جدل واسع مثار فى أروقة السياسة البريطانية بسبب مشروع قانون الموت بمساعدة الغير والذى سيناقشه البرلمان فى 29 نوفمبر المقبل، حيث أثارت الخطوة التي من شأنها أن تساعد المرضي الميؤوس من شفائهم على إنهاء حياتهم انقسامات بين صفوف السياسيين وتركتهم بين مؤيد ومعارض.
وبعد تردد، أعلن وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنج أنه من المقرر أن يصوت ضد مشروع قانون الموت بمساعدة الغير، معتبرا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية غير مستعدة لتقديم رعاية نهاية الحياة بأمان حاليًا، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وفي حديثه إلى نواب حزب العمال، قال ستريتنج إنه كان يؤمن في البداية بحق الاختيار للمرضى المصابين بأمراض مميتة، لكنه قال إنه غير رأيه نظرًا للحالة المتدهورة للخدمة الصحية.
ومن المرجح أن تثير الخطوة التي اتخذها وزير الصحة بعض الشكوك بين النواب قبل التصويت الحر في نهاية نوفمبر. كما قالت وزيرة العدل شبانة محمود إنها ستصوت ضد مشروع القانون الذى قدمته النائبة كيم ليدبيتر، مشيرة إلى إيمانها كسبب لمعارضته. وقالت لصحيفة التايمز إنها لديها "إيمان لا يتزعزع بقدسية وقيمة الحياة البشرية".
وفي تحدٍ لنصيحة مكتب مجلس الوزراء للحكومة بالبقاء على الحياد بشأن هذه القضية، قالت إن الموت "ليس خدمة يجب على الدولة تقديمها".
وقال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الذي عانت والدته من مرض مميت، إنه يؤيد الموت بمساعدة الغير ووعد بأنه سيكون هناك تصويت برلماني - رغم أنه قال إنه يجب أن يأتي من خلال مشروع قانون خاص بالأعضاء.
وقد تحدث ستريتنج علناً في وقت سابق عن شكوكه بشأن تشريع الموت بمساعدة الغير، ولكنه أكد قراره بالتصويت ضده في تعليقاته في اجتماع حزب العمال التقدمي الاثنين الماضى ، وفقاً لصحيفة التايمز. وأكدت مصادر مقربة من ستريتنج أن هذا كان قراره.
وأوضحت الصحيفة أنه تم إبلاغ الوزراء في مجلس الوزراء بأنهم مسموح لهم بالتعبير عن رأيهم في هذه المسألة ولكن تم تحذيرهم من الانخراط بشكل كبير في جانب واحد من المناقشة.
وأوضحت الصحيفة ان إن مشروع قانون ليدبيتر، الذي سيتم مناقشته في 29 نوفمبر، من شأنه أن يقصر الموت بمساعدة الغير على المرضى المصابين بأمراض مميتة ويتطلب من طبيبين وقاضي التوقيع على الإجراء.
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة ذاتها فى تقرير منفصل، إن الأطباء وقادة المجتمع وعلماء الدين لديهم مخاوف من أن مشروع القانون قد يكون له عواقب غير مقصودة في هذه المجتمعات.
وأخصت الصحيفة فى تقريرها مجتمع المسلمين فى برادفورد، الذين يمثلون أعلى نسبة مسلمين فى المملكة المتحدة، ووفقًا لتعداد عام 2021.
وقال رشاد بخاري، الرئيس التنفيذي لمجلس مساجد برادفورد، "إن مفهوم الموت بمساعدة الغير لا يوجد بالضرورة في الثقافة الإسلامية. المنظور العام من وجهة نظر إسلامية، هو أن الحياة هي هدية من الله. لذا فإن الله يمنحك الحياة. الله يأخذ الحياة".
ولكن بالإضافة إلى كونها قضية ضمير بالنسبة لمسلمي المدينة، فإن مشروع القانون يأتي أيضًا على خلفية تآكل الإيمان والثقة في المهنيين الطبيين أثناء جائحة كوفيد، وحيث توجد بالفعل عدم المساواة في رعاية نهاية الحياة والتي يقول البعض إنها معرضة لخطر التعمق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة