مع إسدال الستار على انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، بفوز تاريخى وعودة سياسية غير مسبوقة للرئيس السابق (سابقا) والرئيس المنتخب (حاليا) دونالد ترامب، تبدأ مرحلة انتقال السلطة، التى تمهد للإدارة الجديدة كى تبدأ مهامها مباشرة بعد تنصيب الرئيس.
تقول وكالة أسوشيتدبرس إن عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض تعنى أنه سيرغب فى تشكيل إدارة جديدة تماما عن تلك التى خدمت تحت قيادة الرئيس جو بايدن. كما تعهد فريقه بأن الإدارة الثانية لترامب لن تشبه إلى حد كبير الإدارة الأولى التى أسسها بعد فوزه فى عام 2016.
ولدى الرئيس المنتخب فترة لـ انتقال السلطة تمتد 75 يوما لتشكيل فريقه قبل يوم التنصيب فى 20 يناير المقبل. وسيكون أحد المهام الأساسية خلال هذه الفترة شغل نحو 4 آلاف منصب حكومى بمعينيين سياسيين، وأشخاص تم اختيارهم خصيصا لوظائفهم من قبل فريق ترامب.
ويشمل هذا الجميع بدءا من وزير الخارجية والوزراء الآخرين فى الحكومة، وصولا لمن يتم اختيارهم للعمل وقت جزئى فى المجالس واللجان. ويتطلب نحو 1200 منصب من التعيينات الرئاسية أن يتم التصديق عليها من قبل مجلس الشيوخ، وهو ما سيكون أسهل مع سيطرة الجمهوريين على أغلبية المجلس الآن.
كيف سيكون الانتقال؟
على الرغم من أن التحول فى الإدارة الجديدة سيكون شاملا، إلا أن ترامب سيكون على قدر من العلم بما يحتاج لإنجازه. فقد أسس إدارة جديدة تماما فى فترته الأولى ولديه أفكار محددة بشأن الأمور المختلفة التى يريدها هذه المرة.
وقد طرح ترامب بالفعل بعض الأسماء
فخلال خطاب النصر الذى ألقاه صباح الأربعاء، قال ترامب إن المرشح الرئاسى السابق روبرت كينيدي جونيور، المناهض للقاحات، سيُسند إليه مهمة المساعدة على "جعل أمريكا صحية مرة أخرى"، مضيفا "سندعه يقوم بالأمر". وقبل الانتخابات، لم يرفض ترامب دعوات كينيدى لوقف مياه الشرب التى تحتوى على الفلوريد.
كما تعهد ترامب أيضا بجعل الملياردير إيلون ماسك، المولود فى جنوب أفريقيا، والذى كان أحد أنصار ترامب فى الحملة الانتخابية، وزيرا لخفض التكاليف الفيدرالية، كما اقترح ماسك أن بإمكانه تريليونات الدولارات من الإنفاق الحكومى التى يمكن إنهائها.
إحاطة استخباراتية للرئيس المنتخب
ولا تتعلق الفترة الانتقالية بشغل المناصب، فأغلب الرؤساء المنتخبين يتلقون إحاطات استخباراتية يومية أو شبه يومية خلال فترة الانتقال.
فى عام 2008، أطلع الرئيس المنتهية ولايته جورج دبليو بوش الرئيس المنتخب باراك أوباما على العمليات الأمريكية السرية. وبينما كان ترامب يستعد لتولى المنصب بعد انتخابات 2016، قدمت مستشارة الأمن القومى لأوباما سوزان رايس إحاطة لخليفتها المنتظر مايكل فلين.
وفى عام 2020، وفى ظل طعون ترامب القانونية على نتائج الانتخابات، تأخر بدء العملية الانتقالية لأسابيع، ولم تبدأ الإحاطات الرئاسية لبايدن إلى فى 30 نوفمبر.
من يساعد ترامب فى الفترة الانتقالية؟
يقود هذه الفترة بشكل أساسى أصدقاء وأفراد عائلة ترامب، فى مقدمتهم نجليه إيريك ودونالد جونيور والمرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة تولسى جابارد ونائب ترامب جيه دى فانس وروبرت كينيدى. ويترأس الفترة الانتقالية كانتور فيتزبيرلالد، رئيس مجلس إدارة "هوارد لوتنيك"، وليندا ماكماهون، التى سبق وتولت إدارة المشروعات الصغيرة فى إدارة ترامب الأولى.
وبعد تشكيك ترامب فى نتائج انتخابات 2020، وما ترتب عليه من تأخير عملية انتقال السلطة لحين التأكد من الفائز، صدر فى عام 2022 قانون لمنع هذا النوع من التأخير في عمليات الانتقال المستقبلية، يسمى قانون " تحسين عملية الانتقال الرئاسي". ينص هذا القانون على أن تبدأ عملية الانتقال بعد خمسة أيام من الانتخابات،حتى لو كان الفائز لا يزال محل نزاع.
مرشحين لوزارت الخزانة والدفاع والخارجية
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن أشخاص مطلعين، إن المستثمر الملياردير جون بولسون والمستشار الاقتصادى سكوت بيسنت من المرشحين لمنصب وزير الخزانة.. وقال أخرون مطلعون على المداولات إن كلا من السيناتور ماركو روبيو، الجمهورى عن ولاية فلوريدا، والذى كان من المرشحين النهائيين لمنصب نائب ترامب، والمدير السابق بالإنابة للاستخبارات الوطنية ريتشارد جرينييل، من المرشحين لمنصب وزير الخارجية.
من المتوقع أيضا، بحسب الصحيفة، أن ينضم حاكم نورث داكوتا دوج بورجوم للحكومة، مع فيفيك راماسوامى، منافس ترامب السابق فى السباق التمهيدى، وفقا للمصادر.
وطرح مقربون من ترامب اسم السيناتور توم كوتون وزيرا للدفاع، بحسب ما قال مستشار ترامب.
ويظل أهم قرار يتعين على ترامب اتخاذه تحديد من سيكون رئيس موظفيه. وقال العديد من مستشارى ترامز إن سوزي وايلز، أهم مستشارة فى حملته الانتخابية، من أبرز المرشحين، إلى جانب بروك رولينز.
ويبدى ترامب اهتماما خاصا بوزارتى الدفاع والعدل، بحسب مستشاروه، حيث يعتقد أن هاتين الوزارتين كانتا تعرقلان بانتظام إدارته الأولى.
