اشتعلت الأيام الأخيرة من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، بتصريح "القمامة" الذى ألقاه الرئيس جو بايدن خلال مقابلة بالفيديو، ليمنح المرشح الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب فرصة ذهبية لملاحقة الديمقراطيين، ويضع نائبته ومرشحة حزبه كامالا هاريس فى موقف صعب، فى ظل استمرار التنافس الشديد بين كلا المرشحين حتى الآن.
فعلى مدار الأيام الماضية، زادت حدة التراشق بالكلمات بين الخصوم السياسيين. بدأ الأمر عندما وصف ترامب بلاده بأنها أصبحت صندوق قمامة للعالم، فى إشارة إلى استقبالها لأعداد هائلة من المهاجرين. ثم تصريح أحد المتحدثين فى فعالية ضخمة له فى نيويورك يوم الأحد الماضى، والذى وصف فيه بورتوريكو بجزيرة عائمة من القمامة، وهو ما رد عليه بايدن بتصريح بدا يشير فيه إلى أن أنصار ترامب هم القمامة، رغم محاولاته ومساعى البيت الأبيض لتخفيف الأمر لاحقا.
لم يفوت ترامب لاستغلال هذه السقطة من قبل بايدن لأغراض انتخابية. فخلال فعالية انتخابية له ولاية ويسكونسن المتأرجحة مساء الأربعاء، صعد الرئيس السابق على متن شاحنة ذات طابع انتخابى، وارتدى زى جامع القمامة. وقال ترامب من على مقعد الركاب فى الشاحنة المزينة بملصق حملة وعلم ترامب: "هل تحبون شاحنة القمامة الخاصة بى؟ هذه الشاحنة تكريما لكالا وجو بايدن". وشارك موظفو حملة ترامب على نطاق واسع صورا للشاحنة. وقال ترامب خلال فعالية إن بايدن ينبغى أن يشعر بالخزى من نفسه. وأضاف: على أن أبدأ بالقول بإن 250 مليون أمريكى ليس بالقمامة، فى إشارة مبالغ فيها على ما يبدو لعدد أنصاره.
وخلال زيارته لولايتى نورث كارولينا وويسكونسن، أصر ترامب على أن خطاب الحزب الديمقراطى هو المشكلة، وقال أنه على مدار السنوات التسع الماضية وصفتهم هاريس وحزبها بالنازيين والعنصريين والفاشيين وأطلقوا عليه وصف هتلر، مضيقا أن بايدن وهاريس وتيم والز، المرشح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس، يتعمدون شيطنة أنصاره.
وحاولت هاريس من جانبها أن تنأى بنفسها عن بايدن بعد العاصفة التى أثارها تصريحه، وقالت إنها تعارض بقوة أى انتقادات للناس بناء على من سيصوتون له.
وسعى البيت الأبيض إلى توضيح موقف بايدن، وقال إن الرئيس كان يشير إلى أحد أنصار ترامب، الذى تحدث بشكل مهين من بورتوريكو، وليس كل أنصار الرئيس السابق. لكن الجمهوريين اتهموا جو بأنه قال "مؤيدى" وليس "مؤيد".
وتسبب جو فى إثارة غضب الديمقراطيين، الذين باتوا يشعرون بالقلق من احتمال تاثير سقطته الأخيرة على فرصة مرشحتهم خاصة فى ظل هذا السباق شديد التقارب، الذى يمكن أن يحدث أى تحول بسيط فيه تأثيرا كبيرة على النتيجة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المخططين الاستراتيجيين لهاريس ربما اعتقدوا أنهم يتجنبون المشكلات بإبقاء بايدن فى البيت الأبيض، لكنهم الآن ربما يتعين عليهم أن يأخذوا منه أيضا كلمة السر لحسابه على زووم أيضا، حيث جاء تصريحه المثير للجدل خلال مقابلة افتراضية أجراها عبر التطبيق.
وأضافت الصحيفة أن تعليق بايدن جاء فى لحظة غير مناسبة لهاريس، قبل نصف ساعة فقط من صعودها إلى المنصة فى منطقة إليبس خارج البيت الأبيض لحضور تجمع رفيع المستوى قدمت فيه رسالتها الختامية أمام عشرات الآلاف من المؤيدين، حيث وصفت ترامب بالطاغية التافه، وكان خطابها مليئا بالحديث عن الوحدة والعمل مع الجميع فى حال فوزها، وهى رسالة يقوضها التصور بأن رئيسها كان يشره سمعة الأمريكيين الذين يصوتون لخصمها.
من ناحية أخرى، واصلت هاريس نشاطها الانتخابى فى ولاية ويسكونسن المتأرجحة، وتحدثت من الناخبين الشباب الذين يشاركون فى الانتخابات لأول مرة، وقالت لهم إن قضايا التغير المناخى والحد من الأسلحة وإتاحة الإجهاض ليست قضايا سياسية، ولكنها تجارب يعيشونها.
ورغم مساعى هاريس لكسب الولاية، إلا أن استطلاعات الرأى لا تصب فى مصلحتها حتى الآن، فقد أظهر استطلاع "سى إن إن" أن منافسها الجمهورى ترامب متقدم فى ويسكونسن بفارق ست نقاط، وهو تقدم كبير.
كما تحدثت هاريس فى ولاية بنسلفانيا، التى تعد الأهم من بين الولايات المتأرجحة ويمثلها 19 صوتا فى المجمع الانتخابى، وعادة ما يعنى خسارة هذه الولاية خسارة البيت الأبيض بأكمله. وحتى الآن، تظهر استطلاعات الرأى تعادل بين كامالا وهاريس فى الولاية التى كانت قد صوتت لصالح بايدن فى سباق 2020.
وفى سياق آخر، قال مختبر الانتخابات التابع لجامعة فلوريدا أن عدد الأمريكيين الذين شاركوا فى التصويت المبكر، وصل إلى أكثر من 57.5 مليون. ويمثل هذا الرقم، بحسب صحيفة الجارديان أكثر من ثلث إجمالى المشاركين فى انتخابات 2020. ومن الصعب تفسير ما الذى يعنيه هذا، حيث كان سبب ارتفاع التصويت بالبريد فى الانتخابات السابقة مرتبطا بالإجراءات الصحية لوباء كورونا. إلا أن الإقبال فى بعض الولايات يشير إلى أن دفع الجمهوريين لأنصارهم للتصويت مبكرا، وهو أمر غير معتاد، تؤتى ثمارها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة