يستعد حكام الولايات الديمقراطيين فى الولايات المتحدة لتحدى الرئيس القادم دونالد ترامب، فى سياساته المحافظة محل خلاف حزبى، وفى مقدمة هؤلاء حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن حكام ولايات ومدعين عموم ديمقراطيين فى بعض الولايات قد بدأوا بناء ما يسمى بـ "المقاومة"، حيث يتحدثون بشكل صارم ويعدون بقوانين جديدة ومعارك قانونية فى ظل سعيهم لعزل ولاياتهم عن السياسات المحافظة التي من المتوقع أن يطبقها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقد بدأ ترامب فى الرد عليهم، فى استعراض مبكر للمعارك القضائية والتنظيمية والسياسية التي تلوح فى الأفق فى عام 2025 وما بعدها.
وكان حاكم كاليفورنيا الديمقراطى جافين نيوسوم، قد دعا يوم الخميس مشرعى الولاية على جلسة خاصة فى وقت لاحق هذا العام فى محاولة لحماية السياسات التقدمية فى الولاية حول قضايا حقوق الإجهاض وتغير المناخ من الإدارة القادمة والمحافظين الذين فازوا بأغلبية مجلس الشيوخ وعلى وشك الاحتفاظ بسيطرتهم على مجلس النواب.
وقال نيوسوم فى بيان إن الحريات التي يتمسكون بها فى كاليفورنيا تتعرض لهجوم، ولن نقف مكتوفى الأيدى".
ورد ترامب على نيوسوم فى منشور على تروث سوشيال يوم الجمعة، وقال إنه يحاول قتل كاليفورنيا الجميلة. وأضاف أن ازمة المشردين وأسعار البطالة خارج السيطرة فى الولاية، مضيفا أنه سيطالب بتغييرات لقوانين التصويت فيها لتتطلب هوية الناخب ودليل المواطنة.
وقالت "سى إن إن" إن نيوسوم ليس الحاكم الديمقراطى الوحيد الذى يستعد لمواجهة ترامب. ففي الولايات الزرقاء، الولايات التي يحكمها الديمقراطيون، مثل إيلينوى وماسوشستس ونيويورك، يتعهد المسئولون بالفعل بخوض معارك قانونية وسياسية ضد إدارة ترامب القادمة حول قضايا حقوق الإجهاض والتنظيمات البيئية والحد كمن الأسلحة والهجرة وغيرها.
وتأتى الخطوات الأولى فى الوقت الذى يدخل فيه الحزب الديمقراطى مرحلة "البحث عن الذات" حول الكيفية التي هزم بها ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس، وكيف سيكون طريق الحزب للمضى قدما.
كل هذا يحدث مع بدء التفكير فى انتخابات الرئاسة 2028. فمع وجود رئيس منتهية ولايته وفى ظل خسارة أغلبية مجلس الشيوخ، لم يعد لدى الديمقراطيين قائد وطنى واضح. ولن يحتاج حكام الولايات الطموحين الذين رفضوا تحدى صعود هاريس السريع إلى الترشح الرئاسي بعد انسحاب بايدن فى يوليو الماضى، الإذعان إلى أي أحد فى السنوات الأربع المقبلة.
ورغم أن السباق التمهيدى للحزب الديمقراطى لانتخابات 2028 لن يبدأ الآن، أو حتى فى أى وقت قريب، إلا أن إدارة ترامب الثانية ستقدم للمسئولين الديمقراطيين فرص لإظهار قيادتهم وهو يضعون أنفسهم فى موقع الترشح المحتمل.
وقد تعهد حاكم إيلنوى جيه بى بريتزكر، الذى قال إنه يستعد لسياسات ترامب المحتملة، بأن يحمى النساء اللاتى يسافرن إلى إيلينوى من أجل إجراء الإجهاض، والدفاع عن الإجراءات التنظيمية البيئية. وقال أيضا إن الولية ستتخذ الإجراءات القانونية لو تطلب الأمر لحظر حجب المنح لفيدرالية من الولايات الزرقاء التي لا تتعاون مع جهود ترحيل المهاجرين، التي يسعى ترامب إلى تنفيذها.
وأخبرت حاكمة نيويورك كاثى هوكول للصحفيين إن ولايتها لن تقبل بأجندة من واشنطن لتحرم سكان نيويورك من حقوقهم التي طالما تمتعوا بها. وأخبرت مدعى عام الولاية لاتسيا جيمس الصحفيين أنها لا تخشى ترامب، وقالت فى بيان إنها مستعدة للقتال.
بينما قال حاكم ولاية ماسوشستس مورا هايلى، الذى أعلن قبل 15 شهرا حالة الطوارئ فى الولاية جراء تدفق المهاجرين الساعين للأيواء ، إن شرطة الولاية لن تساعد على الإطلاق فى جهود الترحيل التي يريدها ترامب.
على الجانب الآخر، فإن بعض الحكام الديمقراطيين، من الذين ينظر إليهم على نطاق واسع كمرشحين رئاسيين محتملين فى الانتخابات القادمة، لم يستهدفوا إدارة ترامب القادمة على الفور.
وأشار حاكم ولاية ماريلاند ويس مور إلى أن ولايته، المجاورة للعاصمة واشنطن، والحكومة الفيدرالية متداخلتين بعمق، وأن الحكومة الفيدرالية هي أكبر موظِف لولايته.
وأضاف أنهم مستعدون للرد على البيت الأبيض الجديد فى حالة الضرورة، لكن عندما يستطيعون إيجاد أرضية مشتركة، فسيفعلون.
كما أن حاكمة ميتشيجان جرتشن ويتمر، التي شاركت فى حملة هاريس، قالت فى بيان يوم الأربعاء إنها تأمل أن يقود ترامب بمحاولة توحيد الناس، بمن فيهم هؤلاء الذين لم يصوتوا له او لا يدعمونه.