سيجمع مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ، COP29، والذي سيعقد في الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر في باكو، عاصمة أذربيجان، ممثلين من 197 دولة، بما في ذلك 20 من أمريكا اللاتينية، الذين سيحضرون بقضية متباينة ولكنها مشتركة: مواجهة تغير المناخ.
ومن الحاجة إلى التمويل إلى الانتقال إلى الطاقات المتجددة، ستقدم كل دولة في المنطقة رؤيتها وتحدياتها في سياق عالمي حيث يكون التعاون والاتفاقيات أمرا بالغ الأهمية، وتشهد أمريكا اللاتينية انقساماً في استراتيجيتها من أجل الحصول على التمويل وحلول جذرية لمواجهة تغير المناخ.
تهديدات ترامب للمناخ
يعتبر عودة دونالد ترامب ، إلى البيت الأبيض، ومن الممكن أن تكون المناقشات صعبة بعد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى، السابق دونالد ترامب، الثلاثاء، لولاية جديدة، إذ إنه من المنكرين لتغير المناخ، وتعهدت حملة ترمب الانتخابية بانسحاب الولايات المتحدة، أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ فترة طويلة، وأحد أكبر منتجي النفط والغاز، للمرة الثانية، من اتفاق باريس المبرم عام 2015 لمكافحة تغير المناخ.
البرازيل تبحث عن تمويل
وتأمل البرازيل أن يتم إحراز تقدم في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو في إطلاق التمويل المستمر والشفاف من قبل الدول الغنية للعمل المناخي وسيتم التوصل إلى اتفاق بشأن سوق الكربون العالمي.
وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للبلاد حتى تكون في موقف قوي عندما تتولى رئاسة قمة المناخ في عام 2025، ومع ذلك، فإن المفاوضات بشأن التمويل متوقفة، على عكس تلك المتعلقة بسوق الكربون، التي تمضي قدما بشكل متفائل.
وتتمثل العقبة الرئيسية في الهدف الجماعي الكمي الجديد (NCQG)، الذي يسعى إلى حث الدول الغنية على توفير الأموال لدعم الدول النامية، وعلى الرغم من عدم تحقيق هدف 100 مليار دولار سنويا، إلا أن البرازيل وغيرها من البلدان النامية تطالب بزيادة الموارد.
وقد انتقدت الدول المتقدمة هذا الطلب، حيث اقترحت إشراك المنظمات الدولية والاقتصادات الناشئة مثل الصين، وهو الاقتراح الذي رفضته الدول النامية.
وفيما يتعلق بالقضاء على الوقود الأحفوري، ستحافظ البرازيل على لهجة أقل عدوانية في باكو، مما يسلط الضوء على حاجتها إلى النمو الاقتصادي للحد من عدم المساواة، ويتوقع مارسيو أستريني، من مرصد المناخ، أنه على الرغم من أن البرازيل تحظى بمسؤوليتها تجاه منطقة الأمازون، إلا أن الاهتمام سيزداد هذا العام حيث ستستضيف البلاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) في بيليم في عام 2025.
المكسيك ملتزمة بالاستدامة
وستحضر المكسيك مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) تحت قيادة أليسيا بارسينا إيبارا، وزيرة البيئة والموارد الطبيعية، التي أكدت أنها تسعى إلى "تغيير عميق فى نموذج التنمية حتى تتمكن من التحرك نحو الاستدامة".
وفي بيانه، سلط بارسينا الضوء على جهود البلاد للتحرك نحو الطاقة المتجددة، مع التأكيد على الحاجة إلى تشخيص أكثر دقة لإزالة الغابات ومعالجة ندرة المياه بشكل شامل.
وعلاوة على ذلك، وضعت الرئيسة كلوديا شينباوم، في خطاب تنصيبها الأخير، هدفاً طموحاً يتمثل في ضمان أن تشكل الطاقات المتجددة 45% من مصفوفة الطاقة في المكسيك بحلول عام 2030.
الأرجنتين ترفض افتاقيات باريس
وفي الأرجنتين، كان موقف الرئيس خافيير مايلي فيما يتعلق بتغير المناخ يتمثل في إنكار آثاره ورفض اتفاقيات باريس. على الرغم من ذلك، ستكون الأرجنتين حاضرة في باكو لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29)، على الرغم من عدم وجود خطة عمل عامة، كما أشارت منظمة السلام الأخضر في الأرجنتين.
وانتقد هيرنان جيارديني، ممثل هذه المنظمة غير الحكومية، الموقف الأرجنتيني، قائلاً إن "سياسة الإنكار لأزمة المناخ تتعارض مع التحذيرات العلمية"، بالإضافة إلى ذلك، لاحظت وزارة البيئة الأرجنتينية التي تم تقليصها الآن أن معظم الانبعاثات في البلاد تأتي من استهلاك الطاقة والأنشطة الزراعية.
تشيلي تسعى إلى التوصل إلى توافق فى الآراء
سيكون لتشيلي أيضًا تمثيل في COP29، بقيادة مايسا روخاس، وزيرة البيئة ، وشددت روخاس، التي تم الاعتراف بها كواحدة من أكثر مائة امرأة لاتينية التزامًا في مواجهة أزمة المناخ، على أن تشيلي كانت "دولة تساعد في تحقيق الإجماع اللازم لتعزيز أجندة المناخ".
وسيكون الهدف الرئيسي لهذه القمة هو تأمين التمويل الذي يسمح للبلدان الأقل نموا بخفض انبعاثاتها وتحسين قدرتها على الصمود، وحذر روخاس من أن "تكلفة التقاعس عن العمل مرتفعة"، مشددا على أن الحاجة الملحة لهذه الاتفاقيات آخذة في التزايد.
ومن جانبها، سترسل فنزويلا وفدا، دون الكشف عن تفاصيل محددة عن مساهماتها، وقد تم عرض استراتيجيتها للحفاظ على التنوع البيولوجي مؤخرًا في كالي، لكن التفاصيل لا تزال مفقودة فيما يتعلق بموقفها من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29).
وفي الوقت نفسه، ستشارك كوبا في المؤتمر بنهجها السياسي التقليدي المتمثل في المسؤولية المتباينة، على الرغم من أنها تواجه قيودًا مالية بسبب العقوبات الحالية.
وتحدثت منظمة الأمم المتحدة عن الهدف الرئيسي لإنعقاد كوب 29 الذي سينطلق غدا من باكو عاصمة أذربيجان، قائلا إن الأولوية القصوى للمفاوضين ستكون الاتفاق على هدف جديد لتمويل المناخ، وهو هدف يضمن أن كل بلد لديه الوسائل اللازمة لاتخاذ إجراءات مناخية أقوى بكثير، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبناء مجتمعات قادرة على الصمود.
وأضافت الأمم المتحدة أن الهدف الرئيسي سيتضمن المساعدة في إطلاق تريليونات الدولارات التي تحتاجها البلدان النامية من أجل التخفيف من انبعاثات الكربون الضارة والتكيف مع تغير المناخ والتعامل مع الخسائر والأضرار التي تسببت فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة