتشافهم تعامد الشمس مع قمته الهرمية، ولعبت الشمس دوراً أساسياً في النظرة العالمية لشعوب أمريكا الوسطى القديمة، لذلك ركزت الدراسات "الفلكية الأثرية" على عمارة وأبنية مدينة "تيوتيهواكان" لتقودهم الصدفة قبل أسابيع قليلة إلى ظاهرة تعامد الشمس مع قمته.
تعامد الشمس على الكعبة
وتحدث ظاهرة تعامد الشمس نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، لافتًا إلى أنه وأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو.
استخدم القدماء ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة في تحديد اتجاه القبلة في المناطق البعيدة جغرافيا عن مكة المكرمة في الدول العربية والإسلامية والمناطق التي تكون الشمس فيها فوق الأفق، وهي طريقة بسيطة لكنها لا تقل في دقتها عن تقنيات الرصد الحديثة، وذلك عن طريق غرس قطعة من الخشب أو البلاستيك بشكل عامودي على الأرض وتتم مراقبة الظل، ويكون اتجاه القبلة في الجهة المعاكسة للظل، بحيث يشير امتداد الظل إلى موقع الكعبة المشرفة، علما بأن هذه الطريقة غير نافعة للمناطق مثل جدة والطائف نظرا لموقعهما القريب من مكة المكرمة.